كتاب جغرافية الأديان للأستاذ الدكتور عبد العظيم أحمد عبد العظيم _ جغرافية الأديان _ قسم الجغرافيا كلية الآداب _ جامعة دمنهور
لقراءة الكتاب انقر الرابط
بين يدي الكتاب:
الحمد لله الذي أخذنا بنور العلم من ظلمات الجهالة، وهدانا بالاستبشار به عن الوقوع في عماية الضلالة، ونصب لنا من شريعة محمد ﷺ أعلى علم وأوضح دلالة.
وبعد.. معظم الأشخاص الذين يرغبون في دراسة الدين لديهم القليل من الاهتمام بدراسة الجغرافيا، والعكس بالعكس. ومع تطور الدين وتأثيره على حياة الناس يظهر أثر العوامل الجغرافية، وكيفية دراسة الدين من منظور جغرافي.
حيث يؤثر الدين في المكان ويتأثر به.
ومن المهم، في البداية، من تعريف هذين المصطلحين: الجغرافيا والدين. فالجغرافيا : «دراسة المكان، والعلاقات بين الأماكن». أما الدين فهو أكثر صعوبة
في تحديده، ومن تعاريفه ما ذكره الجغرافي الأمريكي سوفير Sopher : (قوة روحية تدفع إلى فعل الخير والكف عن الشر، ويختلف بشكل كبير من ثقافة إلى
أخرى، ومن شخص لآخر).
وإذا كان من الصعب الاتفاق على تعريف بسيط للدين، فمن الأصعب إنكار تأثيره على الناس في الثقافات المختلفة عبر العصور، فالكثير من الديانات الرئيسية في العالم ترتبط ارتباطا لا ينفصم مع مجموعات معينة من الثقافات والنظم السياسية وأساليب الحياة، وأنه من الصعب تخيل وجود أحدهما دون الآخر. فمن الصعب تخيل دولة تايلاند Thailand بدون البوذية Buddhism أو الهندبدون الهندوسية، أو السعودية بدون الإسلام، أو إسرائيل بدون اليهودية.
كما أصبحت المسيحية في العصور الوسطى ملزمة بشكل معقد مع نمط الحياة، أما العصور الوسطى
الآن فتحل محلها العلمانية، ولكل منهما تأثيره على المكان والمكين.
فالدين يترك بصمة على المكان من خلال الثقافة ونمط الحياة، ويظهر في أقوى صوره جغرافيا في (الأماكن المقدسة)؛ حيث يهيمن الدين على جغرافية السكان والعمران والبيئة. فالتقاليد الدينية الهندوسية، ومنها طقوس الاستحمام في نهر الجانج – على سبيل المثال – تترك بصماتها على المظهر الخارجي للمنطقة، والاحتفال الديني الكنسي في المسيحية يؤثر على إدارة الوقت والحركات والسلوك المكاني للمؤمنين.
ويبدو أثر الدين جليا في الدور الذي لعبه في الجغرافيا السياسية في الحروب الصليبية، أو حركة الفتوحات الإسلامية، أو في تقسيم الهند عام 1947، أو ظهور الدول الثيوقراطية، أو هيمنة رجل الدين على السلطة؛ كما في نظرية ولاية الفقيه عند الشيعة.
على أية حال؛ تلك محاولة أولية في التسطير عن الجغرافيا الدينية للمكتبة الجغرافية العربية؛ فإن أصبتُ فتلك رمية من غير رام؛ وإن كان غير ذلك
فالطبعات القادمة المنقحة تغفر لنا ما قد سلف!!!.
وقد عمدت للتسطير في هذا الموضوع لتخرجي من الأزهر مرتين اثنتين، أولاهما عام (1997) حيث حصلت على إجازة حفص من معهد القراءات بالأزهر الشريف بالإسكندرية، وأخراهما عام (۱۹۹۸) حيث حصلت على
ليسانس أصول الدين والدعوة، جامعة الأزهر، فرع طنطا، تخصص [عقيدةوفلسفة].
وقد نشرت عدة كتب شرعية منها : الإسلام والبيئة(1)، المرأة في صدر الإسلام(1)، مختصر صحيح البخاری(۲)، حقوق غير المسلمين في الإسلام(3)، ضوابط العمل السياسي في الإسلام(4).
وعلى الله قصد السبيل
عبد العظيم
الإسكندرية في ٢٠١٤/٥/٢٥م
٢٦ رجب ١٤٣٥هـ
________________
(۱) مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1999.
(۱) مكتبة بستان المعرفة ، كفر الدوار، ۲۰۰۱.
(۲) الصفا والمروة، الإسكندرية، ٢٠٠٦
(3) مكتبة الإسراء، الإسكندرية، ٢٠١٠.
(4) دار الكنوز، الإسكندرية، ٢٠١٢