كتب/ بلال سمير
مجزرة مُخططة في دير البلح: من تأمين المساعدات إلى استهداف المسعفين
ما جرى في دير البلح لم يكن حادثًا عابرًا، بل تسلسل دموي مدروس:
البداية:
مسلحون يهاجمون شاحنات المساعدات ويطلقون النار عليها في محاولة سطو علني.
رد الفعل:
قوات التأمين تتصدى للهجوم لحماية الشاحنات والمواطنين.
المفاجأة الكارثية:
طائرات الاحتلال تدخل المشهد وتقصف عناصر التأمين بدلاً من حماية المساعدات!
الضربة التالية:
استهداف مباشر للمواطنين المتواجدين في المكان… ثم استهداف من هرعوا لإسعاف المصابين!
ذروة الجريمة:
حتى سيارات الإسعاف التي حضرت لنقل الشهداء والجرحى لم تسلم من القصف.
النتيجة:
أكثر من 8 غارات جوية متتالية خلّفت عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى في مشهد يجمع بين الإجرام والتخلي الكامل عن كل القيم الإنسانية.
أسئلة لا بد أن تصل للمؤسسات الدولية العاملة في غزة: من المسؤول عن إذلال شعبنا
من الجهة التي تُصر على إبقاء توزيع الخبز بهذه الطريقة المهينة
لماذا لا يتم توزيع الطحين مباشرة للعائلات بدلاً من تجويعهم وإجبارهم على الوقوف يوميًا بانتظار “ربطة خبز”؟
من المستفيد من إبقاء الناس رهائن لقوتهم اليومي بدل تمكينهم من توفير طعام لأيام وأسابيع
إن استمرار توزيع الخبز على شكل ربطات من المخابز:
يحرم مئات الآلاف من العائلات التي ليست في مراكز الإيواء.
يُكرّس مشهد الطوابير المهينة، وكأن كرامة شعبنا ليس لها أي اعتبار.
يُبقي سكان غزة أسرى للجوع والذل اليومي بدل منحهم الحد الأدنى من الاستقرار الغذائي.
أبسط أشكال العدالة تقتضي توزيع الطحين، والسماح للعائلات بخَبز ما يحتاجونه، وفق ظروفهم وقدراتهم.
المطلوب فورًا وهذا يجب أن يتباه كل أبناء شعبنا:
تغيير آلية التوزيع لتشمل توزيع أكياس الطحين ووقف مسرحية ربطة الخبز
تحميل كل جهة تُصر على هذه الآلية مسؤولية النتائج الإنسانية الكارثية.
و فيما يلي بيان صادر عن رئيس جمعية النقل الخاص ناهض شحيبر
إلى الأمم المتحدة، ممثلةً في برنامج الغذاء العالمي WFP والمؤسسات العاملة في قطاع غزة،
نحن نطالب بتغيير النظام الحالي لتوزيع الخبز، حيث إن الطريقة المتبعة تُعد مهينة لأهلنا في هذه الفترة العصيبة، في ظل المجاعة التي يشهدها قطاع غزة الجريح. إن إلقاء أرغفة الخبز من فوق الأسوار يتنافى مع الكرامة الإنسانية، حيث تُلقى على الأرض وكأنها تُرمى للحيوانات، وهذا أمر غير مقبول.
لذا، نقترح على الجهات القائمة على التوزيع اعتماد آلية أكثر احترامًا وإنسانية، بحيث يتم توزيع كيس طحين لكل عائلة، بغض النظر عن عدد أفرادها، نظرًا لأن الجميع يعاني من الجوع والحاجة الملحّة للطحين، وهو حل أكثر سرعة ونظافة للمواطنين.
كما نطالب بإنهاء التمييز في توزيع الطحين، حيث تم تقديمه للأسر التي تضم أكثر من سبعة أفراد، بينما لم تحصل الأسر الأصغر على أي شيء، وهو ظلم واضح. نرى أنه من الضروري أن يتم التوزيع بشكل شامل دون النظر إلى عدد أفراد الأسرة، وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، يمكن إعادة النظر في آلية التوزيع وفقًا لحجم الأسر. لكن الأولوية الآن هي إغاثة الجميع بشكل فوري، على أن يأتي دور المخابز لاحقًا بعد تحقيق الإغاثة ومنع تفاقم المجاعة.
نناشد الجهات المعنية سرعة التحرك لإيجاد حلول عادلة وإنسانية، تلبي حاجة الجميع وتحفظ كرامتهم.