بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن انعدام الأخلاق في المجتمع يعني دماره وتحوله إلى غابة لا يوجد فيها أي رادع أو قانون، وكذلك من الآثار الطيبه للأخلاق هو انتشار المحبة والسلام حيث أن من أهم آثار الأخلاق الحسنة أنها تساهم في نشر المحبة والألفة والسلام بين الناس، لأنها تجبر صاحبها على احترام الآخرين وعدم المساس بحقوقهم وأعراضهم، وكما أن انتشار المحبة والسلام نتيجة أساسية للتحلى بالأخلاق التي يساهم في نشر العدل وبث الطمأنينة، والتخلص من كل ما يسبب الأذى للناس، وهي أكبر رادع للإنسان كي يكون صالحا يدعو للخير والإصلاح، وينهى عن المنكر والفحشاء والبذاءة، سواء بذاءة الأقوال أم بذاءة الأفعال، لهذا فإن الأخلاق تحمي النسيج الاجتماعي.
وتعزز تطوره نحو الأفضل، وكذلك من آثارها الطيبه هو زيادة الكفاءة في العمل حيث تسعى الأخلاق إلى التخلص من كل العادات السيئة التي تمنع تطور العمل، إذ تعمل على رفع كفاءة الأعمال لأنها تمنع صاحبها عن الرشوة والكذب والتزوير، وتزيد من الإنتاجية، وتدعو إلى إتقان العمل لأن كل هذا يعد من الأخلاق الفاضلة التي تحتم على صاحبها الالتزام بتطبيق أخلاقه في عمله، فالمعلم الذي يتصف بالأخلاق الحسنة يساهم في إخراج جيل مسلح بالعلم والأدب والأخلاق، وكذلك بناء روابط الثقة والأمان في المجتمع حيث تعمل الأخلاق على بناء روابط الأمان والثقة في المجتمع، فيشعر الفرد بأنه آمن ويستأمن على أمواله ونفسه وأملاكه وأراضيه.
ويشعر بينه وبين نفسه بالثقة بكل من حوله فيأمن غدرهم ومكرهم لأنه يعلم أن الأخلاق تمنع الغدر والخيانة والظلم، فيشعر الفرد الذي يعيش في مجتمعٍ مسلح بالأخلاق أن حياته آمنة وليس فيها ما يدعو للخوف ما دام ينتمي لمجتمع تسوده الأخلاق، وكذلك الحصول على احترام المجتمعات الأخرى، حيث يحظى المجتمع الذي يتحلى أبناؤه بالأخلاق باحترام المجتمعات الأخرى، لأنه مجتمع لا يصدر منه الأذى ولا الضرر، ولا يربي أشخاصا يسببون الأذى والظلم لغيرهم، لذا فإن كل مجتمع يعزز الأخلاق فيه يشع نفسه في مكانة مرموقة بين باقي المجتمعات، ويكون أفراده محط احترام الجميع، وهذا بحد ذاته من أطيب الآثار التي تسببها الأخلاق في المجتمعات.
وكذلك فإن الأخلاق الحميدة هي النتاج الصالح من النفس البشرية وسلوك الإنسان، لها تأثير على الفرد وأسرته ومجتمعه، حيث إن الأخلاق ترفع من شأن الإنسان في الدنيا والآخرة، وتعمل على تنشئة أسرة بنفسية سليمة، وتزيد من تكافل وتعاون وإنتاجية المجتمع واحترام المجتمعات الأخرى له، فإن الأخلاق عالم متكامل من القيم والمبادئ والمنظومات القيمية التي تميز الشعوب والأمم، وهذه القيم والأخلاق وكما تبين عند الحديث عن أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام ترفع الأمم أو تهدمها، وتؤثر على الشعوب وأحوالها، وأيضا يمكن القول إن الخلق الحسن أو السيئ لا بد أن يكون ذا أثر على الفرد نفسه الذي يتحلى بهذه الأخلاق ويتسم بها.
فكلما ارتقى الإنسان بأخلاقه وقيمه ومبادئه، وامتثل لأصول الدين وما يرتبط بها من خلق حسن، واتخذ من القرآن، وهو النور المبين وهو الهدى إلى الطريق المستقيم، منهجا له في حياته كلما ارتقت أخلاقه، وقوي إيمانه، وابتعد عن الشهوات وكل ما يغضب الله تعالى ويخالف الشريعة والسنة النبوية، وكلما اقترب الإنسان من الأخلاق الحسنة وامتثل لها كلما ازداد جمالا، جمالا في روحه وفي تعامله وفي تفكيره، وكلما ابتعد عن مكارم الأخلاق وفضائلها كلما كان واهيا وضعيفا وقبيحا في نظر نفسه أولا وفي نظر من حوله ثانيا، ولما كانت الأخلاق الحسنة التي نادى بها الإسلام، ودعا إليها القرآن، ووصى بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.