كتبت / آيات عبده
شرح أستاذ النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة عين شمس، ماهر عمران، التاريخ المرضي للفنانة ياسمين عبد العزيز، موضحا أنه سبق لها الولادة بعملية قيصرية.
وأوضح : أن الفنانة قامت بعمليتي ولادة، إحداهما بالقاهرة منذ ثمانية عشر عاما، والأخيرة بسويسرا منذ عشر سنوات، كما سبق أن أجريت لها منذ فترة عمليتان جراحيتان لإزالة كيس تجمع دموي، إحداهما جرت بالولايات المتحدة الأمريكية، والأخرى بإحدى الدول الغربية نتج عنها مضاعفات بالجرح.
وشكك عمران فيما نشر من معلومات على لسان بعض الإعلاميين عن الحالة الصحية للفنانة ياسمين عبد العزيز، قائلا: “تساءلت ونقبت عن المصادر التي استقى منها هؤلاء الإعلاميون تلك المعلومات المغلوطة، فتأكدت أن هناك أطباء من الشخصيات المدمنة للظهور إعلاميا، ولهم متابعون بالآلاف، ورغم أنهم فى تخصصات بعيدة تمامًا عن أمراض النساء والتوليد، بل والتخصصات الجراحية عمومًا، إلا أنهم للأسف أدلوا بدلوهم بغباء مفرط استقى منه الإعلاميون معلوماتهم، بل وأغلب الظن أنهم هم الذين بادروا بالاتصال بالإعلاميين، وطبعا بعدما بدأت الحقائق تتكشف بادر كل من أفتى على صفحته الخاصة بإزالة تخاريفه”.
وأضاف عمران، في تدوينة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: “ويعلم الجميع من الأطباء أن هذا التاريخ المرضي الجراحي للفنانة ياسمين عبد العزيز، ينطوي على موانع مطلقة لاستعمال المنظار الجراحي، وبالفعل كانت العملية جراحة مفتوحة، أجراها فريق الجراحة المكون من طبيبها الخاص منذ حملها الأول، وهو أستاذ أجيال وقامة كبرى متميزة في مجال جراحة أمراض النساء والتوليد، بالإضافة إلى أستاذ جراحة تجميل شهير ومتميز فى مجاله”.
وتابع: “جرى إزالة كيس به تجمع دموي كبير الحجم من كل من المبيضين، احتوى كل منهما على ما لا يقل عن نصف لتر من الدم الكثيف، الذى يتراكم على مدى سنوات بفعل مرض بطانة الرحم المنتبذة بالمبيض، أو كما يقال (البطانة المهاجرة)، وكل من يعمل فى تخصصنا أمراض النساء من الممكن أن يتصور مدى تعقيدات الحقل الجراحي في حالات تكرار التدخل الجراحي، ولاسيما مع هذا المرض اللعين، الذي تكون جراحاته أحيانًا أشد قسوة من جراحات الأورام الخبيثة، ولا سيما عند تكرار التدخل الجراحي ولم تكن هذه هي المرة الأولى للتعامل مع هذا المرض”.
وأكد عمران أن من قام بفتح البطن هو أستاذ التجميل ثم بعد الانتهاء من إزالة أكياس المبيض قام بتقفيل العملية، وجرى التعامل مع آثار العمليات السابقة على جدار البطن وانتهت الجراحة بسلام ووضعت المريضة بالإفاقة، واستعادت وعيها قبل نقلها إلى غرفتها.
كما أكد أن المريضة عانت من انتفاخ في البطن، وتمدد في القولون جرى تشخيصه على أنه انسداد بالقولون وهو مايعرف بـ Ogilvie Syndromr ie Acute Pseudo Colonic Obstruction، وتعني الانسداد الحاد الكاذب بالقولون، وهو ينتج عن نوع من قصور في الإمداد العصبى للقولون ويؤدي إلى انتفاخ بالقولون، ينجم عنه ثقب بالقولون وتسرب محتوياتة التي يتبعها التهاب بريتوني.
وشدد على أنه لم تكن هُناك أي إصابة جراحية بالأمعاء، وأن هذا ثابت من أشعة الصبغة المقطعية على الأمعاء والتي أُجريت وقت تمدد الأمعاء الغليظة واستكملت هذا التشخيص نادر الحدوث.
وقال إنه قبل أن تتفاقم الحالة أدخلت المريضة مرة أخرى للاستكشاف، وجرى التعامل معها جراحيا بكفاءة وظلت المريضة فى غرفة العناية المركزة تحت تأثير المهدئات ومضادات الألم كما هو متبع بعد العمليات الكبرى، ولم تدخل المريضة مطلقا فى حالة الغيبوبة المزعومة.
وأضاف: “نقلت المريضة إلى غرفتها للملاحظة العادية واستقرت حالتها وتقرر منع الزيارة لحين السماح بها”، مختتما: “تحية وإجلال إلى أعضاء الفريق الطبي على تعاملهم باحترافية ومهنية فائقة الروعة، وإكبارًا لقدراتهم على تخطى أهوال هذه الجراحة الدقيقة الحرجة وماتلاها وصبرهم وجلدهم”.