أخبار عاجلة

(قلوب بيضاء)

(قلوب بيضاء)
قصة مسلسلة
بقلم:تيسيرمغاصبه
————————————————————-
-١٨-
،،، إصرار ،،،

كان الدكتور أمين فضل قد إستوقف سناء قليلا
قبل خروجها مع سهل وقال لها:
-أيش.. رايحه هسى مع سهل؟
-مهو لازم إني اروح.
-ماشي انا واثق كثير من رجاحة عقلك ياسناء..
روحي وشوفي كل إشي بوضوح؟
كان سهل ينتظر سناء في الخارج بجانب عربته..
ذهبت سناء إليه..صعد سهل وصعدت سناء إلى
جانبه وإنطلقت العربة بهما بينما خالها يقف على
المدخل يهز رأسه بأسف.

* * * * * * * * * * * *

وصلا إلى الفيلا ..تجولا في الخارج بساحاتها
وحديقتها والأراجيح والمسبح الصغير المخصص
لأبنه فراس ،ثم دخلا إلى صالة الفيلا ..رأت باب
مطلي باللون الأحمر مزين برسومات للشخصيات الكرتونية،
وعرفت أن تلك هي غرفة إبنه فراس ..وغرفة ثانية بابها مطلي باللون الزهري مزين بالقلوب
وعرفت على الفور أن تلك الغرفة هي غرفة
زوجته سعيدة الحظ سوسن،
وبالفعل كانت سناء تحسد تلك الأسرة على
ذلك الحب العظيم الذي يكنه سهل لأسرته
الصغيرة،
قال سهل لسناء:
-إجلسي حبيبتي واستني شوي مابطول عليكي
حتى اعطيهم خبر إنك هون؟
وقبل أن يذهب قالت:
– سهل.
توقف سهل وقال :
-إيش حبيبتي؟
-ل….ليش ماتناديهم هسى ونتعرف على بعض .
-أ…هيك ماأتفقنا ياسناء..أنا قلتلك بالتدريج؟
قالت بضيق :
– طيب حبيبي مثل مابدك؟
توجه سهل أولا إلى غرفة فراس..ما أن فتح الباب
حتى سمعت صوت فراس يقول بصوت مرتفع:
-بابا حبيبي؟
شعرت سناء بعاطفة جياشة تجاه ذلك الطفل
دون أن تراه ،وتمنت لو أنها تجري إليه لتحتظنه
وتشبعة تقبيلا،
وهذا ليس غريبا وهي تعيش في فيلا ضخمة
لكنها خالية من أصوات الأطفال وصراخهم،
لحظات وخرج سهل من غرفة إبنه فراس
بعد أن سمعته يقول له:
-خليك في غرفتك حبيبي ماشي؟
ثم نظر إلى سناء وإبتسم ثم توجه إلى غرفة
زوجته سوسن.. فتح الباب ..سمعت صوت
ضحكتها الرقيقة التي كانت في منتهى الأنوثة
والجمال ،بعيدة كل البعد عن التصنع والابتذال..
فشعرت سناء بالغيرة الشديدة منها،
مكث سهل قليلا في الداخل ومن ثم خرج وقال
لسناء :
-ماتأخرت عليكي صح..كل إشي تمام هسى
حبيبتي..خليني اروح اعمل القهوة؟
إبتسمت سناء ولم تتكلم.

* * * * * * * * * * * *

إستمرت زيارات سناء إلى سهل دون أن يقرر
متى سيسمح لها بالالتقاء بأسرته،بل بقي
يماطل ويماطل ،وفي إحدى زياراتها له دخل
سهل ليحضر لها ألبوم الصور ..بعد أن
قرر بأن تراهم في الصور أولا..قالت سناء
في نفسها “معقول يكون بخاف على سوسن
وفراس لهاي الدرجه،وللا بغار عليهم مني ”
تأخر قليلا في الداخل ..وقفت سناء ..تجولت
في الصالة قليلا ..ثم مشت بأتجاه غرفة إبنه
فراس ..امسكت بمقبض الباب وحاولت أن
تفتحه لكن تراجعت عندما سمعت خطوات
سهل وعادت وجلست مكانها،
قدم لها الألبوم وقال لها:
-إمسكي تفرجي على بين مااغلي القهوة ؟
قلبت صفحات الألبوم وإنبهرت من جمال
زوجته سوسن كذلك إبنه فراس ..وكان الألبوم يحتوي على مناسباتهم ونزهاتهم ..والأعياد.. وصور في الحديقة والمسبح فشعرت
بتناقض في مشاعرها مابين غيرتها منهم
ورغبتها في العيش معهم ،
عاد سهل بفناجين القهوة وجلس امامها..قالت
سناء بضيق :
-مش شايف إنه الشغله طولت؟
-شو بتقصدي حبيبتي.
-قديش مرة اجيت معك لهون ولحد هسى
ماعرفتني على مرتك وإبنك..ليكونو مابدهم
يشوفوني ؟
-ليش ماتصبري كمان شوي.
-يعني قديش بدي اصبر كمان ؟
وهنا قرع الجرس..نهض سهل ..فتح
الباب ليتفاجأ بخالها الدكتور أمين على الباب
وبيده حقيبة العيادة ينظر إليه ويبتسم، ثم
قال :
-ممكن أدخل؟
قال سهل بغضب :
-أنت.
لكن أمين أبعد نظره عنه وتركه ودخل ولم
ينتظر أن يسمح له سهل بالدخول ،لحق به
سهل إلى الداخل وقال له ثائرا:
-انت كيف بتدخل البيت بدون مااسمحلك؟
رد أمين بثقة:
– سهل.. لاتنسى إنو انا هسى ولي أمر سناء بعد
وفاة ابوها؟
ونظر إلى سناء وقال لها:
-مش هيك خالي؟
قالت سناء :
-طبعا خالي.
قال أمين وهو مطمئن بأن خطته تسير على
مايرام :
-شو أحنا بدنا إنظل واقفين وللا كيف ؟
جلس أمين ثم جلست سناء بينما نظر سهل
إليهما بارتباك ثم جلس هو الأخر وهو يرتجف من
شدة الغضب والتوتر ،وقال أمين:
-هسى روح ياسهل نادي على سوسن وفراس
خليهم يقعدوا معنا؟
صرخ سهل به :
-انت أيش بدك مني …أيش؟
-ماقلت إلك ياسهل انا ولي أمر سناء وبدي أطمن
على مستقبلها ولازم أعرف مرتك موافقه وللا لا
وأبنك موافق أنه تيجي وحده غريبه على بيتك
وللا لا؟
قال سهل :
-هم موافقين.
– يعني لسى كل هذا وبتقلي موافقين ياسهل؟
-أه موافقين؟
– سهل..عمي ..ليش مابدك تقتنع إنهم ميتين؟
صرخ سهل رافضا:
– لا.. لا…لا؟
– سهل..سوسن وفراس ماتو من زمان بحادث
سير ياسهل؟
– لا….لا…؟
– لا ماتو ياسهل ماتو ..ماتو ؟
-لأ انت بتكذب سوسن وفراس لسى عايشين ؟
– ليش بدك إتظلك عايش بهذا الوهم ..ليش؟
أستمر سهل بالصراخ حتى إنهار ووقع على
الأرض ،فتح آمين حقيبته وأعد حقنه وحقنه
بها ،فنام سهل على الموكيت في مكانه،
وقال :
-هذه حقنه بتريحه شوي؟
قالت سناء :
-شو الحكي إلي سمعته ياخالي ..ارجوك احكي
حكي غير هالحكي؟
-والله ياسناء مع الأسف هذه هي الحقيقة ؟
-بس انا سمعت صوتهم.
-هههههههه سمعتي صوتهم..ماشي تعالي معي
إفتحي باب إبنه فراس وادخلي؟
جرت سناء إلى باب فراس ..أمسكت بمقبض
الباب بسرعة وهي متلهفة وغير مصدقة نفسها..
فتحت الباب وإنبعث صوت فراس مرتفعا:
-بابا حبيبي؟
دخلت تلفتت حولها ولم ترى أحد في الغرفة ..
فكانت غرفة فراس كما وأنه موجود فيها
الألعاب متناثرة هنا وهناك ..سريره كما وأنه تركه
للتو ..صورة كبيرة له فوق سريره..
ألوان زاهية تزين الجدران والستائر..إبتسم
آمين وقال:
-هذا الصوت هو صوت إبنه فراس مسجل على
شريط ووضع في سماعة عن طريق خبيرالمحلات
التجارية وهذا الصوت بطلع لما ينفتح الباب
ويتسكر حتى يعرف صاحب المحل التجاري أنه
دخل احد الزبائن فيه مثل “السلام عليكم ”
و”صلي على النبي” لكن سهل وضع صوت إبنه
حتي يصدق إنه موجود؟
كانت سناء تقف مندهشة ،ثم قال لها:
-هسى روحي شوفي غرفة سوسن؟
توجهت سناء إلى غرفة سوسن..فتحتها
وإنطلقت ضحكتها من خلال السماعة الموجودة
فوق الباب والمشبوكة فيه ،
وكانت غرفتها لاتقل جمال وإبهار عن غرفة
إبنه فراس ..سريرها الثمين..صورتها الكبيرة
على الجدار عند رأس السرير ..وأغلى أنواع
العطور والماكياج الغير مستعمل ،
ربت آمين على ظهرها وقال :
-انا حكيت الصدق لما قلت انو سهل شب محترم
وطيب ومخلص لبيته وزوجته وإبنه بس
يا خساره عايش بالوهم ،سهل مش ممكن يحب
غير مرته وإبنه..بس ..لما سمع بخير وفاتهم
بحادث إنهار وادخلوه المستشفى وكنت انا
طبيبه..أه…وكان الحاله الوحيده إلي فشلت
في علاجها..وتمنيت إنو إنت تعالجيه بس
مع الأسف حبيتيه..انا مابلومك أنت إمرأة وشيء
طبيعي إنك تقعي بالحب شوما كان مستواكي
التعليمي وثقافتك..إلا إذا كنت طبعا بلا أحاسيس
أصلا ..الحب إبتلاء من الله ياسناء؟

* * * * * * * * * * * *

إستعاد سهل وعيه ..نهض نظر إلى الأبواب
رآها جميعها مفتوحة ..جلس على الكنبة متهالكا..
قال أمين :
-انت ياسهل ماحبيت سناء أبدا.. لأنك مستحيل
تقدر تحب وحده غير سوسن ..لكن جذبك
صوت سناء إلي مثل صوت سوسن وحبيت
إنك إتظل تسمعه في الفيلا عندك حتى تتخيل
انو سوسن هي إلي بتحكي؟
هنا إنفجرت سناء بالبكاء وقالت :
-وقدرت ياسهل تقنعني أنك بتحبني..طيب
إلي بيحب وحده هذا الحب كله ممكن يحطم
قلب وحده ثانيه..ياريت لو كانت سوسن عايشه
وإبنك فراس عايش ..وإتكون حبيتني جد
مثل مابتحبهم..ياخساره ..شو هذا المرض إلي
إنت فيه ..شو هذا الانفصام، بتحب وحده
بإخلاص وبتحرق قلب وحده ثانيه؟
قال سهل بصوت مخنوق :
-إطلعو برى…..إطلعو برى مابدي اشوفكو.
-وانا كمان صرت مابدي اشوفك ..يله ياخالي
يله .

(يتبع…)
تيسيرمغاصبه
٣٠-١١-٢٠٢١

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …