عندما يبدأ الاهتمام بالتناقص… اقرأ وداعًا صامتًا قبل النهاية

عندما يبدأ الاهتمام بالتناقص… اقرأ وداعًا صامتًا قبل النهاية

كتب/ أيمن بحر

لا تأتي النهايات دائمًا بصوتٍ عالٍ، ولا تُعلن الفِراقات عن نفسها بوضوح. أحيانًا كل ما يحدث هو أن الاهتمام يتراجع… بهدوء، وببطء، حتى يصبح الغياب عادة، والبرود لغة، والصمت موقفًا.

في البداية، لا نلاحظ الأمر. نُبرره بالتعب، بضغوط الحياة، بضيق الوقت. نقول لأنفسنا: «مجرد مرحلة وتمر». لكن الحقيقة المؤلمة أن الاهتمام لا يختفي فجأة، بل ينسحب خطوة خطوة، كما ينسحب الضوء قبل حلول الظلام.

الاهتمام… العمود الفقري لأي علاقة

الاهتمام ليس مجرد سؤال عابر، ولا رسالة مجاملة، ولا اتصال روتيني. الاهتمام هو أن يشعر الإنسان أنه أولوية، أن وجوده مُقدَّر، وأن غيابه يُلاحَظ.
وحين يبدأ هذا الشعور في التآكل، تبدأ العلاقة في فقدان معناها الحقيقي.

عندما يقل الاهتمام:

يصبح السؤال عنك نادرًا

تختفي التفاصيل الصغيرة التي كانت تُسعدك

تتحول المبادرة إلى عبء

ويحل الفتور محل الشغف

هنا، لا تكون المشكلة في الخلافات، بل في ما هو أعمق منها.

الخلافات التافهة… ستار الفِراق

الغريب أن الفِراق لا يختبئ خلف المشكلات الكبيرة، بل غالبًا ما يتوارى خلف خلافات تافهة لا تستحق كل هذا التوتر.
نختلف على كلمة، على تأخير، على تصرف بسيط… لكن الحقيقة أن هذه الخلافات ليست السبب، بل النتيجة.

عندما يقل الاهتمام، يصبح الصبر أقل، والتسامح أضعف، وأبسط الأمور تتحول إلى معارك. كأن الطرفين يبحثان – دون وعي – عن مخرجٍ محترم من علاقة لم تعد تُشبِع احتياجهما العاطفي.

النهاية لا تأتي فجأة

الفراق لا يحدث في يومٍ واحد، بل يتشكل عبر:

تجاهل متكرر

أعذار جاهزة

تواصل بلا روح

ووجود بلا إحساس

حتى يأتي يوم تدرك فيه أن الشخص الذي كان يعني لك العالم، أصبح مجرد اسمٍ في الهاتف، أو ذكرى تُوجِع القلب أكثر مما تُسعده.

ماذا نفعل حين نشعر بتناقص الاهتمام؟

أولًا: لا تُكابر. الاعتراف بالحقيقة أقل ألمًا من العيش في وهم.
ثانيًا: الحوار الصادق ضرورة، لا ترف. فالاهتمام إن عاد، عاد بالكلام الصريح، لا بالسكوت.
ثالثًا: إن لم يتغير شيء، تذكّر أن التمسك بعلاقة بلا اهتمام هو استنزاف بطيء للنفس.

ختامًا

عندما يبدأ الاهتمام بالتناقص، لا تتوقع معجزة، بل توقّع إشارة.
إشارة تقول لك إن شيئًا ما ينتهي، حتى وإن لم يُعلَن رسميًا.
فالعلاقات لا تموت بالخيانة فقط، بل تموت أيضًا بالإهمال…
وما أصعب أن ترى الحب يرحل دون ضجيج، تاركًا خلفه قلبًا يتساءل: متى بدأ كل هذا؟

شاهد أيضاً

وزير دفاع فنزويلا فلاديمير بادرينو لوبيز يؤكد أن تهديدات ترامب لا تخيف الجيش الفنزويلي

وزير دفاع فنزويلا فلاديمير بادرينو لوبيز يؤكد أن تهديدات ترامب لا تخيف الجيش الفنزويلى   …

صفقات سلاح روسية لإثيوبيا.. مزاعم انتقام من مصر بلا سند سياسى أو عسكرى

  صفقات سلاح روسية لإثيوبيا.. مزاعم انتقام من مصر بلا سند سياسى أو عسكرى كتب/ …