أخبار عاجلة

كلمات كالرصاص

كلمات كالرصاص

بقلم /  نجلاء محجوب

قاتلة تلك الكلمات التي تُحْدِث بالقلب جروحًا لا تلتئم، وتترك أَثَرًا في الذاكرة مريرًا لا يمحى مهما مر الزمن، تذرف العين دُمُوعًا، كلما دنت تلك الكلمات من القلب، وعلقت بالذاكرة، فبعض الأشخاص كلماتهم طلقات تُصِيبْ في مقتل، قد تنهي حياة البعض، إذا كانوا من أصحاب المشاعر الحساسة، فَكَثِيرًا ما سمعنا بِوَفَاة بعض الأشخاص حُزْنًا من كلمة أصابتهم في مقتل، وأصحاب تلك الكلمات القاتلة ثلاثة أنواع: نَوْع يحب بشدة، وَنَوع يبغض بشدة، وَنَوْع رَمَادِيَّ لا يحب ولا يبغض،

أما عن النوع الأول: الذي يحب بشدة، هو يوجه نصيحة قوية المعاني والتعابير، مؤلمة، وذلك لأنه يخشى علي عزيز له أن يقع في الخطأ، ويخشى عليه أن يتألم، أو يمر بأزمة تهزمه، فيؤلمه هو دون أن يشعر، بتوجيه النصيحة له بكلمات شديدة، على النفس أن تتحملها، تترك في القلب جروحًا لا تندمل، وقسوة تلك الكلمات أنها جاءت من عزيز، لم يُتَوَقَّع منه أن يَجْرَح، لكن حقيقة الأمر، أنه غير متعمد، فهو لم يحسن اختيار كلماته، لأنه في حالة خوف على عزيزه أن يخطئ، فجاءت كلماته جارحة، وتركت أَثَرًا في القلب والذاكرة، كلما تذكرها المقتول بها، أمطرت عيناه،

وَالنَوْع الثَانِي: شديد البغض يتعمد إيذاء الآخر وإصابته في مقتل، هؤلاء هم أصحاب القلوب المعتمة، يتلذذون بإيذاء الآخرين، أفواههم تخرج طلقات متتالية من الرصاص، فتجرح القلوب، وتتألم النفوس، كلما تَحَدّثَت أفواههم القاتلة، تُظْهِر كلماتهم ما تخفي قلوبهم من بغض، تُصِيب حَتْمًا بأذى،

إذا كانت موجهة نحو أصحاب المشاعر الحساسة، وهناك نَوْع ثَالِث رَمادِيّ، لا تستطيع تحديد هل هو يتعمد أن يلحق الأذي بغيره، أم غير متعمد، لأنه مَعْرُوف عن طباعه أنه لا يحسن التعبير، وقد تنزلق منه كلمات تصيب بالأذى دون أن يشعر، فهو لديه لا مبالاة، ولا يفكر قبل أن يتحدث، ولا ينتقي كلماته بعناية، فتصيب كلماته الآخر بأذي.

هناك ضروره لاختيار الكلمات بدقة، لأنها إما أن تسعد من يسمعها، أو تقتله.
قال الله سبحانه وتعالي:
”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ“ .
وجعل الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة صدقة.
تصدق بطيب الكلام، فبعض الأشخاص ترنو إليهم النفوس من طيب كلامهم وعذوبته، فكلماتهم تزهر محبة، كلما تفوهوا بزهرة وأهدوها للآخر، أشرقت الوجوه بالابتسامة.

شاهد أيضاً

رساله الى اختى

رساله الى اختى بقلم صالح منصور ليه مشيتِ ..وسبتينى مش عارف .. اعيش مش قادر …