كانت وفاته مصيبة المصائب
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__الحدث : ميلاد سيد البشرية ونور الهدى:
__الإسم : محمد إبن عبد الله صل الله عليه وسلم:
__اللقب : الصادق الأمين:
__قال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الحنيف الشريف:((إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُ)):
__المشهد العام : مشهد الفرحة والسعادةتعم و تغمر مكة والكون و البشرية والإنسانية جمعاء في تلك اللحظة والبرهة من الزمان وهي تنعم ناعمة و متنعمة متمتعة سعيدة بدالك النور وبهدا الفيض الرباني الذي يطوقها ويجللها ويكللها بوجود وحضور وكينونة النبي صل الله عليه وسلم قيد حياته لكنها والحال هاته لم تكن تعرف وتدري وتعلم أن كل يوم يمر عليها في هدا الزخم وفي هدا الفيض وفي هدا الفضل والنعيم الرباني قلت كانت لاتعلم أن كل لحظة وكل غدوة وكل روحة وكل إشراقة شمس وكل مغيب لها يقربها إلي مغيب هدا الشيئ وإلي نهاية ملحمية لهدا الدي تشهده وتعيشه وتحياه والفطناء واللبيبون والعارفون والأولياء الصالحون وكل الخيرون في دالك العهد وفي دالك الزمان كانوا يعلمون ويعرفون حق وتمام المعرفة بهاته الحقيقة الصادمة وهدا الأمر الجلل وعلي رأسهم والدي هو حجة زمانهم ورأس أمرهم وفرط عقدهم البارز المبرز والصاحب المتفرد والدي ليس سوى صديق الأمة والدي ماعساه يكون سوى أبوبكر الصديق فحين كان الرسول قبيل وفاته يستقبل الوفود ويقود الغزوات والفتوحات وتتسارع أمامه الوقائع والأحداث والمشاهد وتتسع فيها رقعة ومناطق وحياض الإسلام ويتردد فيها الوحي على رسول الله بسرعة وكيفية متسارعة ومتلاحقة وقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقفة حكيم وهو كان دائما حكيما رضي الله عنه كما عهد عنه وعرف بين أصحابه متأملا في قوله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) قلت متأملا ودمعه يسيل علي خده هو والصحابة الفهم الفطن للتلميحات والإشارات الربانية وهو الدي عرف رضي الله عنه في الأمة المحمدية علي حسب قول إبن تيمية رحمه الله بأنه أعلم وأفهم لقول رسول الله صل الله عليه وسلم الضاهر والباطن فسأله الناس في غرابة وريبة وإندهاش مايبكيك ياأبا بكر فقال لهم هدا نعي رسول الله فمثله كمثل أخيه وحبيبه الأخر الذي هو عمر وما أدراك ما عمر صاحب الفراسة والحدس والإلهام المرتفع والعالي فهو كدالك رضي الله عنه وأرضاه عندما سمع تلك الأية نزلت وتنزلت والتي هي (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )ذرفة عيناه دموعا وإدراكا وإستشعارا منه رضي الله عنه بقرب ودنو وفاة سيد الخلق صل الله عليه وسلم فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم مايبكيك ياعمر وماالدي أدمع عينك فقال له عمر إبن الخطاب رضي الله عنه مجيبا (أبكاني أننا كنا في زيادة من ديننا فإما إدا أكمل فإنه لم يكمل شيئ إلا نقص ) فقال له رسول الله :صدقت وكدالك فإن أبوبكر الصديق لما سمع الرسول يقول في إحدى خطبه (إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ماشاء وبين ماعنده فإختار ماعنده ) فبكي أبو بكر الصديق فقال له فديناك بأبائنا يارسول الله فتعجب الناس والحضور من بكاء أبو بكر فقال لهم إن رسول الله هو المخير وكدالك عندما نزلت سورة النصر على رسول الله صل الله عليه وسلم إتفق الشيخان أبوبكر وعمر على تفسيرها وتؤيلها على أنها نزلت لكي تنعي لرسول الله نفسه وقس على دالك جل الصحابة وكل واحد بحسب فهمه وإدراكه وحدسه وفراسته وإلهامه وبالفعل وبالحثم توفي رسول الله صل الله عليه وسلم وإلتحق برفيقه الأعلي ففعلا فكما أن بعثته صل الله عليه وسلم كانت رحمة وبشارة للعالمين فكدالك وفاته كانت علامة من علامات الساعة ومصيبة المصائب وداهية الدواهي على الإدراك والإطلاق فبوفاته تغيرت الأرض وتغير الكون والسماوات ودخلت في كرب وحزن عميق وشديد لن ينجبر ولن يجبر إلي يوم القيامة قلت تغيرت الأرض عن بكرة أبيها فإنقلب حالها من حال إلي حال فأضلمت الأرض وعمها الضعف والأسي والهوان وسطا عليها الفراغ العميق والمهول لن يملئ ولن يسد إلي يوم الدين مادا حدث إدن بعد وفاة رسول الله سؤال عويص وخطير في الأن نفسه والإجابة عليه تحمل بين جنباتها وطياتها وبين قسماتها الألم والأهات والشجون والأحزان لقد وقع زلزال أين منه زلزال الكون لقد حدتث مأساة أين منها مأسي العالم لقد وقعت فتنة وفلتة لازال العالم يئن ويئط ويتخبط من وطئتها وشدتها ولؤائها ويتلوي تحت سياطها حتى يوم الدين هدا توفي رسول الله إذا بجسده الطاهر وعرجة روحه الكريمة الزكية إلي خالقها وبارئها لكن وجوده الروحي والقيمي والمعنوي والإعتباري ضل ولازال مستمرا وسيستمر إلي يوم البعث والنشور في دالك الموقف الخالد والمشهود والمشهد العضيم والأعضم الذي هو موقف الشفاعة العضمي قلت توفي كما سيتوفي سائر وجميع الخلق (وماكتبنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت أفهم الخالدون) توفي رسول الله إدا والحزن يخيم علي الكون ويعصر القلوب لفقدانه ووفاته لما لا والمصاب فادح المصيبة أعضم واجل قلت توفي رسول الله لكنه لم يترك أمته والإنسانية هكدا ودهب لا وألف لا فقبيل وفاته وقيد حياته ضل يوصي ويوصي حتي جف ريقه صل الله عليه وسلم وضل يحث أمته ويدعو الإنسانية جمعاء ودون إستثناء لذخول والتمسك والعض علي الذين بالنواجد فقد ترك صل الله عليه وسلم عددا هائلا وكما لايعد ولايحصي من التوجيهات والإرشاذات والنصائح والوصايا الربانية لأمته خاصةو للإنسانية جمعاء ومن بين الوصايا التي خلفها وتركها والتي تعد أم النصائح وسيدة الوصايا بل ووصية الوصايا علي الإطلاق تلك التي قالها في حديثه الشريف والمؤطر والموجه لأمته أحسن وأفضل الأمم قاطبة حين قال (تركت فيكم شيئين لن تضلوا ماإن تمسكتم بهم أبدا كتاب الله وسنتي عضوا عليهم بالنواجد ) ففعلا فالرسول صل الله عليه وسلم كان بحق وحقيقة هو منبع ورمز إستقرار وأمن وأمان الأمة والقيم والقائم بشؤونها الدينية والدنيوية ومعلمها الأسمي والأبرز والأوحد فكان بحق وصدق صمام أمان حقيقي للأمة صل الله عليه وسلم :
__فأللهم : صل عليه وسلم عليه صلاة وسلاما تامين اكملين :
__فأللهم : إن اللسان ليعجز والوصف يتوقف عن منحه مكانته وقدره وإيفائه حقه علينا فمهما اطرينا ومدحنا فلن نوفي له مثقال درة من مااسداه وماقدمه لنا ولامة الإسلام بل والبشرية جمعاء:
__فيارب : أنت تعلم أننا نحبك ونحب رسولك حبا جامحا لايحد ولايوصف ونحب من يحبك ونبغض من يعصيك ويكفرك :
__فاللهم : لاتحرمنا من رؤيتك ومن رؤية حبيبك ورسولك و رؤية من نحب فيك يارب:
__فأللهم : هادا دعائنا نحن المقصرين تجاهك وانت من وراء القصد فاللهم سدد خطانا ووفقنا لماتحبه وترضاه :
__فاللهم : عاملنا بماانت اهله ولاتعاملنا بما نحن أهله:
__أمين : يارب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه إلى يوم الدين:
__وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.