لايســتــوي الجـــهّــال والعـــقــلاء
لــــيس الأنامُ عقولهم أكــــفــاءُ***لا يستــــــوي الجـــــهّالُ والعــقــــــلاءُ
إذ قالــــها ربُّ العـــــباد صراحــــةً***لايسْتوي النّــــــورُ والظّــــــــلمـاءُ
ولئنْ تطاولَ بعــــضُــــهم بِحُطــامِهِ***واســـتعبدتْ أفكارَهُ الأهـــــــــــواءُ
ورأى اهتمامه بالتـــكاثُر فِـــــطْنــةً***حين استــبدّ بنفْــــــــــــسهِ الإغراءُ
فانساقَ خلف ضلالهِ مُتــــــعجْرفاً***والجهلُ يرْعى خُــــــــــبثَهُ الجهــلاءُ
عارٌ علــينـــــا أنْ نُمـــــــثّل أمّـــــةً***تاريخُـــــــها أفـــعالٌ وأســــــمــاءُ
أرْسى دعائمها الكــــــتابُ وقادَها***أسيادُنا الأحــــــرارُ والــــــــشّرفــاءُ
مِنْ جِدّهِمْ نشأتْ حضارتُنا الّتـــي***يزهـــــــــــــو بها التّحريرُ والإنشــاءُ
قادت مسيرتَها العروبــــةُ وارْتـــقى***بلسانها الـــــقرآنُ والفــــقـــــــهاءُ
من نسْلِ إسماعيلَ أشْرقَ صُبحُها***وتحـــــــضّرتْ ببــــــيانِها الصحراءُ
وتناثرتْ بين الشعوب فأنــــجبتْ***أدباً رفيـــــــعاً صاغهُ الـــــــشعــراءُ
ومعارفاً بالمـــــكرُماتِ تفـــــــــجّرتْ***عن فطنةٍ أعلامُــــــــــها الأدباءُ
أحيتْ مناهــــلُها الخــــــلائقَ كلَّها***وتــــــناقــــلتْ آثارَها الأنبـــــــــــاءُ
حتّى إذا لحق الهـــوان بأهــــــلها***سقطت بهم في الخــندق الأهـــــــواءُ
فقدوا الحضارة َوالنّبوغَ وأصـــبحــوا***دولاً يسوسُ شعوبَها العــــــملاءُ
وتفرّفوا شيعا يقارع بعضـــــهــم***بعــــضا كما يتـــــقاتل الأعـــــــــداءُ
فتحوّل الوطــن الكبــــــير إلى قرى***وأصـــــــابه في النّائباتِ بـــــــلاءُ
لا خير في شعب تقهــقهر شأنــه***وبه العــقول أهــانـــــــــــها الإقصاءُ
أوليْس من ضُعْفِ الـعزائــم أنْ نرى***أوطاننا يلْـــــــــــــهو بها السّفــهاءُ
محمد الدبلي الفاطمي