بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من الطرق الهامه في كيفية إدارة الأزمات هو الحد من تفاقم الأزمة، حيث يقضي التفكير العلمي بعد تحديد الأهداف أن نحدد البدائل الممكنة، غير أن تصاعد أحداث الأزمة يفرض على فريق الأزمة التفكير في آلية للحد من تفاقمها من خلال تحديد بدائل أولية، أو علاجات مسكنة، بغية السيطرة على فيروس الأزمة، بقدر المستطاع والذي ينشر الخلايا السرطانية ويعمل على تضخمها، وهذه الخطوة يجب ألا ننظر إليها على أنها مستقلة عن خطوة تحديد البدائل.
وذلك أن الأزمة تتصاعد أحداثها بشكل سريع ومخيف، مما يحتم علينا محاولة دمج هاتين الخطوتين عبر طريقتين هما قيام الفريق بالتفكير الآني، في كلا العلاجين المسكن والأساس في وقت واحد أو في أوقات متعاقبة، والثاني هو تقسيم فريق الأزمة إلى قسمين، قسم يتولى أحدهما العلاج المسكن، ويتولى الآخر في الوقت ذاته العلاج الأساس، وكما أن من الطرق الهامه في كيفية إدارة الأزمات هو تحديد البدائل الممكنة، وفي هذه الخطوة سجل كل ما يعن لك من أفكار، ولا تستعجل في محاكمتها وإعدامها، فلقد أثبتت بعض الدراسات المعنية بالأزمات أن كثيرا من الأفكار والبدائل الجيدة التي نفذت في بعض الأزمات قد هوجمت في البداية ووصفت بأنها مثالية أو مجنونة، وعند تحديد البدائل يجب على فريق الأزمة أن يطرحوا على أنفسهم بعض الأسئلة.
التي تعين على توليد أكبر قدر ممكن من البدائل، ومن تلك الأسئلة هو مثلا نقول ماذا لو فعلنا أو لم نفعل كذا؟ أو هل نغير زاوية التفكير؟ وهل نفكر رأسا على عقب؟ أو هل نستطيع تنفيذها؟ وهل الوقت مناسب لتنفيذها؟ ومن يستطيع مساعدتنا؟ ومدير الأزمة، بل فريق الأزمة المبدع هو الذي يتخلص من أقفال الإبداع التي تحاول أن توحي لفريق الأزمة بإيحاءات سامة تنتشر في جو الأزمة، فيخنق الإبداع ويخلفه الجمود ويعتل الجو بالبلادة، وكما أن من الطرق الهامه في كيفية إدارة الأزمات هو عصف الأزمة ذهنيا، وقد تتطلب بعض الأزمات حلولا كثيرة، مما يؤيد إستخدام ما يسمى العاصفة الذهنية، وتتلخص في طرح أزمة أو مشكلة معينة على مجموعة من الأفراد، وتمر هذه العاصفة بمجموعة من المراحل منها، توضيح الأزمة وتجزئتها، وتوليد الأفكار وعرضها.
وتقويم الأفكار المطروحة، وإختيار أفضل البدائل، وبعد تحديد البدائل الممكنة يجب إخضاعها لدراسة علمية، يشترك فيها مجموعة من الخبراء والمتخصصين وهم فريق الأزمة وبعض المستشارين إن لزم الأمر، ويمكن تقييم كل بديل من خلال مجموعة من الأسئلة مثل هل يمكن تطبيقه عمليا؟ أو هل نملك القدرة والموارد الكافية لتطبيقه؟ أو ما هي تكلفة تطبيقه؟ وكم سيستغرق من الوقت؟ أو ما هي الآثار والمخاطر المتوقعة؟ وما هي ردة الفعل المتوقعة للخصم؟ وإذا تم إختيار البديل المناسب فإن هناك أسئلة أخرى نجيب عليها وهي من الذي سيشارك في تنفيذ كل خطوة؟ ومتى؟ وكيف؟ وكم ستستغرق هذه الخطوة من الوقت؟ وما هي المشكلات التي يمكن أن تنشأ بين الأشخاص بسبب التنفيذ؟ وما هي استراتيجيات التعامل مع الأزمات؟