أخبار عاجلة

كيف تكسبين ابنتك

قلم :الدكتورة هبة المالكي

مدرس أصول الفقه بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالمنصورة

الأم لها دور فعال في بناء الأسرة فأطفالها أمانة وضعها الله في يديها وهي مسئولة عنهم نصحا وإرشادا وتوجيها وقربا ومحبة

نتفق جميعا على أن الأولاد هم قرة أعين الآباء والأمهات وأنهم كم يبذلون من التضحيات كي يروا أولادهم بخير حال حتى يصلوا بهم إلى بر الأمان

ولكن قد تضل الأم الطريق في التقرب من ابنتها وإيصال الحب لها

فالبنت تمر بعدة مراحل منها الطفولة والمراهقة ومرحلة النضج والوعي

وكل مرحلة من هذه المراحل لابد فيها من تهيئة الأم حتى تستطيع أن تتوافق مع ابنتها نفسيا ومعنويا

ففي مرحلة الطفولة لابد من إغداق مشاعر الحب والملاطفة في الحديث مع توجيهات خفيفة لطيفة بما يتناسب مع طفولتها

ثم بعد ذلك وبتطور مشاعر البنت تبدأ الأم في مرحلة توجيه البنت ومتابعتها ومصاحبتها وتعوديها على أداء فرائض الله وبث روح الخوف من الله ومراقبته سبحانه وتعالى في السر والعلن حتى تغرس فيها محبة الله عز وجل ومراقبته سبحانه وتعالى فالخوف من الله ومحبته عز وجل أساس كل فضيلة

وإلى جانب هذا يجب على الأم أن تفتح مجالا للحوار بينها وبين ابنتها مهما كان هذا الحوار ومهما كانت نوعيته ولا تقوم بنهرها وردعها حتى لاتفقد الثقة بينها وبين ابنتها بل على العكس لابد من الهدوء واستيعاب الموقف تماما ثم تبدأ في التوجيه والنصح من منطلق خوفها وحرصها على ابنتها ولابد وأن تشعر الأن ابنتها بذلك الحب وذلك الاستيعاب حتى تذوب البنت في أمها وتصل معها إلى المصارحة واتخاذ أمها سندا لها وصديقة أمينة في جميع حواراتها

وأن تحاول الأم جاهدة أن تتقرب من صديقات ابنتها وتتناقش معهم وتفتح معهم مجالا للحوار فلاتكون الأم في وادي وابنتها في وادي آخر

ومن الأمور الهامة أن تشجع الأم ابنتها على الأنشطة المختلفة التي تقوم بها وتساعدها على الأعمال الخيرية أو التعليمية أو الترفيهية ونحوها مما لايؤثر على تحصيلها الدراسي

ثم بعد أن تصل الفتاة إلى مرحلة النضج لابد من مصاحبتها ومتابعة أحوالها والاطمئنان عليها

ومما سبق نجد أنك زرعت في ابنتك حبك وحب الله ومراقبته سبحانه وتعالى في السر والعلن وهذا الحب هو منهاج حياة فيه الخير والصلاح ظاهرا وباطنا

ومن الأمور الهامة التي يجب عدم إغفالها تعويد الفتاة على الاستقلالية في الرأي بعد فهمه وتمحيصه وعرضه على الشرع فما تراه موافقا له فعلته وماتراه مخالفا له لا تفعله

وتعويدها على استشارة من هم أكبر منها سنا من العقلاء

وهناك أمر هام لابد من عدم اهماله وإغفاله وهو تعويدها على صلاة الاستخارة في الأمور كلها

( عن جابر بن عبد الله قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ، قال : ويسمي حاجته }

بناتنا أمانة في أعناقنا ونحن مسؤلون عنهم أمام الله عز وجل ويجب تعهدهم في المأكل والمشرب والملبس وأن نعودهم على الستر والاحتشام والاحترام
عن عبد الله بن عمر:
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
كلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته إلى أن قال
” والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم”

وقال صلى الله عليه وسلم
“من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبر عليهن وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهُنَّ مِن جِدَتِه كنَّ له حجابًا من النَّارِ يومَ القيامةِ”

شاهد أيضاً

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا….

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا…. رفيق يوسف طبيب سعودي يحكي : أنه في أحد …