لئن شكرتم لأزيدنكم
(نعمة الشكر)
بقلمي/السيد شحاتة
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بالعديد من النعم ومن أعظمها أن هدانا الله إلى سواء السبيل بل قد اصطفانا على كثير من الأمم السابقة وجعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس
وإذا أحصينا نعمه سبحانه وتعالى فهي لاتحصى ولاتعد قال تعالى (وإن تعدوا نعمت الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )
وواجب علينا الشكر على نعم المولى عز وجل كسبب من أسباب زيادة النعم والهدايا الربانية وقد من الله علينا بالكثير من العطايا والسجايا التي علت بها أقدار العباد وسمت بها منازلهم ورفعت بهم الدرجات العلا
فنعمة الشكر هي من أكبر النعم ودليل قوي علي وضوح نعمة الله علي عباده بالثناء والعرفان مما يدل علي اكتمال العقل وصلاح القلوب وسلامة النفوس
وشكر الله تعالى أمر عظيم وله جزيل الأثر وبه ينجي الله عبادة من العقوبات الدنيوية وفي الآخرة
والقرآن الكريم به العديد من الآيات التي تتحدث عن الشكر لله وماللشاكرين من ثواب ولنا في رسول الله أسوة حسنة
فعندما حدثته السيدة عائشة وهو يقوم الليل حتى تتفطر قدماه لما تصنع هذا يارسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر فما كان رد الحبيب المصطفى إلا أن قال لها أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا
فالعمل والطاعة دليل قوي على شكر الله ولابد وأن نعلم جميعا أن من أهم أسباب وقوع الإنسان في عذاب الله وفي حلول النعمة وزوالها على مستوى الفرد والمجتمع هي الكفر بأنعم الله وعدم الشكر والرضا بها بل قد يصل الأمر بالبعض إلى إنكارها وجحودها
وما قصة قارون ببعيدة ودليل على ذلك أيضا قوله تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنه مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )
وساق القرآن لنا قصة أهل سبأ حيثوا كانوا في نعمة وعيشة واتساع في الأرزاق وعندما أرسل الله لهم رسله ليأمروهم بالعبادة والشكر فكفروا بأنعم الله فعاقبهم ربهم أشد العقاب
(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)
وهنا نقف أمام حقيقة قد يغفل عنها الكثيرون حقيقة زيادة النعمة بالشكر والعذاب الشديد علي الكفر وهذا وعد من الله لكي تطمئن القلوب فهو سيتحقق لامحالة
فنعمة الشكر دليل قوي على التسليم لله الواحد القهار وترقي بالعبد إلى الطاعه
فنحن جميعا متقلبون في أقدار الله بين فرح وسرور وابتلاء واختبار وكل ذلك بتقدير الله فيكون الشكر في تلك الحالتين هو العلاج الشافي لكل تلك الأقدار
ومن تمام الشكر لله أن ينسب المسلم النعمة له وحده فهو بيده ملكوت السماوات والأرض
ولابد أن نفرق بين شكر الله وحمده فالشكر يكون بجوارح الإنسان ويكون عند البلاء وتسخير النعمة في طاعة الله والشكر من صفة الانبياء والمرسلين بعكس الحمد يكون باللسان والقلب ويكون عند كل الأحوال التي يمر بها العبد بلاء أو نعم
ولنعلم جميعا أن الشيطان الرجيم هو من يحول بينك وبين شكر الله على نعمه بل وأقسم ليصرفن عباد الله عنها مااستطاع إليه سبيلا فقال رب العزة (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)
فاحذروا الشيطان وأعوانه واحذروا الجهل والكبر والغفلة والطمع والحسد فكلها مداخل لهذا اللعين ليخرجك من شكر الله
ونعم الله لاتحصي فالصحة نعمة والستر نعمه ومحبة الناس نعمة ونعمة تسخير الكون للإنسان نعمه وخلق السماوات والأرض نعمة وخلق الإنسان والسمع والبصر والفؤاد والعقل والذرية الصالحة والزوجة الصالحة والأمن والاستقرار كلها من نعم الله المؤثرة في حياة أي مجتمع
فهي سكن واستقرار وإذا ساد الأمن بينهم تفرغوا للعبادة وأصبحوا لايخشون إلا الله فتسكن النفوس وتطمئن
فيجب علينا جميعا شكر الله علي نعمه فما شكر العبد ربه إلا زاده فضلا ونعمة فنحن لا نشكر الله كما يجب ولا نؤدي حقه كما ينبغي أن يؤدى