سوق العملات المشفرة يتسبب فى خسائر كارثية

متابعة : عبدالصمد أبوكيلة

 صدمات عنيفة تهز أركان السوق للعملات المشفرة خلال الأشهر الثمانية الماضية، والتى تخطت خسائرها بقيمة التريليوني دولار، وقد أشعلت عملة البتكوين موجة الخسائر وفقدت من قيمتها أكثر من 900 مليار دولار، بينما قيمة العملات المشفرة قبل الخسائر الضخمة بلغت ذورة 3.2 تريليون دولار.

ورغم أن هذه الخسائر جزء كبير منها مبرر بسبب حالة الهلع التي أصابت الأسواق العالمية بشكل عام مع ارتفاع التضخم لمستويات تاريخية واندفاع البنوك المركزية نحو عمليات رفع متسارعة للفائدة كانت الأسرع في نحو 30عاما، في حين كان الجزء الآخر نتيجة عمليات المضاربة العنيفة التي تسببت بانهيار بعض العملات وخروجها من قائمة التداولات.

هذه الخسائر هزت ثقة الكثيرين بسوق العملات المشفرة  وتعالت بسببها الأصوات المطالبة بضرورة التنظيم السريع للسوق، ومن هؤلاء المطالبين، بنك التسويات الدولية ، الذي أكد على خطورة الاستثمار بالعملات المشفرة وطالب باستبدالها بعملات رقمية مركزية خاضعة للحكومات.

 في سياق متصل، قللت مؤسسات مالية أخرى منهاصندوق النقد من خطورة الانهيارات فيسوق العملات المشفرة على الاقتصاد العالمي، لكنه طالب بتنظيمها لثقتها بأنها ستقود يوما ما في المستقبل ثورة مالية جديدة.

المعارضون والمحذرون من مخاطر العملات المشفرة قابلتهم أصوات أكثر تفاؤلا بمستقبل هذا النوع من الأصول وتحديدا البتكوين التي يرى فيها المؤيدون لسوق التشفير بأنها ستكون العملة الاحتياطية القادمة وستحل محل الدولار.

وقد بنى أنصار هذا الرأي توقعاتهم وجدالهم على أن عصر الدولار انتهى بسبب المستويات الفلكية للديون والكم الهائل من طباعة النقود اليائسة لتسييل الديون مما أدى لانخفاض كبير في القيمة طويلة الأجل للعملة الاحتياطية العالمية الحالية.

ونتيجة لذلك يتوقع أنصار البتكوين أن يضطر العالم في زمن ليس ببعيد من تبني نظام نقدي مختلط، سيكون خليطا من عملات حكومية رقمية وغير مركزية مثل بتكوين.

شاهد أيضاً

الاقتصاد المصرى بين الواقع والتطلعات

  مع بداية عام 2025 من المهم لنا تقييم أين نحن من تنفيذ ماجاء باستراتيجية …