أخبار عاجلة

عقار قديم تسكنه ريما

عقار قديم تسكنه ريما

بقلم: نجلاء محجوب

الأستاذ صموئيل من الشخصيات التي لها ولاء للمكان رفض مغادرة عقاره المتهالك رغم مغادرة جميع السكان، توارث ملكية هذا العقار وريث وراء وريث حتى توفى أخر وريث ولم يبقي أحد على قيد الحياة يرغم صموئيل وأسرته على مغادرة العقار للاستفادة منه، يعيش الأستاذ صموئيل و زوجته مادلين و ابنه المراهق دانيال في هذا العقار القديم الأيل للسقوط، و يعتبره صموئيل أنه هو الحياة لأنه عاش جميع مراحل حياته فيه وبعد وفاة والديه تزوج مادلين وانجب ابنه الوحيد دانيال، وسكان العقار فارقوه لأنه أصبح متهالك، و مالك العقار توفى وليس له ورثة لذلك لن يطلب منه أحد مغادرته مقابل مبلغ من المال، وكان يضايقه أن ابنه يميل إلي استماع الأغاني الشبابية التي يعتبرها سوقية فقرر أن يقيم في الشقة المجاورة بما أن العقار خالي من السكان، وبعد أن نظف الشقة من الغبار وجد أن السكان السابقين تركوا بعض الأشياء التي ستمكنه من العيش فيها كبعض الأثاث من الطراز القديم، رتب كتبه في مكتبة عتيقة وجد بها بعض الكتب فاعجبه كتاب بعنوان عالم آخر، فبدأ يقرأ الكتاب وجد به تعويذات و أحاديث عن استحضار الجان وكان يرى أن هذا كله خيال فغلبه النوم وهو جالس، فهمس أحدهم بجوار أذنه استيقظ أنا هنا انتظر الحديث معك، فوجد حسناء تبتسم له فقال من أنت قالت ريما أنا جنية أسكن هنا ولا أمانع أن تعيش معي، فقال لها ولكنني أنا أمانع أستطيع أن اقرأ بعض التعويذات من هذا الكتاب فأحرقك وأنت في مكانك، لكنه عندما نظر لعينيها وقع في غرامها فعتاد على الحديث معها، المشكلة التي واجهته انه كلما حاول الخروج لا يجد الباب !!
انتظر الجزء الثاني

فنظر إليها فابتسمت فقال لها هل أنا أصبحت حبيس هذا المكان، فنظرت إليه و اقتربت منه وهي تنظر لعينيه وأخبرته لا، فنظر للحائط فظهر الباب فاتجه إليه وكلما حاول الاقتراب لا يصل، فبدأ يفقد الأمل أنه سيستطيع الخروج مجددا، ثم وجدها بجوار الباب وأمسكت بالمقبض وفتحت الباب فنظر للخارج فرأي مكان مهجور، ثم استيقظ على غناء دانيال ووجد زوجته تضع يديها علي وجنته برفق وتقول له استيقظت هل أزعجك صوت دانيال وهو يغني، فنظر إليها وابتسم وقال لا قالت هل مازلت ترغب أن تقضي النهار في الشقة المجاورة، وقبل أن يجيب دخل دانيال واحتضنه وقال أنا لن أزعجك مجددا فابتسم ثم قال أريد أن أخرج هل ستأتون معي فاخبروه نعم، كانت الكنيسة على بعد أمتار قليلة و في الطريق وقفت زوجته فجأة تتفقد حقيبة يدها فنظر يمينا فرأي ريما و ابتسمت له، وكاد يغشى عليه لا يستوعب هل الحلم أصبح حقيقة وكاد يفقد عقله، وعندما عادوا لم يستطيعوا الصعود لانهم وجدوا الدرج جزء كبير منه هدم، وبينما زوجته وابنه يهرولون يمينا ويسارا بسبب ما حدث أقترب صموئيل إلي الداخل نظر لأعلى فرأي ريما أعلى الدرج تستند بيديها متكأه علي سور الدرج و تبتسم له ابتسامة جعلته يهرول ويجذب زوجته وابنه بعيدا
انتظر الجزء الثالث

أضطر أستاذ صموئيل إلي البحث عن مكان أخر يقيم فيه هو وزوجته وابنه، بينما ظلت مشاعره مرتبطة بالعقار القديم وبذكرياته فيه، فدأب على الذهاب إليه يوميا بعد انتهاء عمله، في المرة الأولى اقترب من مدخل العقار ولم يستطع الدخول بينما في المرة الثانية و بعد صراع طويل داخله دخل إلي مدخل العقار، وبمجرد دخوله وجد يد جذبته للداخل ومنه إلي نفس المكان المهجور الذي رآه بالحلم، كانت يد ريما أخبرته انه لن يصبه أذى وقالت له اطمأن، كان الحديث بينهما طويل لم يشعر بالوقت، فلقد قضى الليل كله يتحدث دون أن يشعر، سألها لماذا تسكن هذا المكان وما قصتها، كانت تحكي وهو لا يسمع قال ريما أنا لا أسمع ما تقولي، فتحولت إلي عجوز يرتدي جلباب أسود وملامحه مشوهه يمسك بعصاه سوداء وبجواره كلب يعوي، فهرع يجري مسرع للخارج وانهدم جزء كبير من الدرج، وقف على أول الطريق يبكي، بينما على الركام وجد طرف ثوب ريما لم يلتفت، أتجه الي الشقة الجديدة فوجد زوجته فاحتضنها وهو يبكي قال انهدم العقار وظلت ذكرياتي فيه داخلي محفورة لن تنسى، أنني يا مادلين كانت تأتيني هواجس لارتباطي بالمكان، فسمع ابنه دانيال يغني فاجهش بالضحك هو وزوجته، ووضع يده علي كتفها يحتضنها أنني أتوق أن اشرب قهوتي من يدك ووضع قبلة على رأسها، وبعد شهر كان عائد من عمله فأخذه الفضول أن يعرف ماذا جرى بالعقار، وعندما وقف أمام الركام يبكي وجد يد رتبت على كتفه ولم يعرف احد عنه شئ منذ ذلك اليوم.
تمت

شاهد أيضاً

الليله حلمت بك

الليله حلمت بك بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى  رأيتك تبتسم لي كالبدر الذى يضيء تعاتبني على …