(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
————————————————————
-٩-
،،،عقول،،،،
بعد أن تكررت زيارات سناء إلى المكتبة، أو على
الأصح إلى سهل أمين المكتبة، فقد تركتها
زميلتها مرام بسبب خيبة الأمل الكبيرة
وخصوصا الموقف الذي تعرضت له من سهل
ذلك المتعجرف كما تصفه،
فقد تطورت العلاقة بين سناء وسهل من
الاستلطاف إلى الإعجاب المتبادل ..وثم.. إلى
الحب ..ومعاناتنا في الدنيا سببها الحب ،
والحب لا موعد له.. فإن القلوب تخفق على
غفلة منا ..وبلا استعداد..ودون تقدير للأمور ،
عندما علم خالها أمين فضل بأن مستلم
المكتبة الجديد في الجامعة هو سهل ،جرى
إلى زيارته في المكتبة،
دخل ..ألقا التحية ..ليتفاجأ بسناء تجلس مع
سهل وأول ما خطر بذهنه هو تخصص سناء
في علم النفس،كذلك نجاحها في عيادتها
المتخصصة في علاج الأمراض النفسية
لكن ما رآه يوحي بغير ذلك ..أنه يرى أمامه
عشاق،
وبالرغم من ذلك فالمحبة أو العاشقة تكشفها
نظراتها ويكشفها إرتباكها ،
أما سهل فعندما رأى الدكتور أمين حتى
تبدلت ملامحه وتغير مزاجه فجأة وشعر
بالتوتر ولم يرد على تحية الدكتور أمين ،
لكن سناء وبحكم الذكاء الكبير الذي تمتاز
به لاحظت عدم إستلطاف سهل لخالها أمين
مما يدل على معرفة سابقة بينهما فقررت
أن تعالج الموقف ،فنهضت وقالت :
-أهلين خالي…طيب سهل أنا بدي أروح هسى
بشوفك بكره؟
هز سهل رأسه بالموافقة دون أن يتكلم ،
عندما غادرت سناء ابتسم الدكتور أمين وقال
بحنو ولطف .
-كيفك عمي سهل ؟
رد سهل باقتضاب:
– أنا كويس طالما أنت تاركني بحالي أنا كويس.
ابتسم الدكتور أمين بلطف وقال:
– سهل..يمكن الظروف خلتنا نلتقي مرة ثانية
و……
لكن سهل قاطعه ثائرا وقال:
-ياأخي لاظروف ولا إشي إبعد عن طريقي …
إبعد عن طريقي وبس ؟
ثم رفع مكتبه من جهته وقلبه من مكانه حتى
تناثرت الأوراق هنا وهناك ،
رد الدكتور أمين بإشفاق ليهدىء من ثورته:
-حاضر ..حاضر لا تزعل هيني رايح…رايح؟
وخرج الدكتور أمين من المكتبة وهو يهز
رأسه أسفا،
كانت سناء تستعد للمغادرة عندما قال لها خالها
الدكتورأمين:
– إنت لسى هون ..كويس كثير خليني اوصلك
بسيارتي لأني بدي أمر عليكم ؟
خرجا معا ..إستقلا العربة وقادها آمين دون
أن يسرع في القيادة بينما يستعد للحديث
معها،
كانت سناء مبتهجة على الدوام ومنذ أن تعرفت
على سهل والإبتسامة لاتفارق شفتيها،
لاحظ خالها إنها تحب سهل ..بل وغارقة
بحبه..وذلك بحكم مهنته كطبيب الأمراض
النفسية من جهه ..ومن جهة ثانية كونه
مدرسا لها،
لكنه احتار بأمرها هذه المرة ..أولا لأن ذلك
الحب غير متوقع ،وقد يكون الإختيار خاطىء،
ومن جهة أخرى هو يهتم بسناء وتخصصها
وبراعتها ،ثم حماسته هو ليتابع عن كثب قصة
حبها لسهل وكيف ستجري الأمور،
وحين أخر يتشتت تفكيره ..هل سناء تحب سهل فعلا …
أم هي تلعب لعبة عليهما معا…
هو وسهل ..
قال والابتسامة لاتفارقه:
-أيوه…وين وصلتي ياخالي؟
كانت سناء لاتزال شاردة الذهن ولم تسمعه
فقال مداعبا :
-سنااااااء نحن هنا هههههه؟
ضحكت سناء وقالت :
-سرحت شوي .
قال خالها مفاجئها:
-انا بعرف إنك إنت وسهل بتحبو بعض ؟
-أ…أنا…أ.
قال مدابعا:
-احكي احكي مافي داعي للخجل يا دكتوره
شو إنت …يعني هو الحب جريمه؟
قالت له بعد أن علمت أنه لا مناص من الاعتراف
أمام طبيب نفسي متمرس يعلم بلواعج القلوب
يقرأ الشخصية فورا بمجرد أن يراها:
-أه ..بحبه صح إني ماكنت متوقعه إني أنا
احب بالمرة ،لأني بفضل الزواج التقليدي..
بس هذا إلي صار.ههههه الحب سلطان .
إبتسم وقال :
-وشو هو الاشي إلي حبيتيه فيه…..أ…بقصد
يعني كيف حبيتيه…انا مابنزل من قدره ..ولا
بدي احبطك..هو شب كويس ..بس كيف
صار الإعجاب؟
-أخلاقه..شخصيته ..أدبه ،صح هو عصبي
شوي ،بس بينحب.
إبتسم آمين وقال بذكاء:
-طيب الله يوفقك، بس …حاولي إتوازني بين
عقلك وقلبك؟
قالت بثقة:
-لاتخاف علي من هاي الناحية تربايتك خالي.
قال وهو يرمي بورقته الأخيرة لينهي الحوار
وثم يتابع سير الأمور عن كثب :
-سألتيه إذا كان متزوج أو عنده أولاد وللا لا ؟
قالت سناء بسرعة :
-شوه.
(يتبع….)
تيسيرمغاصبه
١٩-١١-٢٠٢١