أخبار عاجلة

غزة صامدة والتهجير وهمٌ يتبدد

غزة صامدة والتهجير وهمٌ يتبدد
بلال أبوالمجد
منذ اللحظة الأولى للعدوان، سعت إسرائيل لاقتلاع أهل غزة عبر التهجير القسري، فدمرت الأحياء وسوت المربعات السكنية بالأرض، محاولةً جعل ثلثي القطاع غير صالحٍ للحياة.
لكن إرادة هذا الشعب الصامد حطمت كل مخطط، فأبناء غزة اختاروا الثبات رغم المجازر والتجويع، فيما اكتفى البعض في أمتنا بالمراقبة متخلين عن واجبهم تجاه القضية
لكن غزة التي يريدها العالم كما يشاء، وفق حساباته ومصالحه يجهل أن غزة ليست رقعة على خرائط السياسة، بل أرضٌ كتب الله لها أن تكون ميدان الملحمة.
إرادة الله غالبة، وأمره نافذ، ومكره بأعدائه حاضر، فمن راهن على كسرها سيخيب، ومن ظن أن صمودها وهمٌ، ستثبت له الأيام أنه الحقيقة الراسخة
نحن على أعتاب تحولات كبرى ستعيد رسم خارطة القوى في العالم، وتغيّر موازين السيطرة في المنطقة بشكل جذري. مع هذه المتغيرات، نتوقع ونأمل أن تكون النهاية لصالح الإسلام، فتتشكل معالم نهضة إسلامية تقودها أمة قوية
الأحداث تتسارع، والتغيرات تفرض واقعًا جديدًا، لكننا على يقين بأن المستقبل للإسلام، وأن ما يجري اليوم هو تمهيد لوعد الله الذي لا يتخلف
وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ
لا ننكر أن حجم الدمار والمعاناة في غزة لا يمكن اختصاره في أرقام أو أخبار عابرة، فهنا يُطحن الإنسان حتى العظم. من لم يذق نارها لن يفهم وجع الأم التي تحتضن طفلها الشهيد، أو الأب الذي يبحث بين الأنقاض عن بقايا عائلته، أو الجائع الذي يتمنى كسرة خبز تسد رمقه.
وما أقسى أن يرى الإنسان بيته، الذي بناه حجراً حجراً، يتحول إلى ركام أمام عينيه! فالبيت ليس مجرد جدران وسقف، بل عمرٌ من الذكريات ودفء العائلة وضحكات الأطفال التي كانت تملأ زواياه. حين يضيع البيت، يضيع معه جزء من الروح، وتبقى العائلة مشرّدة بين أطلاله، تحاول أن تلملم ما تبقى من حياة وسط الدمار.
وسط هذه الحرب، يسطر أهل غزة ملاحم من البطولة والإباء، لكن الحديث عن الصمود لا يعني تجاهل الألم والمعاناة. غزة لا تحتاج إلى تمجيد الصبر فقط، بل إلى إسنادٍ حقيقيٍّ يُخفف عنها وطأة المحنة. البطولة الحقيقية لا تعني أن يتحمل أهلنا في غزة هذا العبء وحدهم، بل أن تمتد إليهم الأيدي بالعون والدعم.

شاهد أيضاً

رحلة مع النفس بين السطور

كتبت د/داليا أحمد إستشاري نفسي وأسرية وعلاقات زوجية التصالح مع النفس يحتاج وقتا و صبرا …