(قبل شروق الشمس )
قصة مسلسلة
بقلم:تيسيرالمغاصبه
—————————-
-٧-
(الفصل الأخير)
،،بعد… شروق الشمس،،
إعتدت على أن احضر مبكرا جدا لتأمل البحر والقمر قبل حضور لؤلؤة،
ولهذا السبب طال إنتظاري لبعد شروق الشمس،
ولم تحضر لؤلؤة ..
فبدأت الظنون والوساوس تتسل إلى قلبي وفكري،
بقيت أنتظر حتى فترة الظهيرة ثم نزعت ثيابي وبقيت في الشورت ونزلت إلى البحر وسبحت حتى وصلت إلى الصخرة ،
جلست عليها قليلا وأنا أشعر بالحيرة ..ماذا علي أن أفعل ،فبدأت عيناي تدمع دون أن أستطع السيطرة عليها،
فأتخذت قراري بأن أستقل مركبا ليأخدني بعيد ومن هناك أقفز في البحر وإما أن أجدها وإما أن أموت غرقا،
لكن قبل أن أنفذ قراري ظهرت نجمة صديقة لؤلؤة ،إعتقدت في البداية إنها لؤلؤة، قالت:
-مرحبا ياعائد؟
-نجمه ..أهلا بك طمئنيني عن لؤلؤة ..لماذا لم تحضر؟
-إستطعت الحضور إليك بصعوبة ..لن أطيل في الحديث حتى لايكتشف أمري ..أن لؤلؤة لن تستطيع مقابلتك بعد اليوم والسبب أن أباها
قد إكتشف أمرها وقد علم بإنها
لازالت تقابلك بعد أن وشى بكم بعض الحاقدين، وقد منعها أباها من الإلتقاء بك بعد اليوم وعندما رفضت ذلك هدد بأن
يرميك بالإبر السامة ويقتلك..وحتى عندما رضخت لأمره حتى لايؤذيك ،لم يصدقها ..
وقام بسجنها؟
-لايهمني الموت فأنا لاأحتمل العيش بدون لؤلؤة.
-وهي كذلك..لقد أخبرتني بإنها تحبك ولن تحب غيرك وإنها باقية على العهد ..لكن..لكنها طلبت منا أن نبعدك عن البحر لحمايتك من أباها الذي يتوعدك هو وأتباعه وخدمه ..مطلوب منا الأن حمايتك بابعادك عن البحر ..حتى ..حتى بالقوة..لقد تأخرت وعلي العودة..ارجوك إبتعد من هنا ..أن حياتك في خطر..وداعا؟
غطست نجمة في البحر بينما أنا أقف منهارا فوق الصخرة . فقد كنت رافضا رفضا تاما لتلك الحقيقة،
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى البحر بعد شروق الشمس ،توجهت إلى أحد أصحاب القوارب الزجاجية..سألته عن أجرة النزهة في البحر ..قال أربعة دنانير ،طلبت منه أن يأخذني إلى مسافة أبعد قليلا من المسافة المقررت ،وافق على أن ادفع له الفرق ،
قبلت وصعدت إلى المركب ..إنطلق المركب بينما أنا أنظر عبر الزجاج إلى المرجان متمنيا أن أرى
لؤلؤة قادمة إلي ،
بعد أن ابتعد القارب طلبت منه إن كان بالإمكان أن يبتعد أكثر
لكنه رفض لأنه لايسمح له بذلك،
سألت عن أجرته قال:
-يكفي ثمانية دنانير؟
قدمت له خمسة عشر ..فرح جدا بتلك “الإستفتاحة” وقال:
-هذا كثير؟
-غير مهم فأنا لم أعد بحاجة إلى النقود ،والأن بأمكانك العودة وحدك ؟
نظر إلي مندهشا وقال:
-ماذا قلت ؟
لكني لم أجيبه، قفزت في الماء بثيابي
وبدأت اجذف مبتعدا ،
بعد قليل شعرت بالإرهاق وقد إبتلعت الكثير من الماء ودخل الماء إلى أنفي وتشنجت أطرافي كما حدث في المرة الأولى ،وشعرت بالبرودة الشديدة ثم أستسلمت للغرق،
شعرت بأني بدأت بأخذ الأوكسجين تحت الماء تماما مثل أول مرة ،وفجأة ماج البحر وسمعت صوت كصوت الزفير والهدير فأرتفعت الأمواج عالية كالجبال ،فشعرت كما وأني احلق فوق غيمة ،
كنت أرى السماء من فوقي ..حملتني الأمواج وإندفعت بي نحو الشاطىء،
ثم رمت بي على الشاطىء ..فعاد البحر إلى هدوئه من جديد .
بقيت نائما على ظهري
وانا أردد :
لؤلؤة..لؤلؤة
* * * * * * * * * *
قال صديقي نهاد صارخا بأذني :
-وحدوووووه ؟
ماأن تنبهت إلى وجوده مع إنبعاث رائحة السمك المشوي إلى أنفي قال وهو لازال يضحك :
-من هي هذه لؤلؤة..هل هي حورية البحر ههههههه ؟
نظرت إلى الطاولة التي كانت ممتلئة بأطباق السمك الشهي
يسيل لها لعاب حتى من لايأكل السمك ،وقال:
-أين وصلت ياصديقي في أفكارك ؟
-وصلت إلى أعماق البحار.
-واااو وبالطبع إلتقيت بحورية البحر وقدمت لك لؤلؤة ؟
-…………….
-حسنا تفضل كل و”إدعيلي”؟
-لكني لم أعد أتناول الأسماك.
-ههههههههه كعادتك ..لاتتغير أبدا تختلق الكذبة ومن ثم تصدقها؟
-……………..
-حسنا إترك الطعام لي “ذنبك على جنبك”؟
بقيت أتأمل الصخرة بينما نهاد منهمك بألتهام الأسماك بتلذذ.
(تمت )
تيسيرالمغاصبه
الساعة الثانية والدقيقة السادسة عشر بعد الظهر
في ١١-٣-٢٠٢٢