(قبل شروق الشمس )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
————————————————————-
-١-
،، موعد يومي ،،
ماأن أقف على شرفة غرفتي في الفندق وأطل على البحر وشاطئه القريب ،حتى ينشرح
صدري وانا أمام أروع لوحة رسمها الخالق،
الصخور الملساء المشكلة بحيرات صغيرة بينها..
الأمواج المتلاطمة ..كل موجة تندفع وترتطم
بالصخور وتتكسر في مشهد مبهج يسر الناظر،
الطيور محلقة مع ضوء القمر ..لاتكف عن
التحليق ،
والأسماك تتقافز كما وإنها هي الأخرى تستعرض
جمالها ،
أصوات الأمواج كالسيمفونية الرائعة فهي حين
في صعود وحين أخر في هبوط بتناغم جميل ،
طيور تهبط فوق الصخور وما أن ترتطم الأمواج
بالصخور حتى ترتفع هاربة ..أو لعلها تتظاهر
بالخوف ،
وأخرى تبقى فوق الصخور فتبتل بالمياه ..تنفض
ريشها فتحلق ثانية ومن ثم تحط فوق الصخور،
أخرج من غرفتي ..أتوجه نحو المصعد ..أهبط
كالعادة وعلى نفس الموعد ،
أخرج من الفندق متوجها إلى البحر ،
عندما أقترب وحدي من الشاطىء بينما الناس
نيام ،أشعر كما وأن ذلك الجمال وجد لأجلي و..
لأجلها ..أنا ..و”حياة “،
لكن لماذا هي تصر على أن يكون لقاءنا دائما
قبل شروق الشمس ..لاأعلم أبدا ..حتى لو كانت
قد إختارت الوقت المناسب …نعم ..هو بلا شك
افضل وقت للقاء ،
أه…هذه هي حياة ..إنها هناك …
* * * * * * * * * * * *
على صخرة قريبة من شاطىء البحر كالعادة نلتقي
بشوق ولهفة مثل كل المحبين ،
بعد العناق والقبلات الحارة لابد للعشاق من الخوض في أحاديث كثيرة و..لابد أن يعقب تلك
الأحاديث خلاف ..ومهما أستمر ذلك الخلاف
فلابد أن ينتهي قبل الافتراق على أمل اللقاء ،
لكن الخلاف لاينتهي تماما ففي كل لقاء لابد من
خلاف جديد ،
فمن غير الممكن أن يغير الإنسان نفسه ونمط
حياته ..فهو نمط قد إعتاد عليه منذ طفولته حتى
لوكان ذلك في سبيل الحب ،
ماذا يجب أن يأكل وماذا عليه أن لايأكل ..فيجب
أن أتورط بالكذب خصوصا بما يتعلق في عشقي
للأسماك وعندما يسيل لعابي عند ذكرها ،
فمن غير المعقول ياحبيبتي أن أكون نباتيا ..
لماذا تجبرينني على الكذب …..:
-لماذا أنت صامت ..هيا أجبني؟
أخرجتني من تأملاتي بينما انا احاول إيجاد عذر
مناسب ،
-حسنا ..ألم تلاحظي أن لقاءنا أصبح لأجل الخلاف
والغضب فقط ؟
-لكنك دائما تصر على إستفزازي ياعزيزي.
-أنا لم أستفزك أبدا ياحياتي لكن أنت تريدين
إقناعي بأنك نباتية؟
-أنا بالفعل نباتية وما الحاجة إلى إخفاء ذلك.
-وتريدن مني أكن اكون نباتيا ..وأخبرتك بأني
موافق ؟
-نعم هذا صحيح ..عليك الموافقة لتستمر علاقتنا.
-وأنا لازلت نباتيا وقد نفذت رغبتك متذ أول يوم
إلتقينا فيه؟
-حسنا..إذن لاداع للمزاح في هذا الأمر بالذات .
-لكنه أمر غريب أن تخافي مني لمجرد أني آكل
اللحوم و الأسماك ؟
-شيء طبيعي ..فكيف تأكل اللحوم بينما أنت
مخلوق من اللحم ..هكذا تكون مجرما وإرهابيا.
-اخبرتك بأني لاآكل اللحوم دائما ؟
-و…هل تأكل الأسماك…هيا تكلم.
-ه…أنا ..كنت آكلها أحيانا؟
قالت بصوت خافت:
-كما أخبرني أبي عنكم ؟
-وبماذا أخبرك اباك.
-حسنا ..يجب أن أغادر الأن ؟
-لكن اخبريني ماذا قال لك أباك.
-أرجوك أدر وجهك كما إتفقنا أريد المغادرة ،أدر
وجهك إلى الناحية الأخرى ولاتراقبني إثناء
مغادرتي .وإلا لن أعود ثانية ؟
-لكن أين القبلة ؟
أغمضت عينيها وقالت :
-هيا ؟
وكانت ترتعش كالعادة إثناء ذلك ،
ثم أحكمت رداءها الفضفاض حول جسدها وغادرت
بينما انا أتساءل:
-ياترى ماذا قال لها أبوها.
نظرت ورائي ولم أجد لها أي أثر ..لقد إختفت
مثل كل مرة .
(يتبع….)
تيسيرالمغاصبه
٢-٣-٢٠٢٢