قبضة من حلم

تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
================
((( قبضة من حلم ٠٠ !! )))
الشاعر الليبي عمر عبد الدائم – ١٩٦٤ م ٠
سأمضي في دروب الجمرِ
أحمِلُ جرحيَ الدّامي
وأحلامي
وأوهامي
لأزرع بسمةً
في عالَمٍ هَجَرَتهُ روحُ الحبّ
ضاق بطفلة تبكي
وعيناها
بِلونِ الخوفِ
في وطني
سأمضي ..
يا دروب الجمر
هذا القلب بوصلتي
ومرآتي
وأشرعتي
سأمضي
أزرع الزهراتْ
أسقيها بدمع من دعاءٍ
أو صلاة
فاعذروني يا رفاقي ..
اعذروني
إنّ لي قلباً .. تألّمْ
واعذروني
إنّ لي قلباً بِدينِ الحب آمن
وانتشى طرباً
و بالحبّ تكلّم
٠٠٠٠٠٠
من ليبيا الشقيقة نتوقف مع شاعر ألف الشدو و الغناء منذ ميعة الصبا و الشباب في حضن الوطن يهيم بالحب والوطن و السلام يزرع سنابل الأمل بين مسافات اليأس مغردا بأعذب الألحان برغم الصراعات التي تلتهم الأصالة وجذور التراث منذ حركة الكفاح و النضال في رمزها الشامخ المجاهد عمر المختار ٠٠
و من ثم جاء شعره علامة مضيئة على درب المقاومة بالكلمة التي تشرق من أغوار النفس المكلومة هكذا ٠٠٠
وقد تسمى تيمنا بعمر الفاروق ابن الخطاب و والمجاهد عمر المختار فورث القوة و التحرر نحو العدل في رحلة الإبداع والعطاء ٠٠
و تخصصه العسكري القائم على مبدأ الالتزام والفصل في القول و الرأي وكلمة الحق والدفاع المشروع عن قضايا الوطن والمواطن شعرا وشرفا ٠٠

* نشأته :
———
وُلد الشاعر الليبي عمر عبد الدائم في مدينة سبها الليبية عام ١٩٦٤ م ٠
مقيم بطرابلس ٠
حاصل على بكالوريوس الهندسة من الاكاديمية العسكرية للهندسة الجوية من سرايفو بيوغسلافيا ٠

ثم ماجستير في القانون الجنائي من جامعة طرابلس ٠
رئيس منتدى ألوان ٠

* صدر له ثلاثة دواوين :
يسكنني – قبضة من حلم – بذار الروح ٠
و قد ترجم ديوان قبضة من حلم إلى اللغة الفرنسية ٠

* مختارات من شعره :
———————–
يقول شاعرنا الليبي عمر عبد الدائم من قصيدته التي بعنوان (مملكة الحزن) حيث يتجول بنا بين شهقة الفجر و جمرة الشفق في رحلة تضادية يرسم ميلاد الحلم من خلال نبوءة لوحة جديدة للواقع والكون الجميل بعد مسافات الحنين في ثبات ويقين وتهدأ زوبعة الشك والحيرة في متتاليته عن قناعة في لغة مرصعة بالتراكيب والموسيقى التي تلفت الرؤى :
من شهقة الفجر أم من جمرة الشفقِ
خُلِقِتِ يا دمعة خرساءَ في الأفُقِ ؟!!

الكون لوحة حزن ، بلهُ مملكةُ
من المرافىء والإبحار والغرقِ

تبكي السماء هطولا كلما امتلأت
غيماتُها بالحنين الموجِع الحُرقِ

وللشتاء صريرٌ وهو يلهبنا
بالذكريات و سوط الحبر و الورق

يا أيها العمر هل كان الجوى ثمنا
لما جنيناه من شهد و من عبق

يا أيها العمر يا ماءً جرى سَرَبا
كحوت موسى فلم نشعر ولم نَفِقِ ٠
***
و يقول شاعرنا عمر عبد الدائم في قصيدته بعنوان ( أسئلةُ الروح ) منذ البداية التي يرمز لها بالطفولة وسط جمال تداعيات الزمن في استمرارية للوصول إلى السبيل المنشود في عفوية تعكس ملامح تأملاته مع عبقرية وخلود الروح بدلالات تشرق مع جماليات النص :
أيتها الروحُ..
هل أنت طفلة؟
هل تكبرين؟
وهل تَثملين بخمر الزمن؟
فإنّا شربنا الحياةَ معاً
فهل يعبث اليوم فيك ..
كما فيَّ يعبثُ وقعُ السنين؟
وهل تعرفين..
الحياةَ .. الممات؟
وهل تدركين..
الجوى .. والحنين؟
ولحظة أخطئ أيتها الروحُ
هل تُخطئين؟
وأي الذنوب جنتها يداي
وأيّ الذنوب جنتها يداك
وكيف السبيل لأحمِل عنك
عذاب السؤال الذي تحملين؟
ويا روحُ ..
هل أنا من يعيشُ معك؟
أم تعيشين أنتِ معي؟
وحين الوداعُ ..
لأيّ فضاءٍ تُرى تصعدين؟
أيتها الروحُ
ليتك يوماً بِذا تُخبرين
وليتني أعرفُ
كيف تجوبين هذا الأبد؟
وحين ينفكُّ سجنُ الجسد؟
ترى كيف ياروحُ ..لي .. تنظرين؟
***
ونختم له بهذه القصيدة حيث يظل بين انعكاسات و متاهات الحياة في عزلة وصمت وحيدا غريبا يبحث عن الخلاص في مواجهة و أنات الصراع مع غربته بين الذات و الوطن والحبيب في مناجاة ومؤانسة ومهادنة فيقول :
وحيدًا..
غريباً ..
ما له الدهرَ مُؤنِسُ
وأفكارُهُ بين المجازاتِ تُحبَسُ

وحيداََ..
برغمِ العابرين
ومن هُمُ على ظهرهِ حِملاً ثقيلاً ..
تكدّسُوا

يَدُسُّ همومَ الغيرِ في جُبِّ صدرهِ
ومِن هَمّهِ في الصدرِ ضاقَ التّنفسُ

تمرُّ به الأيامُ ثكلى كأنّما
يَعُدّ لها الخطوات عدّاً ويحرسُ

ويقضي سوادَ العمرِ يرقبُ نجمةً
وتَرقُبهُ في صمتها ليس تنبسُ

ويصبح أمّاً للمرافىءِ كلِّها
فيمسحُ دمعاً عن ثراها ويكنِسُ

ويُهدِي ، بِلا مَنٍّ ، مَحاراً ولؤلؤاً
لِمَن أشبعوا كفّيهِ طعناََ و دَنَّسوا ٠

هذه كانت قراءة سريعة في الشعر الليبي المعاصر من خلال ارهاصات الشاعر عمر عبد الدائم والذي يمثل انطلاقة الجمال و الحب و المقاومة والوطنية في اتون الصراعات بلغة قوية وصورة مثالية وايقاعات شادية ومن ثم تأتي قصائده متباينة في دفقة متوالية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

شاهد أيضاً

مقدمة في فن اكتشافات المقابر الأثرية.. كتاب جديد للدكتور سيد الطلحاوي

متابعة : ماهر بدر نشر الدكتور سيد الطلحاوي مدير عام آثار الدقهلية ودمياط ومدير بعثة …