كبسولات نفسية

#كبسولات_نفسية

#الصحفي_عمرو_مصباح

#عمرو_مصباح

#الدكتورة_غادة_حجاج

#غادة_حجاج

كتبت: د/غادة حجاج

تم النشر بواسطة:عمرو مصباح

**كيفية العلاج للأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي

 

التعرض للتحرش الجنسي يترك أثراً عميقاً على نفسية الطفل، وقد يؤثر على نموه العاطفي والاجتماعي إذا لم يُعالج بشكل صحيح. يُعد الدعم الفوري والتدخل المهني من العوامل الحاسمة لمساعدة الطفل على التعافي. إليك دليلاً شاملاً لخطوات العلاج والدعم:

 

*1. التعرّف على العلامات وتحقيق الأمان الفوري*

قد لا يصرّح الطفل بالاعتداء مباشرة، لكن تظهر عليه علامات مثل:

– تغيرات مفاجئة في السلوك (العزلة، العدوانية، الخوف).

– اضطرابات النوم أو الكوابيس.

– تراجع الأداء الدراسي أو تجنّب الأنشطة الاجتماعية.

– معرفة جسدية غير مناسبة لعمره.

 

**ما يجب فعله فورًا:*

-*تقديم الأمان: تأكيد حماية الطفل من الجاني وضمان عدم التواصل معه.

-*التصديق على مشاعره:

تجنب إلقاء اللوم أو التشكيك في روايته. قل: “أنا أصدقك، وشجاعتك في الإخبار تُعتبر مهمة”.

– **طلب المساعدة الطبية:** إذا كانت هناك إصابات جسدية أو خطر عدوى.

 

**2. التدخل المهني: العلاج النفسي المتخصص*

العلاج المبكر يقلل من الآثار طويلة المدى. من الأساليب الفعّالة:

– **العلاج باللعب (Play Therapy):** يُستخدم مع الأطفال الصغار للتعبير عن المشاعر عبر الألعاب والرسم.

– **العلاج السلوكي المعرفي (CBT):** يساعد الطفل على تعديل الأفكار السلبية وتعلّم آليات المواجهة.

– **العلاج الأسري:** لمساعدة العائلة على فهم الصدمة ودورها في الدعم.

– **مجموعات الدعم:** تواصل الطفل مع ناجين آخرين (تحت إشراف مختصين).

*3. دور العائلة: بناء شبكة دعم عاطفي

– **الاستماع دون حكم:** تجنب الأسئلة التي تثير الشعور بالذنب، مثل: “لماذا لم تخبرنا مبكرًا؟”.

– **تعزيز الثقة:** تشجيع الطفل على المشاركة في قرارات تخص علاجه وأنشطته اليومية.

– **التعليم الوقائي:** تزويد الطفل بمعلومات حول حدود الجسد بطريقة تناسب عمره.

 

**4. الجانب القانوني: حماية الحقوق**

– **الإبلاغ الفوري: في العديد من الدول، يُعد الإبلاغ عن الاعتداء واجباً قانونياً. تواصل مع الجهات المختصة (كالشرطة أو خدمات حماية الطفل).

*مرافقة الطفل خلال الإجراءات:** قد يحتاج الطفل إلى تقديم شهادة، ويُفضل أن تكون في بيئة مُهيأة لتقليل التوتر.

 

**5. التعافي طويل المدى: الصبر وإعادة البناء

– **مراقبة التقدم:** بعض الأطفال يعانون من انتكاسات، خاصة في مراحل عمرية جديدة (مثل البلوغ). استمرار الدعم النفسي ضروري.

– **تعزيز النشاطات الإيجابية:** الرياضة، الفنون، أو الهوايات التي تعزز ثقة الطفل بنفسه.

– **دعم المدرسة:** تعاون مع المعلّمين لضمان بيئة آمنة وتقديم تسهيلات دراسية إذا لزم الأمر.

**6. رعاية مقدمي الرعاية: أنت لست وحدك

العناية بذاتك كوالد أو مُربّي أمر حيوي:

– اطلب الدعم النفسي إذا شعرت بالغضب أو الحزن.

– تجنّب الانتقاد الذاتي: التركيز على خطوات العلاج بدلًا من لوم الذات على ما حدث.

 

**الخاتمة: الأمل موجود*

مع الدعم المناسب، يمكن للأطفال الناجين من التحرش أن يعيشوا حياة مُرضية. المفتاح هو السرعة في التحرك، والتعاون بين الأسرة والمختصين، والالتزام برحلة التعافي التي قد تكون طويلة لكنها مُجدية. تذكّر: الصمت ليس الحل، والإبلاغ خطوة نحو كسر دائرة العنف.

شاهد أيضاً

حين تُغتال البراءة… لا صمت بعد اليوم على جريمة التحرش بالأطفال

بقلم الخبير القانوني أحمد عبد الستار مسؤولية الأسرة والقانون معًا لحماية الطفولة… والخوف من كلام …