طرق زيادة السعادة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
إن من طرق زيادة السعادة هو تحسين العلاقة مع الله عز وجل حيث يعتبر الدين هو أحد الأسباب التي تساعد على خدمة الإنسان روحيا، إذ جاءت الأديان الثلاث لتحسين وتوطيد العلاقة مع الله تعالى، حيث تقوم على إدخال الراحة والسكينة إلى النفس، كما تمحنه القوة والإحساس بالسعادة، لذلك فإن الأشخاص الصالحين يكونون أكثر الناس فرح وسعادة، رغم أنهم يواجهون العديد من الصعوبات والمتاعب في الحياة، وكذلك المعرفة والتثقيف حيث تعتبر المعرفة هي أكثر الطرق المتبعة للحصول على السعادة، إذ إن قراءة الكتب تمنح الفرد شعورا بالفرح والابتهاج، والسبب أنه يستطيع التأقلم مع غيره، كما يعدل ويحسن من أفكاره، كما تزيد ثقته بنفسه، بالإضافة إلى قدرته على تحديد مساره في الحياة، والانتفاح الروحي والقلبي.
حيث يجب علي الإنسان أن يكون منفتحا ومستمعا للأوامر التي تصدرها روحه، والسبب أنها الطريق الوحيد التي تدعم وتقوي قدرته على اتباع مناهج الحياة المختلفة، وبالتالي فإنها تزيد شعوره بالسعادة، وكذلك علاقة الرجل والمرأة حيث تعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة من أكثر العلاقات التي تقود إلى السعادة، فيرى الرجل أن المرأة تلعب دورا رئيسيا في إسعاده، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وبالتالي إذا كانت علاقتهما ناجحة وسليمة، فذلك سيحقق لهم السعادة في حياتهم، وكذلك مرافقة الأصدقاء الصالحين، حيث يعتبر الإنسان من الكائنات الاجتماعية، لذلك لا يقدر على العيش وحده أو منعزلا عن الآخرين، لذلك يجب عليه تكوين الصداقات والعلاقات معهم، وخصوصا إذا اختار الأصدقاء الإيجابيين والمشجعين، وأيضا استغلال لحظات الحياة.
حيث يجب على الإنسان استغلال كل لحظة تمر عليه في حياته، كما يجب عليه ألا يقلل من نفسه وشأنه أمام الآخرين، بل المضي نحو الأمام والتقدم نحو الأهداف والطموحات المختلفة، وهكذا فإن السعادة كلمة خفيفة على اللسان، حبيبة إلى قلب كل إنسان، وهي شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير, وما من إنسان إلا وهو يسعى إلى تحقيقها في حياته، فأكثر الناس يظن أن السعادة في المال والثراء، ومنهم من يتصور أن السعادة في أن يكون له بيت فاخر وسيارة فارهة، ومنهم من يعتقد أن السعادة في كثرة الأولاد والأحفاد أو تكون له وجاهة في المجتمع، أو يتبوأ أعلى المناصب، ويظنها البعض الآخر في أن يتزوج امرأة ذات مال وجمال ودلال، وللناس فيما يعشقون مذاهب.
فيا متعب الجسم كم تسعى لخدمته، أتعبت جسمك فيما فيه خسران، أقبل على الروح واستكمل فضائلها، فأنت بالروح لا بالجسم إنسان، فإن هذه المتع متع دنيوية زائلة من عاش لأجلها والتكثر منها ولم يبتغ غيرها لم يذق طعم السعادة الحقيقية وليس له في الآخرة من حظ ولا نصيب, فالسعادة ليست في مال يجمعه الإنسان وإلا لسعد قارون، وليست في طلب الوزارة والمنصب ولو كانت كذلك، لسعد هامان وزير فرعون، وليست في متعة دنيوية ما تلبث أن تنقضي بل السعادة الحقيقية في طاعة الله، والبعد عن معصيته التي هي سبب في الفوز الأبدي، فيقول تعالى فى سورة آل عمران “فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز” وذلك بأن يسير الإنسان في هذه الدار على الصراط المستقيم، وأن يتبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يتقي الله تعالى ويراقبه في السر والعلانية، والغيب والشهادة، فبذلك يفوز الإنسان ويسعد.