” سيد الحضور ”
بقلم الأستاذة : سمية شرحبيل
لا أعي لماذا
أنت دون غيرك
من ملك هذا الفؤاد
و اكتسح معابره
و اعتلى سرره
و سبر سرائره
و استقى من فيضه
و ارتقى بهيضه
و خبر بصائره
و حدد شعائره
و أعلى منائره
و أدنى صغائره
و نمق عمائره
و رقق سجاياه
و أبهج حناياه
و أثلج ثناياه
و اثرى غرائره
فكلما كبرت بي السنون
ينهمل مني الحنين
كطيف هجين
فترعد سطوة الشوق
و تزبد رجفة التوق
و ينسكب مزن
الصفو كالهتون
يأخذني وهج الصبو
إلى غمره العميق
يستدرجني لأغرق
في لجه الاليق
اتهادى في انبهار
أتمادى في الإبهار
و انساق بإصرار
كأنني مسلوبة القرار
طافحة بالثمول
نافحة بالمثول
أسيرة بلا قيود
متمادية لأبعد حدود
يعظم منك الوجود
فتنحني لرسمك
حوريات الخلود
و تتهيب لإسمك
أباطرة الظهور
فتصيبها لعنة الضمور
و تلحقها لوثة الثبور
يا سيد الحضور
ففي بزوغك
ينسحب الشغور
و في غيابك
ينعدم الذرور
و يكتمل و يكبر
مني الشعور
و تنساب المعاني
في غور الجذور
فتتدفق بك المحابر
و تستفيض بك المنابر
و تنتصب الأقلام
على ناصية الأحلام
و تسمو الأحرف المغنجات
و ترفرف الروح
على أوتار الكلمات
و يعلن الصمت
عن الرحيل
و تتفتق الألسن
بأزاهير التعبير
و يزهو بك الوصول
و يدرك الحنين
لمم الأفول
حينها ..
تنعدم كل الرجالات
و تغدو مجرد خيالات
تتهامى في سراديب الذبول
تترنح كأنها غيمة
أصابتها لعنة الجفول
فتاه منها الهطول
و ارتضت مسالك القفول
فلترتج الوصول
و لتنعم بالقبول
و برغد لا يزول
و نعيم لا يبور
يا سيد الحضور