قراءة الأحداث حول إجتياح غزة ما بين الحقائق و المعطيات
بلال سمير
لن يحدث اجتياح شامل لغزة هذا ليس مجرد رأي بل قراءة مبنية على المعطيات والحقائق
منذ فترة تُطرح فرضية الاجتياح الشامل لكل قطاع غزة، ولكنها لم تُنفّذ رغم التصعيد المتواصل، لأن هناك معادلات سياسية وأمنية واقتصادية تجعل هذا الخيار مستبعدًا، بل مكلفًا وغير عملي وليس رأفةً بنا.
أولًا: الكلفة البشرية والسياسية، فدخول الجيش الإسرائيلي بعمق في مناطق الوسط والجنوب والشمال وتموضعه بين السكان سيعني صدامات يومية داخل مناطق مكتظة بالسكان، وتفجير الوضع الإنساني بالكامل، وهو ما سيفجر ردود فعل دولية يصعب على إسرائيل تحملها، خاصة مع تصاعد الضغط الأمريكي والأوروبي.
ثانيًا: هدف الحرب تغيّر، فإسرائيل لم تعد تتحدث عن سحق حماس بالكامل بل انتقلت للحديث عن احتواء الخطر ومنع إعادة التموضع
وهذا تحوّل استراتيجي يدل على أن الاجتياح الشامل لم يعد مطروحًا كخيار واقعي خاصة أن إسرائيل استفذت كامل أهدافها والدليل قصف المدنيين يوميًا.
ثالثًا: الانقسام داخل إسرائيل نفسها
الجيش والمؤسسة الأمنية لا يرون أن اجتياح القطاع بالكامل سيحقق نصرًا حقيقيًا، بل يرونه فخًا للاستنزاف طويل الأمد وليس عملياً بل سيشغل دوائر الدولة عن الأهداف الأهم ألا وهي قضايا دولية كبرى.
*وهناك أصوات بارزة من داخل الجيش تعارض هذا الخيار، وتدعو للانسحاب التدريجي أو المفاوضات.*
رابعًا: لا توجد خطة “اليوم التالي فإسرائيل لا تملك حتى الآن بديلًا حاكمًا لقطاع غز.ة، لا من السلطة ولا من أطراف أخرى، والاجتياح الشامل سيفرض عليها مسؤولية مدنية وإنسانية على أكثر من مليوني إنسان، وهذا ما تهرب منه القيادة الإسرائيلية.
خامسًا: الاقتصاد لا يحتمل
فالحرب استنزفت الميزانية، وتكلفة اجتياح شامل ثم السيطرة على الأرض ستعني سنوات من الإنفاق الأمني والتورط في غزة وهو ما تحاول إسرائيل تجنبه بعد تجارب سابقة.