عقدة الشهادات العلمية بمصر
بقلم
ممدوح عكاشة
من عجب العجاب فى مصرنا الحبيبة عقدة مستمرة حتى الآن عقدة جعلت مصر من الدول النامية بل المتخلفه علميا وصحيا واقتصاديا ألا وهى عقدة الشهادات الجامعيه ودرجة الدكتوراة .
أبدا اولا بسرد مقالى عن دول حكمها أناس عاديين وليس حاصلين على مؤهلات عاليه مثل الدولى العظمى أمريكا فقد حكمها فى وقت من الأوقات چيمى كارتر وكان يعمل نجارا وكان غير مؤهل علميا ولكن قاد بلده بحنكة واقتدار وقاد حركة السلام بين مصر واسرائيل وتسبب فى رفعة شأن بلده وتقدمها أكثر من ذى قبل، وكذلك قاد نفس البلد ممثل مغمور ولم يكن مشهورا ريجان وقادها أيضا بحنكة واقتدار .
لقد ضربت المثل بدولة عظمى لايهمها شهادة جامعية أو درجة علميه بل يهمها الكفاءة ومن يكن لديه القدرة على القيادة ومهارة التعامل مع شعبه والوصول فى فترة حكمه إلى بر الأمان والاستمرار فى التقدم من جميع النواحى .
أما فى بلدنا للأسف الشديد ننظر إلى عقل الشهادة وليس عقل الإنسان كثيرا ممن قادوا وزارات حاصلين على أعلى الدرجات العلميه ولم يحققوا اى نجاحات لان ليس لديهم فكر سوى التعامل مع الورق حفظا وتلقينا وليس فهما للواقع ولم يتعلموا فن القيادة .
أضرب مثلا وزارة التعليم قادها فى أحد الفترات الاستاذ منصور حسين وكان معلم ابتدائى قادها باقتدار واختار قيادات على أعلى مستوى وليس أعلى مؤهلا وكانت فترة توليه الوزارة من أنجح فترات التعليم فى مصر .
نضرب مثلا آخر نجد من هم حاصلين على درجة الدكتوراة يعملون بوظائف فى الدواوين الحكوميه ويقودهم من هو أقل منهم علميا ولم يحصل حتى على دبلومة فوق مؤهله الدراسى ورغم ذلك ناجح فى قيادات أناس أعلى منه علميا .
القيادة فن ومهارة وموهبه وقدرة على التعامل ليس شرطا مؤهل جامعى ليس كل من هو مؤهل متوسط قادر على القيادة وأيضا ليس كل حاصل على مؤهل عالى قادر على القيادة هنا تكمن عند بعض الشخصيات عقدة ونظرة دونيه عن شهادات وورق دون النظر لشخصية صاحب الشهادة .
نظرة المجتمع المصرى وفكره لابد من التغيير نجد فى هذه الحقبه من الزمن حكومه كلها حاصلين على درجة الدكتوراة ورغم ذلك حكومة فشلت فى قيادة البلد وصلتها لأزمة كبيرة ولا تستطيع التحكم اقتصاديا ولا علميا ولا صحيا ولا ثقافيا ولا إعلاميا وصلنا لحال لانحسد عليه .
فى التعليم هناك تفرقه فى التعامل بين أفراد الأسرة التعليميه فهناك نظرة تقليل من شأن معلم الابتدائى وخاصة من القيادات برغم أنه لولا هذا المعلم لما كان هناك تعليم اتحدى أى معلم من التعليم الجامعى أو من التعليم الثانوى أو الاعدادى أن يستطيع التعامل مع تلميذ ابتدائى وان يتعامل مع عقله لابد أن تكون مكانة المعلم الابتدائى اعلى مكانه من باقى معلمى التعليم .
لابد من تغيير نظام القيادات ومنح القيادة لمن هو قادر على القيادة والابتعاد عن نظرة الشهادات العالية جربنا سنوات طوال ومن قاد فشل ولم ينجح واستمرار عقدة الشهادة حتى الآن . هذا نداء للتغيير ومنح فرصة من يستطيع القيادة حتى لو لم يكن لديه مؤهل عالى وتغيير الوزارء الدارسين لأوراق فقط وليست دراسة على الواقع امنحوا الفرصه لرفعة شأن الوطن للكفاءة وليس للشهادة .
الكفاءات فى الرأس وليس فى كراسة ورق عقل يفكر ويدبر وليس مجرد آلة للحفظ وعند التنفيذ فشل مثلما حدث الآن ضاع التعليم فترة حكم طارق شوقى لأنه حافظ وليس فاهم هناك فرق، وكذلك وزارة الاقتصاد والمال نفذ تعليمات بدون فهم لواقع مصر أغرق عملة مصر، وكذلك وزارة التموين أضاع الفئة المتوسطة وفوق المتوسطة بفكر عقيم، هكذا الحال فى باقى الوزارات . مرة أخرى امنحوا القيادة للكفاءة وليس للشهادة .