أخبار عاجلة

 قل ولا تقل فأفة العلم الفهم السقيم 

 قل ولا تقل فأفة العلم الفهم السقيم 
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__️تصويب أمثال هادفة تقال بطريقة خاطئة:
(الوقت كالسيل ان لم تقطعه قطعك ) وليس كالسيف
( كذب المنجمون ولو صدفوا) وليس صدقوا
( أعلّمه الرماية كل يومٍ .. فلمّا استدّ ساعده رماني ) وليس اشتدّ
المثل الأول :
( الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك )
طبعًا الخطأ في هذا المثل هو كلمة ( كالسيف ) و الصواب ( كالسيل ) فيكون المثل :
( الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك ) .
طبعًا هذا المثل يضرب في سرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الوقت ، و العرب لا تقول كلامًا بلا معنى ، فإذا قلنا أن المثل هو :
الوقت كالسيف ، فأين المعنى في ذلك ؟ و ما علاقة السيف بالوقت ؟ ثم إن السيف يَقطع ، و لا يُقطع أي أنه يَقطع الأشياء ، و لكن لا يمكن قطعه بل يمكن كسره ؛ لأنه مصنوع من الحديد ، فاستخدام كلمة ( تقطعه ) للسيف هي خطأ لغوي فادح ، و جسيم ، و لا يمكن للعرب أن يقعوا فيه ، و هم أهل الفصاحة ، و البلاغة ، ثم ما العبرة ، و ما الفائدة من قطعنا للسيف ، و ما علاقة ذلك بسرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الوقت ؟؟؟
فالصواب هو :
الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك ، و معنى المثل : أننا إذا لم نسرع في إنجاز الأعمال ، و استغلال الوقت فإن الوقت سيداهمنا مثل السيل الذي إذا لم نسرع في اجتياز الوادي ، فإنه سيأتي ، و سيقطعنا من السفر .
يبقى سؤال مهم ، و هو : لماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة ؟
الجواب هو أن الناس عندما وجدوا كلمة ( تقطعه ) و كلمة ( قطعك ) ربطوها مباشرة بالمعنى المشهور للقطع ، و هو شطر الشيء إلى جزئين ، أو قطعتين ، و هذا يكون – غالبا – بالسيف ، و لم يخطر في بالهم المعنى الآخر للقطع ، و هو ( المنع من السفر ، و الحيلولة دونه ) و الذي يكون بالسيل .
*المثل الثاني :
*( كذب المنجمون ، و لو صدقوا )*
أولًا ينبغي توضيح أمر مهم ، و هو أن هذا مثل ، و ليس حديثًا عن النبي – عليه الصلاة و السلام – كما قد يظن البعض .
طبعًا الخطأ في هذا المثل هو في كلمة ( صدقوا ) و الصواب ( صدفوا ) بالفاء ؛ أي أصابوا الحق بالصدفة ، فيكون المثل هكذا :
( كذب المنجمون ، و لو صدفوا ) و السبب في ذلك أولًا أن المثل ورد هكذا في أمهات كتب اللغة ، و ثانيا أن المنجمين دجالون ، و كذابون لا يصدقون .
يبقى سؤال مهم ، و هو لماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة ؟
الجواب هو أن تشابه الحرفين ( الفاء ، و القاف ) أدى إلى تشابه الفعلين ( صدفوا ، و صدقوا ) و الذي جعلهم يختارون الفعل ( صدقوا ) هو وجود الفعل ( كذب ) في المثَل ، و الذي هو ضده تماما ، و كما قيل : و بضدها تذكر الأشياء .
*المثل الثالث :
هو عبارة عن بيت شعر يجري مجرى المثل ، و هو :
*أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني*
طبعا الخطأ في هذا المثل هو كلمة ( اشتد ) و الصواب ( استد ) بالسين ، و معنى ( استد ) من التسديد ، و هو دقة التصويب في الرماية ، و السبب أولا أن البيت ورد هكذا في المصادر ، و ثانيا أن الرماية باستخدام القوس لا تحتاج إلى الشدة ، و القوة ( اشتد ) إذ أن وتر القوس مرن جدًا لدرجة أنه حتى المرأة يمكنها أن ترمي بالقوس ، و لكن الرماية بالقوس تحتاج إلى التعلم ، و التدرب كل يوم على التسديد ، و دقة التصويب ( استد ) .
يبقى السؤال : لماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة ؟
الجواب هو أن الفعل ( اشتد ) مشهور عند العامة ، و كثير الاستخدام عندهم ، أما الفعل ( استد ) فهو غير مشهور عندهم ، و غير مستخدم في كلامهم ، و يكاد ينحصر عند الخاصة من أهل اللغة .

شاهد أيضاً

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام   بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف عندما قال …