عفوك عن أخيك يعلو درجاتك في الجنة
بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف
ومن أعظم ما يتميز به الإنسان في هذه الحياة الدنيا تخلقه بأخلاق الإسلام ومن اتصف بها كان من أقرب الناس وأحبهم إلى الله ورسوله ويبلغ المرء بحسن خلقه درجة الصائم القائم كما أنَّ أثقل شيء في الميزان حسن الخلق ومن أعظم الاشياء العفو عند المقدره
ومن أعظم المواقف للرسول صلى الله عليه وسلم في العفو عند المقدرة يوم فتح مكة حينما دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا على أهل مكه وجلس في المسجد والناس من حوله ينتظرون ما هو فاعل بيهم اليوم بمشركي قريش الذين آذَوْه وأخرجوه من بلده وقاتلوه وصلتو الصبيان أن يرموه بالحجاره حتي سال الدم من قدميه الشريفه وبعد كل هذا أظهر مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وعاملهم بأخلاقه بعفوه عنهم حيث قال صلى الله عليه وسلم ( اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء)
ومن فوائد العفو عند المقدره
ـ الحصول على الأجر من الله فمن عفا وأصلح فأجره على الله قال الله تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على اللَّه ).
وللوصول إلى تحقيق التسامح بين المسلمين ينبغي مراعاة الأمور التالية
1ـ السعي لإيجاد قلب سليم وطاهر من كل الأمراض التي تنغص على الانسان حياته و حياة غيره، كالحسد والحقد وغيره .وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أي الناس أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا الصحابه يارسول الله نعرف صدوق اللسان فما( مخموم القلب) فقال الرسول هو( التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) .
٢ـ الحرص على التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم الذي اتصف بجميع الخصال الحميدة والصفات الحسنة وهو القدوة لكل مؤمن ومسلم قال الله تعالى (لقد كان لكم في رسول اللَّهِ أسْوة حسنة لمَن كان يرجو اللَّهَ والْيوم الْآخر وَذكر اللَّهَ كَثيرا ).
٣ـ تعويد النفس على حسن التعامل مع الناس، ومنها العفو والصفح عنهم و التغافل عما يصدر عنهم من أخطاء
وأن يطمع الإنسان في عفو الله ومسامحته ونيل رضوانه إذ الجزاء من جنس العمل فمن ستر مسلما ستره الله ومن عفى عن مؤمن عفا الله عنه.
هكذا يكون العفو عن أخيك المسلم ومن أعظم مكارم الأخلاق التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ودعوته إلى الله والتأسي به صلى الله عليه وسلم في جميع أخلاقه حصن الخلق والعفو والتسامح أمر في غاية الأهمية حتى يسود الإخاء والمحبة بين المسلمين .
– ومن مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم حينما همَّ أعرابي بقتله حين رآه نائمًا تحت ظل شجرة وقد علَّق سيفه عليها.
(فعن جابر رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع إحدى غزوات الرسول ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلَّق بها سيفه
فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلَّق بالشجرة فأخذه الأعرابي وقال فمَن يمنعك مني يامحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل يقين ثقة ( الله) فسقط السيف من يد الأعرابي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال للأعرابي مَن يمنعك مني فقال الأعرابي( كن خير آخذ فقال صلى الله عليه وسلم تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال الأعرابي (لا ولكني أُعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله هكذا يكون العفو عن المقدره فبعفوك عن أخيك يعلو درجاتك في الجنة