(قلوب بيضاء)
قصة مسلسلة
بقلم: تيسيرمغاصبه
————————————————————
-١٣-
،،،ضياع،،،
بعد أن ترك عادل دلال في الصحراء الموحشة
على طريق العقبة بين الصخور المرتفعة ،
كانت حين تتجول وهي حريصة بأن تبقى
قريبة من الشارع ،حتى لو عاد عادل يتمكن
من رؤيتها،
* * * * * * * * * * * * *
أما عادل فأنطلق بعربته متابعا طريقه إلى
مدينة العقبة ،
أشعل سيجارة…نفث الدخان وزفر زفرة
طويلة مع الدخان وقال بصوتا مسموعا:
-يعني إنت بدك إتكوني أحسن من أمي إلي
ياما أكلت ضرب وشلاليط من أبوي ؟
* * * * * * * * * * * *
كانت الدقائق تمر ساعات على دلال في الصحراء
الموحشة،فقررت أن تتجول في مساحة أكبر
تعطيها لنفسها طالما أن الشارع في وسط
الصحراء يشق الطريق،
فلا يد أن يراها خصوصا أنه لايوجد سواها في
تلك الصحراء القاحلة، كانت الناقلات الضخمة
التي تمر ببطء كما وإنها تسير في جنازات،
فابعدت نظرها عن الشارع لتنظر إلى الأفق
البعيد ،
رأت أمامها فيلا أسرتها الرائعة تصدر منها
أصوات الضحك والغناء ..جرت إليها مسرعة
وهي سعيدة ..لكن ماكادت أن تصل إليها حتى
إختفت من امامها لترى بدلا منها صخورا
ضخمة..الصخرة الواحدة بحجم المنزل،
فتتوقف وتجهش بالبكاء،
* * * * * * * * * * *
بينما كان عادل يقود عربته بسرعة قسوى
كان صوت امه يعلو في رأسه وهي تقول
صارخة بالأب:
-لاتضربه على رأسه الولد بطل يسمع كويس..
ليروح ينعمي كمان؟
ويرد ابو عادل وهو لايزال ثائرا :
-هذا الولد شيطان أنا بدي اضربه واضربك معه
يافاجرة؟
فتتضح الصورة أمام عادل عندما كان ينهال عليه
ضربا وركلا وصفعا ويطأه بقدميه وتقول
الأم :
-بلاش تخسي الولد الله لايوفقك..الله يوخذك
ويريحني منك؟
ويقول الأب دون اهتمام موجها الكلام لعادل:
-ولك بتبوس بنت الجيران ياأبن الحرام هاظا شو
بدك إتسوي لما تكبر؟
ترد الأم:
-هذا ولد جاهل عمره خمس سنين يازلمه شو
يعني هو بدو يبندقها يعني..هذا مابعرف الوساخة
إلي أنت بتعرفها ياخنزير؟
فيثور الأب اكثر واكثر ويقول لها:
– انا وسخ وخنزير يامره ياداشره يافالته ..صحيح
إن إخوانك ماربوكي؟
ثم إنهال عليها بالصفع والركل وهي تصرخ
وتشتم دون توقف:
الله لايسامحك يا ظالم؟
كان عادل يتذكر عندما كانت تأخذه امه وتذهب
عند إخوتها الخمسة الأكثر قسوة من أبيه كونها
عاشت يتيمة الأب والأم،
فيذهب أبو عادل ثائرا ليعيدها فيقول بغضب:
بتعرفو شوبتقلي اختكو قليلة التربايه..بتقلي
وسخ وبتقلي خنزير..انا وسخ وخنزير؟
نهض إخوتها جميعا ثائرين، وقال الأخ الأكبر
موجها الكلام لأخته:
-شو قلتي لجوزك ياواطيه؟
فينهال عليها بالضرب والركل ثم يقول لأبو عادل
معتذرا:
-أسمع عمي خذها جرها من شعرها على بيتك
وأنت إكسر وإحنا بنجبر؟
كان عادل منذ هذه الحادثة وهو يبول في فراشه
بولا مختلطا بالدم.
* * * * * * * * * * *
كانت دلال تتجول بين الصخور عندما رأت منظرا
مروعا يوقف له شعر الرأس، ثعبانان يلتفان على
بعضهما منتصبان..كما وإنهما في بحيرة ،وكانا
كما يبدو ذكر وأنثى..دخل الفزع في قلب دلال..
وجرت مسرعة حتى وصلت إلى الشارع وكإنها
أصبحت تشعر بالأمان وهي إلى جانب الشارع
الذي يربطها بالمدينة اكثر من تلك الصحراء
الموحشة.
* * * * * * * * * * * *
وصل عادل إلى العقبة ..دخل إلى إحدى المطاعم..
تناول طعام الغداء ثم عاد إلى عربته واستقلها
عائدا طريقه إلى عمان ،
وتلك الذكريات الأليمة لاترحمه أبدا ..بل أصبحت
كابوسا دائما في حياته.
* * * * * * * * * * *
بدأت الشمس بالمغيب وبدت الظلال كالأشباح
مع علو نباح الكلاب الضالة..فتحدث نفسها
ياترى ماذا ستفعل لو حل الظلام وعادل لم يعد
لأي سبب كان،
لكن فجأة فرملت عربة خلفها وكإنها ستدهسها..
صرخت فزعة ..إلتفتت خلفها..كانت عربة عادل
وحمدت الله في سرها،
نظر عادل إليها بحدة وقال لها :
-إطلعي يله.
(يتبع….)
تيسيرمغاصبه
٢٤-١١-٢٠٢١