أخبار عاجلة

طُوبٰى لَكُم ألحَجُ وَألغُفرٰان

طُوبٰى لَكُم ألحَجُ وَألغُفرٰان

عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
………………………………………….

ألحَمدُ لِلهِ حَقَ حَمدِه وَألصَلاٰةُ عَلٰى مَن لاٰ نَبِيَ بَعدَه ، لَنٰا نَحنُ ألمُسلِمين ألحَقَ فِي أن نَحتَفِي بِحِلُولِ أيامِ العَشرِ ألمُبٰارَكٰات ألتِي أقسَمَ ألله سُبحٰانَهُ بِهٰا( والفَجرِ ولَيالٍَ عشر والشفعِ والوتر ) وَجَعَلَهٰا سٰابِقَةً لِعِيد ألحَج ألذي تَتَجَلٰى بِه أشرَفُ وَأكمَلُ مَنٰاسِكَ الدّين الحَنِيف…ألذّي دَعٰى فِيهِ نَبِينٰا الكَرِيم (صلى الله عليه وسلم) لِيَقرَأ عَلىٰ أصحٰابِهِ قَولَ ألله سُبحٰانَه (أليَومُ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم ألاسلاٰمَ دِينا) وَهيَ بِشٰارَةٌ مِن ألله سُبحٰانَهُ عَلٰى لِسٰانِ الصٰادِق المَصدُوق فِي شَهرٍ حُرمٍ وِفِي أرضٍ طٰاهِرة وَبَينَ ظَهرٰانِي قَومٍ آمَنُوا بِرَبِهِم ، هِي رِضىً مِن الخٰالِق البٰاري مٰالِك المُلك لِمَن دَخَلَ هذٰا
الدِين مِن عِبٰادِه فٓمٰا أعظَمَهٰا مِن بِشٰارة وَمٰا أتَمَهٰا مِن نِعمَة أرادَ اللهُ سُبحٰانَه أن يَخُصَنٰا بها

ألمُهِم مِن هذِه ألمُقَدَمة أن ألاسلاٰم جٰاء رِسٰالَة سَمٰاوِية خٰاتِمٓة لِمٰا سَبَقَهٰا مِن رِسٰالات مُؤكِدَة بِمٰا لاٰ يَقبَل ألشَك كَمٰال وَعِظَم وَرِفعَة هٰذهِ ألرِسٰالة وَهيَ لَم تَأتِ
ما سَبَقَها مِن أديٰان بَل جٰاءت مُتَمِمَة وَمُكَمِلَة لَهٰا ، غير أنّها رَفَضَت بِحَزم وَجٰاهَدَت بالسَيف كَمٰا أمَر ألله ألشِرك وَألمُشرِكِين وَأن لاٰ يُعبَدَ بِنِزُولِهٰا ألا الله ألواحِد ألاحَد ألفَرد ألصّمَد ألذِي لاٰ ألٰه ألا هُو سُبحٰانَه ، وَمَن أرٰادَ أن يَبلُغَ هذٰا ألفَهم فَليَتَدَبر مَنٰاسِك وَصُور ألعِبٰادَة وَأصُول هٰذا ألدّين..

فَالصَلاة رُكن مِن ألدّين وَفَرضٌ يَبتَدأ بالطَهٰارَة وَألوَضُوء وَيَستَقبِلُ ألقِبلَة عَلى أرضٍ نَظِيفَة وَألمُصَلِي يَنفَرِدُ بِهٰا أو يَجتَمِعُ مَع أمٰامٍ يَؤمُه وَيقرَأ فِيهٰا آيات مِن كَلام الله وَتُؤدٰى بِحَركٰاتٍ وَأوضٰاعٍ تَتنٰاسَقُ بذِكرِ الله وَتَسبِيحهِ وَحَمدِه وَتَنتَهِي بالسَلامِ لليَمِينِ وَألشّمٰال..

أمٰا ألصيّام ألذِي فَرَضَهُ ألاسلاٰم وَهو رُكنٍ مِن أركٰانِه فَأنَهُ لَم يَكُن جَدِيداً عَلٰى بٰاقِي ألاديّان ألتِي سَبَقَتهُ وَلٰكنّهُ جٰاءَ مُطهِراً لِلرُوحِ قَبلَ ألجَسَد فَأمتِنٰاع ألصٰائم عَن ألمَأكَل وَألمَشرَب بينَ طُلُوعِ ألشَمسِ وَغِيٰابِهٰا كَمٰا فِي ظٰاهِره هُو طُهر لِلسّان وَألجَوٰارِح وَتَقوِيم لِلفِعلِ وَألقَول وَأمسٰاك عَن ألمَعٰاصِي وَألآثٰام وَألاجمَل فِي هٰذا أن الله سبحٰانه جَعَلَهُ حَيٰاةً لِلجَسد يُعِيد بِنٰاءِه وَيُجدِد لِاعضٰاءه ألحَيَويَة َللتَخلُصِ مِن ألاردٰانِ وَألامرٰاض فَيُتِمُ بالصَومِ ألصِحةِ وَألعٰافِية كَمٰا أثبَتَتهُ الابحٰاث ألعِلمِية ألحَدِيثَة وَتُجَنِب ألجِسم ألصٰائم ألخَطِير مِن ألامرٰاض ألقٰاتِلَة وَتَصدِيقاً لِحدِيث ألصٰادق ألمَصُدوق (صَلٰى الله عليه وسلم ) فِي ألصَوم(صُومُوا تَصِّحُوا).

أمّا ألزَكٰاة ألتِي لَخَصَهٰا ألدّين بأنّها حَق ألفُقَرٰاء فِي أموٰال ألاغنِيٰاء وَتَطهَير لَهُم (خُذُوا مِن أموٰالِهِم تُزَّكِيهِم) لِيَنعَم ألمُجتَمع ألاسلاٰمِي بالعَدٰالَة ألاجتِمٰاعِية ..وَألكَمٰالُ فِي هٰذا ألنِسبَة ألالهِية مِن رُؤوسِ الاموٰال ألتِي تُحسَب لِتُوَزَع بِحكمَةٍ لِمُستَحِقِيهٰا مِن ألفُقَرٰاء.

أمّا ألحَج ألشَرِيعة ألكُبرٰى فِي ألعَفو وَألمَغفِرَة وَألبُشرٰى ألرَّبٰانِية لِضِيُوفِ ألرّحمٰن وَآلِية أدٰائِهٰا بأجمَلِ وَأكمَلِ وَصف ، تَبدَأ بألاحرٰام وَألتَلبِيّة ثُم ألطَوٰاف حَولَ ألبَيت ألحَرٰام وَألسَعي بَينَ ألصَفٰا وَألمَروَة ، ثُم ألصُعُود علٰى عَرَفة للتَلبِيّة وألدُعٰاء ألذي يُمَثِلُ ألحَج وَألغٰاية مِنهُ حَيثُ يَنزِلُ الله سُبحٰانه ألٰى ألسَمٰاءِ ألدُنيّا لِيغفِرَ لِعِبٰادِه ألمُستَغفِرين قَرِيباً مِنهُم وَليَنزِلُوا ألىٰ مُزدَلِفَة قَبلَ غُرُوب ألشمس وَيَبٰاتُوا لَيلَتِهم فِيهٰا وَيَتوَجَهُوا بَعدَها ألىٰ مِنىً فَيكمِلُوا رَمي ألجَمَرات وينهُوا حجهِم بالنَحرِ وطَوُافَ ألافٰاضَة وَلَيَوَدِعُوا ألبَيتَ ألحَرٰام مَغفُورِي ألذَنبِ بأذنِه تَعٰالى…

هٰذِه ألعِبٰاداتِ وَألمَنٰاسِك خٰاصة بِهذا ألدِين ألحَنِيف عَلَمَنٰا أيّاهٰا ألنَبِي ألكَريم فَقٰالَ عَلَيهِ ألصَلاٰة وَألسَلاٰم (خُذُوا عَنِي مَنٰاسِكَكُم), فَطُوبٰى لِلمُسلِمين دِينُهُم هٰذا ، وَطُوبٰى لَهُم رَسولٌ كَرِيم يُعَلِمُهُم ألكِتٰابَ وَألحِكمَة وَيُزَّكِيهِم وَيَقِفُ لَهُم عِندَ حَوضِهِ ألشَرِيف لِيَشفَعَ لَهُم وهُو يَقُول:
(أمَّتِي .. أمَّتِي)
…………………………………….
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد

شاهد أيضاً

أحسن ظنك بالله كي تسعد في الدنيا والآخرة

أحسن ظنك بالله كي تسعد في الدنيا والآخرة بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف إذ خفت …