ضياع الإنسانية
بقلم الأديب الشاعر / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
لحمد لله عبرت بحر الحياة و مررت بكل أعاجيب الزمن و عاصرت أيام سوادها ( أسود من الحبر ) و عشت أيام الحفاء و الرداء السنوى ( الذى كان يتم إرتدائه طوال العام ) وشراء شريحة بطيخة و رأيت من يأكل الكسرة بليمونة ممزوجة بالملح و إضاءة المنازل باللمبة الجاز ( أم بنورة , او الصاروخ الذى كان هبوها و لا مداخن المصانع و شربت من ( المسقى ) و أكلت ( الرجلة و الخس الكلابى و الجلبان و المش ) عند الفلاحين .. و الكثير مما نحن ليس بصدده الآن ..و كنت أرى الناس مبتسمين و قلوبهم مرهفة و مفعمة بالحب و العطاء و المشاركة الوجدانية و الإجتماعية و لعلك تتعجب إذا حدث طارئ لدى شخص سارع الجميع لمؤازرته … حتى من لا يجد ما يسد رمقه ,, الكل يشارك …لم تكن هناك مناسبة خاصة بأسرة و لا فرد الفرح فرحنا كلنا و الحزن حزننا كلنا و كذلك المريض واحد مننا . لا شماتة و لا حسد و لا حقد …صدق و لابد ان تصدق أن أحد الاشخاص يوزع حلوى ( طوفى ) امام محل بقالة لنجاح طالب لا يمت لعائلته بصلة و بدون علم الطالب و لاأهله ( لانه ابن الضاحية التى نعيش فيها ) رغم انه يعانى ضيق ذات اليد …..و الكثير و الكثير
و لم أتصور أو أحلم أن أعيش لأصل لعصر العجائب هذا الذى تجردنا فيه بكامل إرادتنا من القيم و الفضائل التى تربطنا بالانسانية ….و فقدنا هويتنا و صرنا تائهين لا ندرك كيف يتم تصنيفنا ( أحيوانات أم بشر )
وإذا تأملنا جيداً سنجد إ ننا لا ننتمى لأى منهما
حالات الطلاب و المدارس و ما يحدث بها من خروج على القيم و الأعراف و غيرها مما يرد
حالات الإنتحار
ذلك الطبيب ( أعلى درجة علمية ) فى مجتمعنا … يتنصل من كفالة طفليه ذوى الاربعة أعوام لعدم قدرته على كفالتهم . طفلان مجرد النظر لبرائتهم و جمالهم يبعث الامل فى النفوس …. و هذا لا يحدث فى عالم الحيوان و لا الهوام
و مما مزق نياط قلبى ما قرأته اليوم فى اخبار الحوادث هذا الخبر العجيب :
(تأجيل محاكمة الزوجة المتبرعة لزوجها بفص كبد لـ24 ديسمبر للنطق بالحكم)
ماذا حدث و ماذا جنت ؟
زوجها ابن الاصول أراد أن يرد لها الجميل بعد شفائه فاتهمها بسرقة محتويات الشقة و منقولاتها
و تتوالى الأخبار المحبطة فإذا بخبر الدكتور رئيس الجامعة ، رئيس جامعة ،،، يا لها من مأساة
و و يليه خبر تجار الأعضاء البشرية الذين خلعوا القابهم و مراكزهم ووضعهم الاجتماعى و المهنى و ارتدوا ثياب الرذيلة ،سبحان الله كيف يمكن لهذا العدد ان يتفق و يتحد و يلتف حول راية الإجرام ناسين رسالتهم السامية و مضحين بسمعتهم و عمرهم من أجل حفنة من المال ،
إنتحار البعض و قتل و تمثيل بجثة من يقتل
و هلم جرا من أحداث يندى لها الجبين
من النيو لوك و الإطلالة الجريئة و هتك العرض و التعدى على كل الحرمات
و ما أصابنا فى مقتل هو تلك الظاهرة التى أفرزت عدداً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ليصبحوا قدوة و مثلاً أعلى لشبابنا الذى سيحل محلنا و يحمل على عاتقه بناء هذا الوطن
كل هذا فى وقت نحن فى حاجة لأن نتكاتف و نعايش ما ألم بنا و بالعالم من ظروف عديدة ترتبت جراء ظهور الفيروسات
المفروض هى هذه الأوقات العصيبة أن نضع بلدنا نصب أعيننا و نحاول أن نأخذ بيدها لنعبر الى الأفضل
حمى الله مصر و قيادتها و شعبها و ارضها و نيلها ووفقنا جميعاً لما فيه خيرنا و خير بلدنا
و لا عزاء للانسانية
ان الالم ليعتصرنى و السحب المثقلة بامطار مالحة مرة تنهمر على اخاديد صنعها الزمن
و السؤال لنفسى تلك التى طالما عاشت على امل
اما آن الأوان.ان نرحل ام طاب بك و لك المقام و استمرأتى ما يمر بك ؟؟؟؟؟؟
عبده مرقص عبد الملاك
الوسومضياع الإنسانية بقلم الأديب الشاعر / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
شاهد أيضاً
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …