أخبار عاجلة

عشرون ثانية فقط… أحمد الناجي من بين الركام

عشرون ثانية فقط… أحمد الناجي من بين الركام

بقلم: هبة هيكل
صحفية مصرية – صديقة لعائلة أحمد علي أبو طواحينه

في غزة، المعجزات لا تهبط من السماء فقط، بل تُنتَشل من تحت الركام.

كان أحمد علي أبو طواحينه، شابًا في مقتبل العمر، يجلس مع أصدقائه في لحظة هدوء نادرة وسط صخب الحرب. ضحكاتهم كانت ترتفع، وربما أحلامهم أيضًا، غير مدركين أن بعضهم لن يرى الصباح.

رنّ هاتف أحمد، مكالمة عابرة لم تتجاوز العشرين ثانية… لكنها كانت كفيلة بأن تغيّر مصيره للأبد.

في اللحظة التي رفع فيها الهاتف إلى أذنه، ضرب المكان صاروخ، غيّر كل شيء.

استشهد أربعة من أصدقائه على الفور، فيما بقي أحمد – بجسده المثقل بالشظايا، وبرأسه المصاب – حيًا… لكنه لم يخرج كما دخل.

في غزة، لا يخرج الناجون سالمين. يخرجون بشيء من الغبار في رئاتهم، وبكثير من الذكريات في قلوبهم.

أحمد اليوم يرقد في المستشفى، يحارب الألم بالصبر، يحمل في جسده آثار ما حدث، ويحمل في قلبه ما هو أثقل: ذكرى من رحلوا، وسؤال لا جواب له… لماذا نجا هو؟

💬 غزة لا تطلب المستحيل

لا تطلب غزة دواءً، ولا بيانات تضامن، ولا وعودًا تُلقى في المؤتمرات.

غزة فقط تطلب أن نرى. أن ننظر إلى وجه أحمد كما لو كان شقيقًا، لا مجرد “خبر عاجل” على الشاشات.

أحمد، الذي نجا جسديًا، ما زال يقاتل. لا يحمل سلاحًا، بل يحمل شظايا وطنٍ زرعت في جسده. وهو ليس وحده، بل واحد من مئات، إن لم نقل آلافًا، من الوجوه التي تذوب يوميًا في زحمة الأخبار، وتتحوّل إلى أرقام.

🔻 ما بين الحياة والموت… شاهد واحد

نحن – من نتابع من خلف الشاشات – أحياء الجسد، لكننا أموات الضمير.
أما من ينجو في غزة، فهو حيٌّ بالشرف، نابضٌ بالكرامة، شاهدٌ على ما لا يجب أن يُنسى.

🕯️ من قلب مصر
أكتب هذه الكلمات لا لأثير الشفقة، بل لأدعو إلى اليقظة.

من قلب مصر، من صحفية تعرف عائلة أحمد عن قرب، أقول إن كل جرح في جسده هو صرخة في وجه الغياب. وإن لم نستطع أن نوقف الألم، فعلى الأقل لا نزيده بصمتنا.

#غزة_الكرامة
#أحمد_الناجي
#الشفاء_لأحمد
#شهود_العدالة
#Gazaunderattack

شاهد أيضاً

كشف ملابسات العثور على جثة شخص مجهول الهوية 

كشف ملابسات العثور على جثة شخص مجهول الهوية  كتب: أحمد نجاح البعلي  كشفت الأجهزة الأمنية …