أخبار عاجلة

لا تهنوا ولا تحزنوا، فإن الله معنا

لا تهنوا ولا تحزنوا، فإن الله معنا:
بقلم اد.عادل القليعي.
أستاذ الفلسفة الإسلامية
آداب حلوان.
———–
قد يصاب الإنسان باليأس حينا وبالاحباط أحايين كثيرة، وقد تحدث له حالات ضيق وقلق نتيجة ظروف معيشية ،كأن تضيق عليه الأرزاق، وكأن يتأخر في الحصول على فرصة عمل، أو قد يتأخر في الإنجاب ، أو بفقد عزيز عليه، فيصاب باليأس وإن الحياة باتت تملؤها الكآبة،
وقد تؤثر كل هذه الأمور المادية على نفسيته ،فيصاب بالمرض النفسي الذي قد يجعله ينزوي عن الناس ويجلس وحيدا منفردا، وهذا يقوده فعلا إلي المرض النفسي .

لكن يا أخي هل نظرت لحال الآخرين حولك ، هل شاهدت من لا يجد حتى رغيف الخبز ليقتات به ، فيلجأ إلي صناديق القمامة ليأكل منها،
فتعقلواعقد مقارنة بينك وبينه لتحمد الله على ما أنت فيه من نعم .
ديننا السمح قدم لنا العلاج الناجح لمثل هذه الحالات في آية لو تدبرناها جيدا لسوف نسعد بها أيما سعادة، (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب )،

فاطمئن يا أخي واعلم علم اليقين أن الله كافيك فلا تقنط وتذكر دوما أن رزقك لن يأخذه غيرك حتى يهدأ قلبك .
فيا من فقدت عزيزا عليك ، هل يعز على الله، أما تعلم أن رقابنا أمام قدر الله أرق من الشعرة، أما تعلم أنها آجال قدرها الله تعالى، أما تعلم أن ثم لقاء آخر في عالم أفضل لا متناه فلا تحزن وعش على ما عاش عليه .
وأنت يا أختاه يا من تأخرت في الإنجاب فلتصبري ولتحتسبي وتحققي قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضي )
فاستمسكي بحبل الله المتين ولا تملي من الدعاء ولا تقطعي فيه الرجاء وأحسني به الظن.
لا تجعلوا مثل هذه الأشياء المادية عائقا يقف أمام روحكم الجميلة وويحطم معنوياتكم فلا غلاء يستمر ولا مرض يدوم ويطول، وإنما هي ابتلاءات من الله ليميز الخبيثة من الطيب، الصابر من القانط.
فضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظن أنها لا تفرج.
نظر النبي صلي الله عليه وسلم في جنبات مسجده فوجد رجلا يجلس في المسجد في غير أوقات الصلاة ووجده حزينا مهموما فسأله النبي ما بك ، قال يا رسول الله هموم لازمتني، قال طبيب القلوب لا يزال لسانك رطبا بذكر الله.
فاعلم يا أخي أنه ليس هناك هموم طالما أنك تبيت آمنا في سربك معافا في بدنك ، نمت علي كلمة التوحيد واستيقظت وجدت لسانك رطبا بها فاعلم أنك حزت الدنيا بحذافيرها ونلت رضا الله تعالى وفوزت أيضا بالدار الآخرة، فليس بعد الشرك ذنب ، (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
أما أنك ثقلت عليك هموم دنيوية ضيق في عيش وعدم سعة في الرزق أقول لك أبحث واسعي واطلب الرزق من الرزاق وانظر إلى اسم الله الرزاق اسم وصفة ورزاق زنها علي فعال أي أن رزقه ما له من نفاد فالذي يرزق النملة السوداء في الليلة الظلماء تحت الصخرة الصماء لن يعجزه رزقك وهو القائل (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، وهو القائل(وفي السماء رزقكم وما توعدون).
ولكن خذ بالأسباب وتوكلت علي رب الأسباب، ليس معني ضيق في الرزق يقودك إلى الاكتئاب والضيق والضجر ويقودك إلى التهلكة كأن تلقي بنفسك أمام قطار أو تشعل النار في نفسك أو تلقي بنفسك من مكان شاهق الارتفاع بغية التخلص من متاعب الحياة.
إنها الحياة التي تحمل ماتحمله من المتناقضات فهاهو يوم سعيد وهاهو يوم غير سعيد ولا تحسبوه شر ربما يحمل خيرا أفضل، إنها الحياة يوم ضيق وآخر رغد، ألم يقل الله عنها (لقد خلقنا الانسان في كبد )، ألم يقل المعصوم صل الله عليه وسلم اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم، أو حدث لك إخفاق في أمر ما كأن ترسب في ترقيتك مثلا هل تهيم علي وجهك وكأن الحياة توقفت، هذا استسلام وانهزام والله أمرنا بعدم الإستسلام وإنما اعادة المحاولة مرات، وفي النهاية ستتحقق أمانيك، ألم يكن لنا في رسول الله الأسوة الحسنة أوذي وتورمت قدماه الشريفتين وأدميتا ولم يكل ولم يمل الدعوة إلي أن أظهر الله دينه وأصبح دين القيمة، اصبت بفاجعة فقدان الابن أو الاخ أو الأم أو الأب أو الزوجة، تذكر يا أخي هل هناك فاجعة أعظم من فقدان النبي صل الله عليه وسلم وموته، أصبت بكذا أو كذا أو كذا يا صديقي إنها فلسفة الحياة لاتدوم علي وتيرة واحدة .
علاجنا بأيدينا العودة قلبا وقالبا عود بالكلية إلى الله لأن الله وحده كافيك وحسبك ، اطرق بابه وألح في الدعاء فكتبت الإجابة لمن أدمن الطرق ، وعليك بالصلاة (يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) ولاتقنط من رحمة الله قد تتأخر الإجابة لكنها حتما ستأتي ، وداوم علي الطاعات والعبادات فبدلا من الانتحار والله تعالي وهبك الحياة لتعشها وتحياها وتعمر الأرض حرثا ونسلا، لا أن تهلكها بإهلاكك لنفسك فتخسر الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين، دوام وواظب علي الاستغفار ، ضاقت عليك الارض بما رحبت استغفر الله ،ضاق رزقك استغفر الله ، مشاكلنا كثيرة نعم لاننكر ذلك ولكن رحمة الله أوسع. همومنا تنوء من حملها الجبال لكن فرجه قريب، قل يا الله (أمن بجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ، قل يا مغيث اغثنا، ركعتين بسجدتين بدمعتين فهو الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين، فهو الذي يسمع دعائك وهو الرءووف الذي يرأف بك اكثر من والديك فكيف تقف بابه ويردك، وكيف يردك وأنت الذي شهدت له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة، كيف يردك وهو لا يرد الكافر والملحد ، كيف تلق الله ياأخي وقد فرطت في أمانته التي جعلك رقيبا عليها كيف تلقاه ماذا ستقول له يوم تلقاه ويسألك لماذا قتلت نفسك ، لماذا لم تسألني لم تعجلت الإجابة.
يا سادة أدعوكم وأدعوا نفسي إلى زيادة التقرب إلى الله بصدق وإخلاص النية.
أرواحنا ليست ملك لنا وإنما نحن مستأمنون عليها فحافظوا عليها واتركوها لصاحبها يأخذها في وقت قد وقته لها، جاهدوا أنفسكم ولاتجعلوا للشيطان عليكم سبيلا.(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

شاهد أيضاً

حوار حول: “السرقات الأدبية: بين الأمانة الفكرية والإبداع المزعوم: حوار نقدي مع الدكتور السيد إبراهيم والكاتبة روعة محسن الدندن”  

أدارت الحوار: الإعلامية والأديبة السورية روعة محسن الدندن – مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة …