أخبار عاجلة

ـوداعأ شيخ الزجالين….                     عمنا غانم دياب…..

ـوداعأ شيخ الزجالين….
                    عمنا غانم دياب…….  
بقلم/عماد احمد الرمادي ..

رحل عن عالمنا منذ أيام قلائل. شيخ الزجالين بأقليم البرلس عمنا غانم دياب  وسط حالة من الصمت الجائر.بين رواد الثقافة الذين نبتت إبداعاتهم الشعرية في رحب مفرداتة الرنانة. التي تخترق الأحاسيس والمشاعر دون دعوة مسبقة
رحل في تعتيم غير مبرر لصاحب الحدوتة المصرية التي اعتاد على سماعها جمهور البسطاء من قاطني قصور الثقافة والمقاهي وكورنيش البحر .رحل أيضا في عيون طلاب المدارس ..الذين كانوا يصطفون امام منزله في الصباح الباكر ليأخذ كلا منهم حظه من الذائقة الشعرية،يمتع بها زملاءه واساتذته في طابور الصباح…
وفي طابور الوحدة والمحنة كان يقف بمفرده شامخاً.يصنع الأبتسامة للأخرين من رحم الألم.ربما في قصيدة زجليةوربما في مسرحية هزلية .تعيد الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي . إلي من فقدوا التنديد بحقوقهم الضائعةفي مهب الريح.
وعن مذهبه في الحياه يقول ولله دره…
رأيي هقوله ع الملأ…
ورأيي صايب ف الصميم…
من النهارده هنطلق ….
وامشي ف طريق المستقيم…
هينوبني إيه لو اندلق…
ويا المنافق واللئيم….
واما عزولي ينفلق….
مادام طريقه مش سليم…
ولدا غانم دياب  في منتصف الأربعينات من القرن الماضي في مدينة برج البرلس. بجوار مسجد وضريح سيدي غانم ابو موس الأشعري..حصل على الشهادة الابتدائية من مدينته.لصعوبة وقسوة الظروف الأجتماعية انذاك..امتهن حرفة الصيد وهي الأشهر في مدينة برج البرلس..انتهي به المطاف لأن يتعلم صناعة اللباس الرجالي .( ترزي رجالي)
من محل صغير ببيته. وسريعا ما اخذ هذا المحل الصغير شهرة عالية ليس بسبب صناعته وقط ولكن أيضا  بسبب صناعة النصوص المسرحية والشعر. فكانت قيادات المدينة من كل عام .عند اقتراب موعد إحتفال المحافظة بعيدها القومي  ..يترددون عليه في محله الصغير لتجهيز احتفالية يتخللها نص مسرحي وأشعار
في ليلة فنية يتغنى في فضاها نسيم البحر الذي يرسم روح الفرحة في كل الأركان..ومن ذكريات هذا المحل انه شهد أيضا لقاءات اذاعية مع  الشاعر والأذاعي الكبير زينهم البدوي  ..
كما نشر غانم دياب بعض اعماله في مجلة الهوي وإقليم شرق الدلتا الثقافي.. وأيضا من هذا المحل الصغير انطلق غانم دياب برفقة الكبار في كل المحافل والمهرجانات الثقافية مع محمد الشهاوي وعبد الدايم الشاذلي ود. ابراهيم حسين وممدوح المتولي وسعيد قنديل.. كان بينهم فارسا تسمع له الأذان وتصفق له الايد..علي نغم وبهاء مفرداته ومعانيه.. وخاصة في مهرجان صالح الشرنوبي الأشهر له..
كان يتسم بالطيبة وخفة الظل.وحبه الجارف للوطن وهو يقول……..؟
انا ابن النيل بوجداني…….ببارك خطوتي الصالحه..
اصحي الفجر من تاني………وانادي عالتاريخ يصحي..
بشوف الخير ف أحضاني.. وأنا بستنشق الفرحه….
واقوله ياتاريخ دوغري…….. أنا إبن النيل حفيد مينا…
أنا الحاضر أنا العصري………. وأنا المجداف اللي عاش لينا..
وهبني من شعاع فجري………وصور ف الشده يحمينا…
يشوفني زند ع المجداف…….يشوفني نوتي ع الدفه…
يشوفني والهوي هفهاف……. وأنا رابض علي الضفه..
يشوفني كامل الأوصاف…..وخيري للبلد كافه….
وبلدي أم توب فضي……..وشالها سندسي أخضر…
وفيها أعيش وانا مرضي…..هناها ليا خير اكتر…
عشانها سنتي وفرضي…….. أكون وقت الندا عنتر..
عاش غانم دياب في ربوع مدينته.. يقتات المعاناه والصبر. ويرسم حياته في صور شعريه تجسد الأم الواقع وأمل الغد ..
وهو يقول……….؟
معدله مش صعبه………لكن عايزه شرح يطول…
بين الحنان والدفا……..والحب للمجدول…..
من غير نزاع الحنان….هو لنا المامول…….
عشق غانم دياب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر..عاش معه الحلم والأنتصار والهزيمة .ولا حرج أنه إبن هذا الجيل الذي تربي في جلباب الرجولة والنخوة والشهامة.والتضحية .ولم لا وقد شاءت الأقدار أن يلتقي بعبد الناصر شخصيأ في منتصف الستينات في القاهره إبان معسكر تدريب القادة وألقي أمامه قصيده أبهر بها  عبد الناصر ومن حوله… وهو يقول……..؟
هبدر تقاوي للسلام…….    فوق كل رملاية كفاح..
اسقيها فرحه وابتسام……واحرصها بنسيم الصباح..
تطرح محبه وانسجام…….وبعيد عن ريحة السلاح..
وهابني فوق جسر النهار….بناني لحمام الحما…..
المونه معجونه ازدهار………وفخراخلد ملحمه….
افرشها ورد وانتصار…………روح شهيد فوق ف السما..
وهخلي دمع الماضي نار…….فوق العقول المظلمه…..
وف ايدي حبات العرق………هغسل بيها الماضي القديم..
ومن النهارده هنطلق……   وامشي ف طريق المستقيم..
أهم أعماله المسرحية………؟
(الممنعه…تحت العمه ايه…دعاء المظلوم…كفر العمدايه…مين اللي فلق القرد…البنات لازم تتجوز….
كما قدم الكثير والكثير من الأعمال الشعرية  المتنوعة بين القصيدة الزجلية والأغاني..حصل على العديد من الجوائز ..من جهات مختلفة.لم يبتسم له الحظ لتدوين أعماله ربما كانت هناك محاولث يائسة في سباق النشر الاقليمي لدي إقليم شرق الدلتا الثقافي..وبأت بالفشل…
لتذهب أعماله على قصاصات الأقمشة والأوراق التي جاءت مع ميلاد القصيده..وهي تبحث حتي هذه اللحظة عن مكانها الطبيعي المنصف في كتيب صغير..
رحم الله صاحب  الكلمة الرنانة في قلوب العاشقين..
آخر الطيور المهاجره في سماء القصيده الزجلية .مع محبيه ..
حسن ابو عتمان…بخيت بيومي…سيد مرسي ..
  رحم الله من رفع راية التسامح بديلاً عن راية  المظالم…
التي أكلت من عمره وطموحه وأحلامه …
لك السلام عند رب الحق والسلام ..
في معية الله ورحمته…

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …