سنة الله لايمكن حتي يبتلي
كتب مدير مكتب الوطن الاكبر بالمغرب سمير ألحيان إبن الحسين
️سئل الشيخ #أحمد #إبن #حنبل رحمه الله دات يوم فقيل له ياشيخنا ماذا تحب للإنسان أن يمكن أم يبتلى فقال رحمه الله( لا يمكن الإنسان حتي يبتلى ) تلك سنة الله الخالدة في خلقه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_تحية محبة وصدق وتقدير واحترام مني لكم احبتي في الله
فمن المعلوم والمؤكد شرعا أن التمكين والإبتلاء هما وجهان من أوجه التكليف الرباني لخليفته في الأرض والذي هو هذا الإنسان الجهول الجزوع الهلوع الضلوم الضعيف الفقير إلي الله إن لم يقوه الله علي القيام بهاته الأمانة التي هي التكليف والإبتلاء والواقع المشاهد في حياتنا العامة وفي العالم المعاصر خير دليل علي مااقول لدا دعوني اسرد عليكم نماذج حقة من القرأن الكريم والذي هو كتاب ربنا ودستورنا ففيه أبلغ الأمثلة وانصع الشواهد فمن أعجب قصص القرأن التي سردها لنا وابلغها لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ربه هي قصة سيدنا يونس عليه السلام
لما خرج غضبان من قومه.. لأنهم لم يؤمنوا..
خرج من غير أن يأذن له ربه .. والله ﷻ عاقبه بسبب هذا الأمر.. إنه خرج وقد ترك القرية المكلف بالدعوة فيها.. بدون أن يأذن الله له بالخروج..
بالفعل ركب سيدنا يونس السفينة متجها إلى بلد أخرى.. فعاقبه الله بعقوبة شديدة فعلا.. الله ﷻ بعد ما هييء أسباب إلقائه من السفينة..
أمر الحوت بابتلاعه.. طبعا الحوت كان منتظره.. بمجرد ما تم إلقائه.. الحوت كان فاتحا فمه.. فدخل مباشرة في فم الحوت..
(أه ه ه.. شيء فعلا صعب جدا)..
هذا الكلام كان في وقت الضحى.. يعني الضوء شديد.. فدخل في بطن الحوت ليجد الظلام الشديد أمامه..
وجد نفسه قد دخل في سجن.. وليس أي سجن.. سجن تحت الأرض.. سجن في قاع البحر.. مسجون في بطن حوت.. وهو نبيّ جليل.. له من الفضائل ما لا يعلمه إلا الله، ولكنّه فَعَل ما يُلام عليه..
هل دعا على قومه..؟ الله يخرب..! الله يدمر…. ! الله يهلك..! لماذا هكدا …! ماذا فعلت يا ربي ؟ هل يستدعي أن تعمل في عبدك هذا..؟
أبدا.. ما فعل شيئاً من هذا..
وإنما لجأ إلى الله بقلب منكسر.. بقلب ممتليء بالتوحيد لله.. والرضا بقضائه.. بقلب خاشع.. بدأ يدعو ويقول “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
يقول الله ﷻ
“فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ”
إياك أن تمارس دور الضحّية فتنكفئ على آلامك.. وتلعن الدنيا.. وتُحمّل الظروف والآخرين مسؤولية ما حلّ بك.
لابد لحياتك بعد المرور بالابتلاء أن تكون أفضل مما قبله.. حتى لا يتوطَّن البلاء بك!! فالتوبة الصادقة ترفع البلاء.. والاعتراض على قضاء الله، وتكرار العودة للذنب قد تنزل بك العقوبة الطويلة..
فمن كـان يـتـخـيـل أن فـرعـون الـذي كـان يقـول : «أنا ربكم الأعلى» سيغرق على مرأى من الطفل الذي بكى يوماً في قصره يريد أن يرضع !؟؟
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
من كـان يـتـخـيـل أن النمرود الذي كان يقـول : «أنا أحيى
وأميت» سـتـقـتـلـه بعوضة.. بعـد كل هذا الكبر والتجبر!؟؟
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
من كان يتخيل أن يوسف عليه السلام الذي ألقي في الجب ثم في السجن سينتهي به المطاف على كرسي الملك !..؟؟
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
من كان يتوقع أن رسول الله ﷺ الذي خرج من مكة خلسة تحت جنح الظلام.. برفقة أبي بكـر.. سـيـعـود إليها فاتحاً في وضح النهـار.. ويدخلهـا من أبوابهـا الأربعة!
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
من كان يتخيل أن بلال بن رباح سيقتل سيده القديم أمية بن خلف.. الذي اشـتـراه بـدراهم معـدودة.. وباعـه بدراهم مـعـدودة.. وبينهـمـا أذاقـه أصناف العذاب !؟
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
من كان يتصور أن عبد الله بن مسعود.. النحيل الفقير.. سيعلو صدر أبي جهل.. مسدلا ستار حياة مليئة بالكفر الطغيان!
«وتلك الأيام نداولها بين الناس»
إن الـحـيـاة دومـاً تـتـجـدد..
الحق سـيـنـتـصـر في نـهـاية المطاف..
فالأيام جند من جند الله.. يرفع بها أقواماً ويحط بها آخرين!
فأزمات الحياة لا تدوم.. وابتلاء ربنا ﷻ لنا مؤقت.. وله نهاية.. لايوجد ابتلاء مستمر مدى الحياة..
فإذا ضاقت اتسعت.. وإذا تعسرت تيسرت.. وإذا اشتدت فُرجت.. فالقبض والبسط بيد الله.. وأمره كلمح البصر.. ( كن فيكون )
فكن مطمئناً بتدابير الله مهما كانت.. ففي نهاية المطاف ستكون لصالحك.. “واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسْرًا”..
والنصر صبر ساعة .