أخبار عاجلة

صورة الكهف

بقلم رجب أبو الحسن
يا أخي حرام عليك وصل بيك الحال إنك تنزل للدرجة دي من الصفاقة، والانحطاط؟ أد كده هان عليك ربنا، وقدرت تنطقها، بتسب دين ربنا؟ معقولة؟ خرجت منك بالسهولة دي؟ أنت ما بتردش ليه؟ مش عارف أقول إيه أو أرد إزاي، أنا مش زي ما أنت متخيل،أنا مش بالسوء ده، ولا وصلت للدرجة دي من الانحطاط بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا دين ربنا هان عليا زي ما أنت فاكر، أومال إيه؟ فهمني من فضلك. مش عارف أفهمك إزاي، لأني فعلا مش عارف أوصف لك إيه كان جوايا لما قلتها، ولا إيه كان جوايا لما حصلت قبل كده، ما تستغربش، اه حصلت، كان غصب عني، مش عارف ليه ده بيحصل، فيه حاجة جوايا بتدفعني لكده، الحاجة دي هي اللي واقفة ورا تلفظي بالألفاظ النابية دي. الغضب؟ الغضب؟ الحقيقة إنك هتستغرب لما أقولك إني في أحيان كتيرة بتكون درجة غضبي منخفضة……..
الغضب بريء، مش هو الفاعل الحقيقي، مش هو السبب، فيه سبب تاني، لكن زي ما قلت لك، مش قادر أحدده، مش عارف، أنا صريح معاك وواضح، عارف إنه جرم كبير إني تلفظت بالألفاظ دي، لكن فيه جزء فيا بيبرأ من ده، وجزء بالفعل بريء هو نيتي. مش عارف بس أنا ابتديت أتعاطف معاك، وانقسمت اتنين، واحد منك غاضب، ومش طايقك، وعايز يعاقبك، والتاني مصدقك، وكلامك مسه، وعايز يساعدك، طيب ممكن مع بعض نحاول نوصل للفاعل الحقيقي. الفاعل الحقيقي؟ اه، أنت محتاج تتعارف عليه وتحجمه، علشان ما يدفعكش للانزلاق للكهوف دي. تقصد ما يجرنيش للكهف اللي متداري فيه. مين؟ هوه، الفاعل الحقيقي، هو موجود في كهف جوايا، علشان كده مش عارف أوصل له، لكني حاسس بوجوده، حاسس بقدرته على توجيه سلوكياتي، وكأنه ماسك ريموت كنترول بيبعت عن طريقه موجات…….
الموجات المرسلة عن طريقه مش بس عندها القدرة على التحكم في عضلات لساني، وفي العصب الواصل ما بين خلايا المخ واللسان، لا مش كده وبس، هي بتعمل حاجة تانية؟ حاجة إيه؟ ما أنا مش عارف، يمكن بتشبع جواك حاجة، أو بتصحح مسار معين، أو يمكن بتخفف عنك معاناة، أو جايز بتحقق لك رغبة معينة مش قادر تحققها على أرض الواقع، إنجاز مش عارف يتوجد. أنا احترت أكتر، بتشبع، بتصحح، بتخفف، بتحقق؟ وحاجة إيه، ومسار إيه، ورغبة وإنجاز؟ مش فاهم. أنا بحاول أساعدك، وبحاول أنا وأنت نوصل للكهف إياه، ونتعرف سوا على الفاعل الحقيقي ونفسر سوا بيعمل فيك إبه وليه، وساعتها هنوصل لمرحلة الاستبصار. أنا معاك. فيه حاجة جواك ناقصة، تفتكر ممكن تكون إيه؟ دول حاجات مش حاجة. طب نتكلم عنهم، لو أمكن، اتكلم من غير ما تفكر، أو تحضر الكلام…..
أنا ناقصني أتوجد، أحس إني عايش بجد، مش عدد في اللمون، عايز أحس إني ليا صوت، وإن صوتي ده مهم، عايز حد يسمعني، يشوفني يتكلم عني، عايز أتقاسم الشهرة مع أصحابها، في المدرسة كنت عايز أنجح، لكن ما عرفتش، كانوا بيقولوا إني غبي، فاشل، ما عنديش قدرات، فصدقتهم، وأثبت فعلا إني غبي وفاشل وما عنديش قدرات، فسبت المدرسة، أصلي هكمل إيه وفيه إجماع إني من نفس نوع الديسك اللي قاعد عليه، زي ما كان مدرس الرياضيات بيقول، أقولك إيه، أنا حاسس إني عبء وزيادة على عدد سكان الأرض، في البيت، وفي الشارع، وعند أولي الأمر، ليه صوتي مش مسموع، ولا مؤثر ، حتى في الانتخابات البرلمانية، بيأكدوا نفس الفكرة، إني وغيري لا شيء، صوتي ما لوش لزوم، زي رجل الكرسي الورانية، أو زي ما بيتقال كيس جوافة، لا هقدم ولا هأخر…..
لا لا صوتي هيأخر لأني -في نظرهم- جاهل بلا أهلية، غبي مش فاهم، فبطلت أشارك في انتخاباتهم، أزيدك من الشعر بيت، أنا لما بسمع حد يقول لحد كلمة برافو بستغربها، أصل عمري ما سمعتها لا ف بيت ولا طبعا في مدرسة، لا سمعتها من مدرس الألعاب ومدرس المجال الصناعي، ده لما أقدرت أصمم ماكيت لمسجد، شوفت خيبتي الاتنين اللي قالوها بيدرسوا مواد فاضية، ما حدش بيشوف لها أي أهمية، أنا محتاج حد يبعث فيا الأمل، حد يقول لي إني إنسان عنده عقل، مش مقعد خشبي.. خد المنديل ده..شكرا، خفيت الإضاءة ليه، الطاقة بتنتقل من الأعلى للأدنى، طاقتك الداخلية عالية عايزها تخرج، علشان ترتاح، ابكي. (الآن وقد جفت دموعه) حاسس بإيه؟ حاسس براحة، أول مرة أعبر، وأول مرة حد يهتم بيا ويسمعني، أول مرة أشعر بكياني ووجودي، أنا إنسان مش ديسك…..
أنا عايز أتشاف.علشان كده بتشتم بصوت عالي؟ وبسب دين ربنا كمان.علشان يتكلموا عنك؟ولو بالوحش،المهم أكون مشهور.عاوز تنتفم؟عايزهم يشوفوني،يحسوا إني موجود،اه فيه جزء فيا عايز يرجع لي حقي منهم خايف ليكبر وأسمع له.بتحب مدرس الألعاب ومدرس المجال الصناعي؟بحب؟ هو فيه شيء اسمه حب؟أنا برتاح لما افتكرهم.على فكرة دول من أهم المواد.يا راجل؟والله اهمهم كمان،تميزك فيهم معناه وجود قدرات رياضية فنية إبداعية جواك، و لسه موجودين، كل الحكاية إنهم محتاجين إعادة تنشيط، بس حقيقي برافو على طريقة عرضك.برافو؟اه برافو، على فكرة، الفاعل الحقيقي مش لسانك،ده رغبتك في الشوفان، حاجتك لأنك تشعر بكيانك،ورغم تآمر كل الأنظمة السياسية والتربوية والاجتماعية عليك، تقدر تسمعهم صوتك الحقيقي مش المزيف، لأنك حقيقي موجود. نهاركم سعيد

شاهد أيضاً

رثاء أمل

رثاء أمل ………. تعانق الروح السماء ويفقد الأمل العبير ويرفض القمر البقاء ويرحل مرتاح الضمير …