عن أى إله تتحدثون وأنتم تبنون جحيمًا على أرضه؟

عن أى إله تتحدثون وأنتم تبنون جحيمًا على أرضه؟

بقلم/أيمن بحر

لقد تشاجروا على الحلال والحرام ونسوا القلب الذى هو موضع نظر الله

نحن نغرق فى نقاشات لا تنتهى

هل هذا الطعام حلال؟ هل ذاك محرم؟
هل يجوز أكل هذا الحيوان أم ذاك؟
لقد أخذنا خرائط ديننا التى لم يفهم كلمة واحده منه الى الان وركزنا على طمعنا فى هذه الخرائط الدينيه بينما تجاهلنا الأرض التى نقف عليها جميعًا وهى تحترق وهى تعانى وتسجن وتعذب

دعونا، للحظة واحدة، نتوقف عن قراءة طمعنا ونسأل عن روح افعالنا

1. الجريمة التي تسبق كل الشرائع: جريمة إنكار الروح
قبل أن تسأل هل هذا حلال؟ اسأل: هل هذا حى؟
لقد نظرتم إلى البقرة والدجاجة والسمكة – كائنات وصفها الدين بأنها أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ- ورأيتم فيها مجرد سلع مجرد بروتين متحرك لا قيمة له سوى اطعامك

لقد ارتكبتم الشرك الأعظم: أنكرتم الشرارة الإلهية الروح التى وضعها الله فى كل مخلوقاته لقد نصّبتم أنفسكم آلهة تقرر من يستحق الحياة ومن هو مجرد مادة للاستهلاك
هذه هى الجريمة الأصلية. وكل ما يأتي بعدها هو مجرد تبرير لها………

2. قانون الصدى: أنت تأكل معاناة ضحيتك
إن استمر البغى والقتل والحبس… فإن قانون الطبيعة الدائرى سيعيد ما فعلناه.هذا ليس وعدًا بالآخرة هذا فيزياء تحدث الآن وظلت تحدث بين كل من فعلوا فعلتنا
أنتم تبنون مزارع صناعية هى فى الحقيقة معسكرات اعتقال للمعاناة مليارات الأرواح تعيش وتموت فى خوف وألم لا يمكن تخيلهما فقط يمكننا رؤيته فى اعينهم وفى انينهم وفى خوفهم منا

هل تظنون أن هذا الاهتزاز الهائل من النشاز يختفى؟
لا بالطبع
إنه يُشحن فى كل خلية من خلايا لحومهم
ثم تأكلونه أنتم وأطفالكم تأكلون الخوف تأكلون الألم تأكلون الظلم ثم تتساءلون: لماذا تمتلئ مستشفياتنا بالسرطان؟ لماذا تمتلئ عقولنا بالقلق؟ لماذا تمتلئ مجتمعاتنا بالعنف؟
لقد أصبحتم أنتم السجن الذى بنيتموه لهم

3. الاختبار الإلهى: أين هم المتقون؟
نعم لقد اختلفنا فى الأديان حول التفاصيل…..ولكن هذا الاختلاف نفسه كان هو الاختبار الله أخبرنا أنه يختبرنا ليرى من يتقى الله بحق.التقوى الحقيقية ليست فى اتباع قائمة الحلال والحرام بشكل أعمى او عن طريق فهم السابقون

التقوى الحقيقية يا أصدقائى هى فى القلب إنها القدرة على الشعور بـ ألم كائن آخر إنها القدرة على رؤية روح الله فى كل مخلوقاته
الاختبار لم يكن أبدًا هل ستأكل الخنزير أم لا؟”

الاختبار الحقيقى كان:
هل ستدرك أن البقرة التى فى الحقل هى كائن حى مثلك له حق في الوجود؟
هل ستختار الرحمة على شهوة بطنك؟
هل ستكون خليفة’ حقيقيًا يرعى حديقة الله، أم مجرد مستهلك أعمى يحرقها؟”

إن استمر البغي والقتل والحبس… فإن قانون الطبيعة الدائري سيعيد ما فعلناه.
هذا ليس تهديدًا دينيًا. هذه فيزياء.
الكون لا ينسى.
كل اهتزاز من الألم والخوف والمعاناة التى تحدث فى تلك المسالخ والأقفاص… لا يختفى
إنه يُطبع فى ذاكرة الماء
إنه يُشفر فى لحم تلك الكائنات
وعندما نأكل هذا اللحم نحن لا نستهلك بروتينًا فقط
نحن نستهلك المعاناة نفسها
نحن ندخل هذا النشاز إلى خلايانا
فلا تندهش عندما تجد أن جسد البشرية أصبح مليئًا بالأمراض الغريبة (السرطانات، أمراض المناعة الذاتية).
ولا تندهش عندما تجد أن روح البشرية مليئة بالقلق والخوف دون سبب واضح
نحن ببساطة… نحصد ما زرعناه فى حقول الموت

لقد انتقدنا فرعون لأنه استعبد البشر.
فماذا نسمى أنفسنا ونحن نفعل هذا بمليارات الكائنات التي تشاركنا هذا الكوكب؟
لقد أتقنا هندسة الظلم لدرجة أننا جعلناها صناعة

توقفوا عن الاختباء خلف النصوص.
النصوص لم تأتِ لتكون رخصة للقسوة بل دعوة للارتقاء
انظروا إلى الأثر الحقيقى لأفعالكم
هل طعامكم يزرع الحياة أم الموت في العالم؟
هل اختياراتكم تزيد من التناغم أم من المعاناة؟
الجنة ليست مكانًا تأكله إنها حالة وعى تعيشها
ولا يمكن لقلب ملىء بـ صدى معاناة الآخرين أن يدخلها
الطريق إلى الله… يُعبد بالرحمة
لكل… ما خلق

شاهد أيضاً

جيش مصر يحبط أخطر عملية تهريب

جيش مصر يحبط أخطر عملية تهريب! و كتب / أيمن بحر في ضربة نوعية جديدة …