(عجوز الوادي)
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
————————————————————-
-١-
،، جرح جديد ،،
أن الحب كالقدر ..
وقد يكون إبتلاء دنيوي من الله ..وهو ألم دائم ..
فعندما أخرج من قصة حب أليمة ،لاأكاد ألتقط
أنفاسي حتى أجد نفسي أعيش قصة حب جديدة
أكثر عمقا ..وبالتالي يكون الفراق أكثر قسوة ، فيترك في نفسي جرحا عميقا ..و..
ذكرى أليمة لاتنسى ،
آه أيها القلب النابض ..كم تحتمل من طعنات،
* * * * * * * * * * *
أمام المحكمة ..
بعد أن تمت إجراءات الطلاق بيني وبين “تماره”
بحضور أخوتها الثلاثة والأب والأم ،أصر أخوتها
على أن أعود معهم إلى منزلهم ليجلسوا معي
قليلا ومن ثم يوصلوني على الأقل إلى نصف
المسافة مابين قريتهم البعيدة وعمان ..
وافقت محرجا ،
كنت أتمنى السعادة لتمارة طوال العام الذي تزوجتها فيه ،لكن طلباتها الكثيرة قد جاوزت
حدود طاقتي ..وذلك ليس بغريب على أسرتها
وهي البنت الوحيدة بين ثلاثة أخوة شباب ،
فقد بالغوا كثيرا في تدليلها وتنفيذ طلباتها مهما
كانت وأن ذلك ماأفسدها ،
أخذ الجميع يرجوني بان نبقى أصدقاء على الأقل
لأن “الدم مابصير مي ” على حد قولهم وأن الزواج
قسمه ونصيب والأفضل أن يتم الطلاق الأن أفضل
من أن يتم بعد إنجاب أولاد ويظلموا بيننا،
قال الأب أن تمارة لاتستحقك أصلا وهكذا افضل
لك انت “بكره بتلاقي إلي أحسن منها”؟
بعد الظهيرة إستقلينا العربة الثمينة واصروا على
أن أصعد في المقعد الأمامي إلى جانب الأخ الأكبر
قائد العربة..على سبيل الإحترام والتقدير،
إنطلقت العربة للصدفة مع قدوم الطوز “عواصف
وغبار “في الصحراء القاحلة وانا أشعر بالألم
الشديد من طعنة تماره لي بخنجرها السام الذي ابقته في قلبي مغروز،
ولم استطيع الضحك معهم عند سماع نكاتهم وطرائفهم طوال الطريق ،
كان أخوتها بالرغم من حبهم لروح النكتة والمرح
والضحك، إلا أنهم كانوا متورطين بأمور آخرى كثيرة خطيرة جدا كأعمال التهريب
وقضية ثأر قديمة.. وماشابه ،وقد نصحني الكثير من الناس بالابتعاد
عنهم منذ البداية لأني سمعت وصفهم “مشبوهين”
أكثر من مرة ،
لكن الحب له احكامه ..أن مادفعني إلى معرفتهم
هو الحب ..فعند أول زيارة لهم رأيت أختهم تماره
لأول مرة ..فكانت لغة النظرات ..ثم الحب المتبادل
من النظرة الأولى..ثم كان الزواج،
يقال “هو النصيب ”
وعندما كنت اسمع عبارة “شو إلي رماك على هذه
العيلة الخطيرة” كنت أسخر منهم في البداية واقول بسعادة: “حظي الجميل “،
مررنا بموقع النبعة بين الجبال.. انحرف الأخ الأكبر
بعربته إلى البر وقال :
-الأن إستراحة قصيرة عند النبع لنشرب ونتزود
بالماء وثم نتابع ؟
سرنا متسلقين الجبل إلى جانب مجرى القناة حتى
وصلنا إلى رأس النبع ..شربنا الماء العذب المنعش..
ثم بدأوا برش بعضهم بالماء وهم يضحكون ،
ملؤا زجاجانهم بالماء ..بدات بالتجول في
المكان مستمتعا بالطبيعة ..الصحراء والماء والخضراء ..بالرغم من الجرح الأليم ،
قال لي الأخ الأكبر مواسيا :
-نحن ننتظرك في العربة صديقي ؟
ماأن وصلوا إلى العربة حتى سمعت صوت إطلاق
النار بواسطة أسلحة كبيرة ..إختبأت خلف صخرة لمراقبة مايجري ..رأيت ثلاث رجال
ملثمين يحملون أسلحة كبيرة ممنوعة مثل الكلشنكوف ..أما الشباب الثلاثة ،
أخوة تمارة ..فقد كانوا جثث ملقاة على
الأرض ،
جرى أحد الرجال بأتجاهي ..حاولت أن أجري لكن
كان خلفي الوادي العميق ..تعثرت قدماي بالحشائش..
تدحرجت إلى الوادي لتتلقفني الأشجار البرية
الصحراوية التي نمت بفعل مياه النبع،
وقف الرجل الملثم ..عندما لم يراني إعتقد أني
قد سقطت في الوادي ..هنا أطلق النار في الوادي
بين الحشائش والأشجار بشكل عشوائي حتى أفرغ مخزن الرصاص بأكمله ثم غادر يجري مع المنحدر.
وسمعت صوت محرك العربة وهم يفرون،
(يتبع….)
تيسيرالمغاصبه
١٤-١-٢٠٢٢