عندما نكتب الحزن
شاهدت كيف أن الدموع تجتاح وجنتيك، كأنها طلقات الم تذرفها عيناك سلاحًا فتاكًا ، كلما نظرت إليها تقتلني دون أن اميز بين الحزن الذي ينتابني وما بين لون عينيك الصافيتين
ربما… شاهدتها لاولى مرةٍ اختلط علي اللون. لون بديع إلى حدٍ. عجزت عن وصفها باي تعبير، محكي فهواني، او الصامت صمت الافئدة عندما تتصارع مع المشهد فتخفق في التقدير
كانت وجنتيك ،منهمكتين ، ذابلتين ، كرحيق الازهار ، عندما تجتاحهاالفراشات على عجل، هاربة من الضوء عائدةً إلى مضارب العتمة في رحيلها الأخير، وكأنها تجتهد في تخريب اللون عن غير قصد تاركة لون اخر دون إرادتها كما رسم النيهونغا في لوحة يابانية .
هكذا الحزن ينبت بهيئة ورد على منصات الدموع
كنت اسمع انين صوتك وللمرة الأولى ، وكأن السيوف انعمست باغمادها دون قتال يذكر استسلمت للقدر وعادت دون أحصنة تركتها في صحراء قاحلة تواجه اقدارها في شمسها الحارقة متوسطة كبد السماء عمدا ، عطشى دون ماء ، في صحراء رسمها مد صوتك المفجوع وما الصوت الا مناجاة، وابتهالات ، وبنفس الوقت صلاة رجاء. تسابق الوقت الهارب الى الضفة الاخرى من النهر ،والنهر دون ضفاف
شاهدت قدك الجميل كيف كان هامدا، مترنحًا، يرسم شكلا جديدًا بحضوره الانيق ،كما الزنبقة البيضاء عندما تصاب بالعطش في النهار يسقيها الضباب في الليل فيبقى اللون يحارب جحافل العتمة.
رأيت كيف أن الحزن اجتاح كل مفاتنك تاركًا ابداعًا آخر من الجمال الرهيب المنبعث من خلفية الاشياء كفلسفة الحضور الاتي من اللوح المحفور على انك المرأة الوحيدة بعد حواء
هكذا فطرك الله فابدع في خلقه. انت…. انت الجميلة التى اذا اجتاح ملامحها الحزن يخلق في هيئتك طيور حمام، وجحافل غمام ورذاذ ضوء وافكار واساطير وملائكة ورهبة قلاع بعد هزيمة ملوكها وهيبة سهول بغلالها وقمم تسقف السماء وثلوج وكانك خلفية اللون واساسه ومصدره.
وانا ارسمه
في طيفي افك ازرار مخيلتي واطلقه ثم اكتبه كلمات وابيات حتى تنضج القصيدة دون نهاية او خاتمه . ولا ينتهي الوصف حتى لو جفت بحار حبري ليعاود انبعاث الفرح من جديد
بقلم مرهج نجم
