شخصيات من غياهيب التاريخ 

 شخصيات من غياهيب التاريخ 
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
➖️ شخصيات مجهولة نخرجها وننفض عنها الغبار :
__ ستيبانيكوس الزموري مثالا ونموذجا :
__ ستيبانيكوس أو المكتشف الحقيقي لشمال أمريكا :
__ ستيبانيكوس أو المكتشف الحقيقي لمدن الذهب :
دورنا نحن كمؤرخين و كمهتمين بسبر دهاليز التاريخ هو أن نعطي لكل دي حق حقه ودالك بالحجة والدليل والبرهان بعيدا عن النعرات و العصبية والإيديولوجية المقيتة التي تمجد نفسها وتسلب ماللأخرين من سبق وإنجاز وذالك بإماطة اللثام عن الأكاديب والترهات التي ألصقت بالتاريخ ضلما وعدوانا والتي يعتبر القصد منها هو النفخ في الأنا الحضارية لكل أمة ودالك بنسب لها ما ليس لها وكما يقال في علم التاريخ( إن لم تكن منصفا في تأريخك فمت وانت تحاول) ولا تقلب الحقائق ولا تفعل ذالك الجرم الأخلاقي الرهيب وهو المساهمة بكرم واريحية في تزوير التاريخ والدي زور بما يكفي فهو عبث به كثيرا لغاية في نفس يعقوب ولم يعد يحتمل مزيدا من التدليس والعبث به فهو قد أط و تقل تزويرا وفبركة وشخصيتنا التاريخية المستهذفة من هذا المقال والتي طالها الضلم التاريخي والتي لم تمنح حقها في التكريم والتعريف الدي يليق بها من طرف المؤرخين الدين أغلبهم من صنف الجاحد والغالي والتي سأميط اللثام عنها في موضوعي البحثي هدا هي شخصية من المغرب الأقصى الإسلامي والتي قليلا ونادرا مايعرفونها أو سمعوا بها بسبب الإقصاء الممنهج لتاريخ المغرب الأقصى في المناهج الدراسية في المشرق العربي بصفة عامة وهاته الشخصية تتعلق بالمستكشف المغربي المسلم و للإشارة فالمغرب الأقصى معروف بمستكشفيه العضام علي مر التاريخ قلت هاته الشخصية المجهولة في كتب التاريخ هي ( ستيبانيكوس الزموري ) أو كما يحلوا لعلماء الجغرافيا تسميته بكريستوفر كلومبوس الحقيقي فمن هو ستيبانيكوس الزموري هذا !!؟
ولد إستيفانيكو بمدينة أزمور في المملكة المغربية على ضفاف نهر أم الربيع في بداية القرن السادس عشر ميلادي وبالضبط حوالي عام 1503م. قبل الاستعمار البرتغالي لأزمور ( منطقة توجد في المغرب الأقصى )بعشر سنوات.
انطلقت رحلته الاستكشافية التي ضمت ثلاثمائة رجل داخل فلوريدا يقودهم دي نارفاييز وليس معهم سوى أربعين حصانا. لم يضعوا في حسبانهم أن هاته المغامرة قد تدوم طويلا وقد تكون هي المغامرة الأخيرة لهم و لم يكونوا يظنون أنه لن ينجو من تلك المغامرة سوى أربعة على رأسهم استيفانيكو الذي حصل على الشهرة واعتقت رقبته لأنه كان عبدا من العبيد ساعتها .
مرت ثلاث أشهر وسط الأدغال والمستنقعات والمواجهات مع الهنود. توفي خلالها أربعين فردا من أعضاء الحملة، إما بسهام قبيلة (البويبلوس) الهندية أو من جراء الأمراض أو الجوع أو الغرق. لم يعثر الفاتحون على الذهب الذي كانوا يسعون إليه وتبخر حلمهم. وقرر القائد العودة إلى خليج بامبا والعودة من حيث أتوا. لكن المفاجأة الكبرى أنهم لم يجدوا مراكبهم ولا رجالهم الذين تركوهم على الساحل.
لم يبق أمامهم خيار سوى إنقاذ أنفسهم من خلال صنع قوارب بديلة للرحيل. وعملوا طوال ستة أسابيع حتى لم يبقى لديهم سوى حصان يتيم لأنهم كانوا يقتاتون من لحوم جيادهم واستخدموا ملابسهم لتصبح أشرعة وأبحروا. لكن بعد يوم أو يومين تعفن الماء المخزون في القرب المصنوعة من جلود الجياد ولم يعد يمتلكون سوى قليل من الشعير.
ظلت مياه نهر المسيسيبي العضيم تتلاعب بهم وتهددهم بالموت وهم يعانون الجوع والعطش وحرارة الشمس. لكن حظهم كان أفضل من حظ الآخرين الذين غرقت قواربهم بإستثناء واحد كان يقوده دي فاكا.
التقى الناجون من ركاب القاربين وعددهم ثمانين فردا من ضمنهم قائد الحملة بانفيلو دي نارفاييز على شاطئ جزيرة أطلقوا عليها اسم (مالهادوا) أي التعاسة. تمكن المركبان من السير على سواحل لويزيانا طيلة أربعة أيام لكن زوبعة عنيفة فرقتهما وانتهى أمر مركب استيفانكو إلى جزيرة ” كاليفستون ” وكان ذلك في 1528. أما الباقون ذهبوا ضحية الجوع والعطش أو قتلوا على يد الهنود.
أخد الهنود ستيبانيكوس الازموري ورفاقه الثلاثة. عامل السكان الأصليون الأربعة بطيبة فتبخر هلعهم وظل الأربعة خمس سنوات في الأسر. في إبريل عام 1534، قرر الأربعة (استيفانيكو – دورانتيس – كاستيو – كابيزادي فاكا) الفرار أثناء غياب أهل القرية التي كانوا فيها. هكذا انطلقت رحلة الاربعة من جديد من الشرق إلى الغرب.
وفي 1535 توجه الأربعة نحو المكسيك وعبروا الميسيسيبي النهر الكبير، واستخدموا بعض معرفتهم بالأمور العلاجية، فعالجوا بعض السكان الأصليين. وشاع خبر معجزات ستيبانيكوس الأسود والبيض الثلاثة في إنقاذ الناس من الموت مرضا فبدأت قوافل الهنود ترافقهم من قرية إلى أخرى وتهديهم الأكل والشراب وجلود الغزلان وأغطية القطن والأحجار الكريمة والمنحوتات النحاسية. وبقدر ما ذاع صيت الرجال الأربعة أصبحت الحكايات حول قدراتهم الخارقة تسبقهم في كل مكان مما أكسبهم هيبة بين القبائل. وأطلقوا عليهم لقب (أبناء الشمس).
التحق استفانيكو الزموري بعدها بالحامية العسكرية الإسبانية المتواجدة في مرسيسان –ميغل دي كوليكان الذي سينطلقون منها للوصول إلى العاصمة المكسيكية في عام 1536. حين عاد الناجون الاربعة من أول حملة استكشافية لفلوريدا رددوا على مسامع ممثلي الملك الأسباني، أن هناك مدن ذهبية أهمها مدينة سيبولا الأسطورية بل أن استفانيكو أكد رؤيتها بعينه زاعما بوجودها الفعلي. مما أدى بنائب الملك الإسباني في المنطقة إلى تعيينه ضمن حملة أخرى ستنطلق في عام 1539 تحت قيادة المبشر الراهب الفرنسيسكاني فراي ماركوس لاكتشاف مدن الذهب سيكون مرشدها هو استيفانكو.
حل الراهب عام 1530 بالمستعمرة الأسبانية جنوب القارة الأمريكية وكان طوباويا يرمي إلى تشييد مجتمعات فاضلة في أوساط السكان الأصليين أو كما يسميهم الأسبان البويبلوس.
انطلقت الحملة في فبراير عام 1539 وانقسم أفرادها كالسابق إلى قسمين إلا أن هذه المرة تقدم فريق يقوده استيفانكو وبقي القسم الثاني يقتفي أثر القسم الأول وكان يتزعمه الراهب. وكان استيفانيكو يرسل إلى رئيسه باكتشافاته عن طريق رسل يحملون صليبا يدل حجمه على اقترابه من مدن الذهب الأسطورية.
ونظرا لشهرة استيفانيكو التي اكتسبها في رحلته الأولى التي جعلته ابن الشمس القادر على علاج المرضى. فقد رافقه المئات من الهنود ليرشدوه إلى أكبر وأشهر مدن الذهب السبع الأسطورية وهي مدينة سيبولا .
تقول وثيقة تاريخية تعود إلى عام 1540، مترجمة من الإسبانية إلى الفرنسية: (بعد أن انفصل –استيفانيكو- عن الراهب. ظن أنه باستطاعته الاستحواذ على شرف اكتشاف مدن الذهب بمفرده وأن ذلك سيجعل منه رجلا شجاعا ومقداما في نظر الآخرين. وهكذا ترك مسافة كبيرة بينه وبين باقي أفراد البعثة. وحل في سيبولا هو ومرافقوه الهنود. ووصل استيفانيكو إلى سيبولا محملا بكمية من أحجار الفيروز الكريمة التي أهداها له البويبلوس. مرفقا بعدد هائل من النساء الجميلات التي وهبها إياه الهنود المرافقون له. وقد كان هؤلاء يلتحقون بركبه كلما عبر قبيلة معتقدين أنه سيحميهم من كل الأخطار ومرافقته لهم كفيلة باكتشاف كل العالم.
لكن سكان شيبولا كانوا أكثر ذكاء من أبناء فصيلتهم المرافقين للزنجي. ولهذا فرضوا عليه الإقامة الجبرية في كهف خارج المدينة. واستنطقه حكماؤهم وشيوخهم لمدة ثلاثة أيام لمعرفة أسباب وفوده عليهم قبل أن يجتمعوا لتقرير مصيره. قال استفانيكو لهم بأن رجلين من البيض سيلتحقان به وبأنهما موفدان من طرف نبيل يعرف ما في السماوات وأضاف بان الراهبين مكلفان بتلقين الهنود أصول الدين. لم يصدق زعماء سيبولا المغربي وظنوه جاسوسا لقبيلة تريد غزو أراضيهم ولم يتقبلوا أن يكون رسول البيض ذو بشرة سوداء. إضافة إلى كل هذا غاظهم طلباته المتكررة بالحصول على الفيروز والنساء فقرروا قتله.)
في سيبولا، لم يجد (سعيد بن حدو) وهذا هو إسمه الحقيقي أما إستيبانيكوس فهو الإسم الدي إلتصق به والدي أسماه به البرتغاليون قلت لم يجد سعيد بن حدو الأزموري الذهب والأحجار الكريمة كما كان يظن بل وجد فقط الموت ينتظره وإن كانت الرواية الإسبانية الرسمية حول مقتله هي التي أوردناها فإن لهنود المنطقة روايات أخرى مغايرة يرددونها. فمثلا تقول إحدى الروايات الخاصة بقبيلة هندية تسمى زوني التي تعتقد أن البومة طائر الموت ونذيره لأن قراب سعيد بن حدو الطبي كان مصنوعا من ريش البوم فقد رأى الأهالي في ذلك نذير شؤم فقرروا قتله.
كما أن هناك رواية مشابهة تقول “بعث الازموري إلى حاكم مدينة -سيبولا- رسولين حاملين آنية تحتوي على بعض الخيوط وريشتين واحدة بيضاء والأخرى أرجوانية اللون. ولما مثل الرسولان أمام حاكم المدينة وقدما له الآنية رماها على الأرض غاضبا حينما شاهد محتواها وأمر الرسولين بالرجوع من حيث أتيا وأنذرهما بأنه سيقتل جميع أصحابها إن هم دخلوا المدينة. لكن الأزموري تجاوز هذا الامر واقترب من المدينة فألقي القبض عليه هو وأصحابه وفي اليوم التالي حاول الأزموري الفرار مع رفاقه غير أن حراس المدينة طاردوهم وقتلوا عددا منهم وسقط الأزموري بعد أن اصابه هو الآخر أحد السهام.
كما تقول رواية أخرى هندية أن زعيم قبيلة سيبولا أمر بقطع أطراف استيفانيكو وأرسل قطعة منها إلى زعماء القبائل حتى يتأكدوا من أن الأسود الزموري مجرد إنسان وليس ابنا للشمس
رحمه الله ورحم الله كل عظماء الإسلام الذين قدموا البصمة الحضارية للإسلام عبر الأزمنة والعصور والذين كانوا منارا ونبراسا اهدوا للإنسانية العلم والهدي والصلاح و عزة النفس دون إستثناء فرحمك الله ياإستيبانيكوس( سعيد بن حدو) الزموري انت وجميع موتى المسلمين
إذا قرأتم ودرستم التاريخ فإقرؤه بعدل وإنصاف وليس بمغالاة وإجحاف فلا يصح الا الصحيح في المنتهي والختام والصلاة والسلام على نبينا الشهم الهمام سيدنا محمد عليه ازكي الصلاة والسلام .

شاهد أيضاً

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام   بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف عندما قال …