سُعاد
بقلمي أنور مغنية
قولوا لعبلةَ وبثينةَ أن نَمنَ
وهاتوا زرقاءَ اليمامةِ تُخبرُني
مَن القادم في الأفق وتُفرحُني
فأقول: ( بانت سعادُ فقلبي اليومَ مَتبولُ)
ما كان لعنترة شأنه عندي
ولا الزِّيرُ لقصصهِ تفضيلُ
إنَّ لها في القلب سُكناها
وسواد العين لو شاءت التكحيلُ
على شعرِها سرى ليلٌ
وللَّيلِ في إسرائهِ تعليلُ
ما كان للناس من فريضةٍ
سوى النميمة والقال والقيلُ
ما جاء خليلٌ بما ينفعنا إلاَّ
بما استهواهُ من قولٍ أضاليلُ
كان للقوم غاية وقد فعلوا
ما أرضى حقدهم وشَفَى غليلُ
أُنبيتُ أنَّ سعاداً بمَكرُبَةٍ
فكرٌ ، خداعٌ وأقوالٌ أباطيلُ
ما ألفيتُ الصَّحبَ إلاَّ مخادعاً
لا يستقرُّ كالماءِ تحملهُ الغرابيلُ
كان هذا شأنهم ودَيدَنَهُم
فكيف يكون تصديقٌ وتقضيلُ ؟
لماذا هذا الجحدُ ولم أجحدُهُ
ولا ثقتي بالناسِ كانت بَرَاطِيلُ
ما مِن ضعفٍ كان تصديقي
إنما بين أضلاعي كائنٌ أصيلُ
صعبٌ أن أفارِقَها فَلَو أمسَكَت
وِصَالَها عندي للوِصال تَوصِيلُ
وما موعدها سوى فرحٍ
وللأفراح في القلبِ مواويلُ
هي الخليلةُ ولها على الخلاَّنِ
منزلة لا يشوبها التأويلُ
إن مسَّها ضرٌّ فَيَا عتبي
على نفسي كأنَّني المسؤولُ
يا ويحَ نفسي لو أهمَلَت
ضِحكتَها وجعٌ وخوفٌ وتبديلُ
إذا تُهدي لصدري زَفَرَاتها
فأنا معافى بالسَّعدِ مَشمولُ
تحملُ في كفِّها أصابعاً رُطَباً
لا عراقٌ جاد به لا فراتٌ ولا نيلُ
صافيةٌ كصفحة الماء رِقَّتها
رقراقةٌ عذبةٌ ماؤها سلسبيلُ
والشعرُ مثل شراعٍ فوق
صاريةمال بما الهواءُ يميلُ
أرخَت على الليلِ ضفائرَها
فالنجوم والأقمار سهرٌ وتهليلُ
ذوابلُ الرمش أسرارٌ بعينيها
سهامٌ أمعَنَت بالأجسادِ تقتيلُ
شدَّ النهارُ ضياءً من محيَّاها
تَنَكَّلَت شياطين العتمةِ تنكيلُ
فخلُّوا طريقي إليها أُناشِدَكُم
عسى يأتي اللهُ بما هو مأمولُ
مهلاً فما قرأتُ من كتابها
غيرَ أسطرٍ والقراءة تطولُ
ما زلتُ غُرَّاً هاوياً في هواها
أتعلَّمُ ألحانها واللحنُ ترتيلُ
لها من الأيام مفخرةً وثوباً
من استبرقٍ وعسجدٍ مغزولُ
تمشي على الأزهار مزهوة
وعلى صدرها تنامُ الزَّغاليلُ
إن مشَت صارت الربى حريراً
فما احتاجت في مشيها تنعيلُ
لا يسكنُ الحسنُ إلاَّ ثيابها
وللحسنِ مقامات الصَّبا دليلُ
أنور مغنية 08 01 2022
إ