فضل الله مصر وشهد لها في كتابه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم ثم أما بعد يا أيها المسلمون إن مصر هي مصر التى تكلم عنها القدامى ولكن نحتاج إلى شعب كالقدامي نحتاج إلى شعب يتقى الله في نفسه وعمله ووطنه وأهله وماله نحتاج إلى رجال كأبي وعمر وعثمان وعلى فالمشكلة مشكلة أفراد وأشخاص وليست مشكلة أرض مدحا أو قدحا، وروي أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عاد أحد المسلمين وهو مريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب واضعا يده على الجزء المريض في جسده، فبرئ الرجل بفضل الله.
فلما إستشهد عمر، ومرض الرجل مرة أخرى طلب ممن يعوده أن يقرأ عليه بفاتحة الكتاب كما صنع عمر، فلما قرأ عليه الراقي الفاتحة واضعا يده على الجزء المريض في جسده، ثم قال له كيف أنت؟ قال له كما أنا قال الراقي والله إن الفاتحة هي الفاتحة ولكن أين يد عمر؟ وأنا أقول لكم مصر هي مصر ولكن أين عمر ؟ واعلموا أنه ذكرت مصر في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ما يقارب ستمائة وثمانين مرة، ولم تذكر بلد بهذا العدد كما ذكرت مصر، أما عن مصر في القرآن الكريم فقد جاء ذكرها قرابة ثلاثين مرة منها تارة بالتصريح، وتارة بالتلميح، فمصر هي البلد الوحيد الذي أوصى الله أنبيائه عليهم السلام أن يذهبوا إليها، بنص الآية الكريمة، فالله عز وجل أمر موسى وأخاه هارون، أن يتخذوا بيوتا لهم، ولقومهم بمصر، وبعد ذكر مصر في القرآن الكريم.
تأتي السنة النبوية، حتى تكتمل المنزلة ويعلو القدر على لسان الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث امتدح فيها مصر ووصي بها وبأهلها، مقتصرين على الأحاديث الصحيحة، فمصر هي البلد الوحيد الذي أوصى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، بها، وأمر بالإحسان إلى أهلها، فلم يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بنصارى أي بلد، كما وصّى بنصارى مصر، وإن ذكر مصر في القرآن والسنة هو دليل على أهمية هذه البلد ومكانتها عند الله تعالي وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وإذا كان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قدما لنا الوصية بمصر وأهلها خيرا، فعلينا أن نمتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقول الكندي في كتابه فضائل مصر المحروسة قد فضل الله مصر.
وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة وذكرها باسمها وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، ولا شك أن الله إذا ذكر شيئا وعظمه فإن تعظيمه وتشريفه وتكريمه من تعظيم وتكريم الله تعالى، وقال قتادة إن الله تعالي إصطفى صفايا من خلقه، إصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا وإصطفى من الكلام ذكره، وإصطفى من الأرض المساجد، وإصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، وإصطفى من الأيام يوم الجمعة، وإصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله تعالي به عند أهل الفهم وأهل العقل، وإن من يطالع القرآن الكريم يجد أن الله وصف مصر ووصف حال من دخلها بالأمن والأمان، حيث قال تعالى ” فلما دخلوا علي يوسف آوي إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ”
وهنا لمسة بيانية من لمسات القرآن الكريم حيث جاءت كلمة آمنين في موضعين إثنين لا ثالث لهما في القرآن، حيث الموضع الأول وهو المذكور كما تقدم والموضع الثاني عند الحديث عن المسجد الحرام في أواخر سورة الفتح قال تعالى ” لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون ” وفيه دلالة على أن الله تعالي خص مصر بما خص به البلد الحرام، وهو الأمن والأمان، ولم تأتي هذه الكلمة في غير هذين الموضعين في القرآن الكريم، اللهم فرق جمع هؤلاء المعتدين من اليهود والصرب والوثنيين، اللهم فرق جمعهم، وشتت شملهم، وخالف بين قلوبهم، واجعل بأسهم بينهم، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 