صفحات الفيس المجهولة.. سلاح خفى يهدد الأمن القومى المصرى
كتب / أيمن بحر
فى السنوات الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى وبالأخص عبر منصة (فيس بوك) صفحات مجهولة الهوية تتخذ من النقد ستارًا ومن التشويه أسلوبًا فتتناول بالاسم موظفين ومسؤولين داخل بعض المؤسسات الحكومية وتنشر منشورات مسيئة تمس سمعتهم وأسرهم دون أدلة أو مبررات حقيقية.
المثير فى الأمر أن هذه الصفحات تعمل بحرية تامة، رغم أن مضمونها يمثل اعتداءً صريحًا على كرامة الأفراد ومخالفة للقانون ورغم أن الأجهزة الأمنية ترى وتتابع تلك المنشورات، إلا أن هذه الصفحات ما زالت موجودة دون رادع واضح، مما يثير تساؤلات عديدة حول الأسباب وراء هذا الصمت المريب!
هل يعود ذلك إلى صعوبة تتبع هوية القائمين على هذه الصفحات الذين يختبئون خلف حسابات وهمية؟
أم أن بعض الجهات لا ترى خطورة هذه الممارسات إلا بعد تفاقمها؟ أم أن هناك من يتعمد تركها كأداة لتصفية حسابات أو بث الفتنة داخل المؤسسات؟
الحقيقة أن مثل هذه الصفحات لا تضر الأشخاص المستهدفين فقط بل تسيء إلى صورة المؤسسات الحكومية ذاتها، وتزرع الشك والريبة بين العاملين فيها، وتخلق بيئة من التوتر وفقدان الثقة.
إن مواجهة هذه الظاهرة لا تحتاج فقط إلى أدوات تقنية، بل إلى إرادة حقيقية في تطبيق القانون على الجميع، ومحاسبة كل من يسيء استخدام الفضاء الإلكتروني لتدمير سمعة الناس وتشويه صورتهم.
ولا يمكن إغفال أن هذه الممارسات تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر، إذ تهدف إلى ضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته، وزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، وتشويه صورة الجهاز الإداري للدولة. فاستهداف العاملين الشرفاء وتشويه رموز العمل العام لا يسيء لأشخاص بعينهم فحسب، بل يطال المواطن المصري العظيم الذي يبني ويكد ويضحي من أجل وطنه.
ولعل العنوان الأصدق لوصف هذا المشهد هو:
>صفحات الفيس المجهولة.. سلاح خفى يهدد الأمن القومى المصرى
لأنها ليست مجرد حسابات تافهة على مواقع التواصل بل أدوات خبيثة تُستخدم لتدمير الثقة، ونشر الأكاذيب، وإضعاف روح الانتماء.
لذلك فإن التصدي لهذه الصفحات ضرورة وطنية عاجلة، حفاظًا على أمن المجتمع وسلامة مؤسساته واحترامًا لكرامة المواطن المصري، الذي سيظل دائمًا خط الدفاع الأول عن وطنه في وجه كل من يحاول العبث باستقراره.
رسالة إلى الأجهزة الأمنية:
إن الشعب المصرى يثق فى مؤسساته وأجهزته الوطنية ويعلم أنها القادرة على حماية الوطن من أي خطر، سواء كان إرهابًا مسلحًا أو إرهابًا إلكترونيًا خبيثًا.
ومن هنا، فإننا نناشد الأجهزة المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الصفحات المشبوهة التي تهدد الأمن المجتمعي وتعبث بسمعة الناس، وتطبيق القانون بكل قوة على من يقفون وراءها، حمايةً للوطن والمواطن معًا