قصة أغرب من الخيال
بقلم / خالد حامد
هل من الممكن أن يصل حد الهروب من عالمنا الحقيقي إلي عالم إفتراضي مجهول لا يعلمه أحد وهو عالم الفيس بوك ؛ سوف أقص عليكم قصة حقيقية لرجل وسيدة تعارفا صدفة وتصادقا وإستمرت صداقتهم أكثر من سته أعوام كانا يتشاوران في كل أمور الحياة كانت تحكي له هموما وكان يصبرها بكلماته الطيبة وكان يأخذ رأيها أولا في كل أمور عمله وع العلم أنه لم يراها ولم يطب منها ذلك خوفا علي مشاعرها لأنه كان يحترمها جدا فكانت له الأخت والصديقة والحبيبة ؛ وشاءت إرادة الله فأثناء عودته من أحد المؤتمرات وكان يتخيل صورتها وهو يحكي واقعة مضحكة حدثت أثناء المؤتمر ويتخيل رد فعلها فيبتسم ؛ وفجأة فقد القدرة علي التحكم في السيارة مما أدي إلي تحطمها ودخوله في غيبوبة وصراع مع الموت إلي أن نجاه الله ؛ وبعد أن إستعاد صحته وعافيته كانت لهفته شديدة لأن يخبرها قصته وأنه لم ينساها يوما ؛ وأن صورتها لا تفارق خياله وكان يحلم بها لدرجة أنه إنفصل عن زوجته بسبب هذا الحب ؛ ولكنه عندما إتصل بها أحس أنه يتحدث مع شخص غريب لم يتعوده وتهربت منه وإنكرت حبها له فأخذ يتودد إليها ويذكرها بمدي العلاقة التي كانت تجمعهم فما كان منها إنها عملت له حظر مكالمات فلم يتحمل الصدمة فتعرض لجلطة علي المخ وفقد القدرة علي الكلام لمدة شهرين ؛ ولكنه بعد تعافيه من المرض أصبح إنسان أخر يميل إلي حضور الحفلات المختلفة والسهر ومعرفة النساء علي أمل أن ينسي حبها ولو لبعض دقائق .. عندما سمعت هذه القصة الغربية سالت نفسي إلا هذا الحد يمكن أن يصل عشق رجل بسيدة لم يراها نهائيا ؛ كما إنني لم أجد مبرر لتصرفها الغريب معه مع العلم أنه يعرفها ويعرف أخلاقها الحسنة جيدا من واقع العشرة .. حقا تستحق لقب قصة أغرب من الخيال .