سلسلة بحوث في المعرفه

سلسلة بحوث في المعرفه

د.عبدالواحد الجاسم

ابستمولوجيا ( ٩ )

المعرفة عند العقليين

التجريبيين إن مصدر المعرفة هو الحواس

العقليين (أصحاب المنهج العقلي) ورأيهم في مصدر المعرفة

الحواس الخمس لاتصلح أن تكون مصدرا تاما يطمئن إليه في المعرفة .

مثال
يظهر القمر في حاسة البصر جرم صغير بينما حقيقته كبير جدا

شروط المعرفه عند العقليين

1_ الضروره
2_ التعميم

الضرورة
هي أن تتصف ظاهره بصفة معينه
وهذه الصفة تبقى ملازمه للظاهرة ثابته في كل زمان ومكان وتحت مختلف الظروف

مثال
القطار أكبر من السياره …والسياره أكبر من الدراجه
إذن القطار أكبر من الدراجه .

وهذا الاستنتاج العقلي ضروري في كل زمان و مكان حيث ماوجد ثلاثيه كما في المثال
وهذا معنى الضرورة عند العقليين .

مثال أوضح
٢+٢=٤
النتيجة ضرورية وحتمية بجمع العددين (٢+٢) ، في كل زمان ومكان لابد أن يكون ناتج جمع ٢+٢ هو ٤

التعميم

الشرط الثاني من شروط المعرفة الصحيحة والتامة هو التعميم ، بمعنى إمكان تعميم حكم معين على كافة أفراد النوع .

مثال
عند تحليل ذرات الماء نجد 2 هايدروجين 1 اوكسجين
وهذا يعمم على الماء في كل مكان من الطبيعه في البحر والنهر والغيوم وفي كل زمان ومكان

*
ابستمولوجيا (10)

المعرفة عند النقديين

سبق وإن ذكرت مصادر المعرفه عند التجربيين والعقليين

مصادر المعرفه عند النقديين .

فلسفة الزمان والمكان عند إيمانويل كانت (كانط)

الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت عنده فكرة عن الزمان والمكان تختلف عن الاخرين .

سؤال
هل الزمان والمكان موجود كما وجود السياره والبيت والكتاب ….الخ
الجواب البديهي نعم المكان موجود وكذلك الزمان بتعاقب الايام… السبت ..الاحد .. وكذلك الساعه …

إيمانويل كانت
يقول : ان الزمان والمكان هما وسيلتا إدراك وليسا موضوعا إدراك .

توضيح
السياره والبيت والموبايل وغيرها من الاشياء ….هي موضوع للإدراك عن طريق الحواس الخمسه والعقل .

أما الزمان والمكان ليسا موضوعان للإدراك يعني الزمان والمكان غير موجودات بالخارج مثل السيارة والبيت والموبايل .

كانط يقول : الزمان والمكان موجودات بالعقل فقط
هما قوالب عقلية في صميم خلق الإنسان
وهما (أي الزمان والمكان) وسيلتا إدراك وليسا موضوعان للإدراك .

مثال
الحواس الخمس تعطي معلومات وأحاسيس مبعثره تصب في قوالب العقل للمكان والزمان
مجموعة من الاشياء موجودة في الخارج ( يعني خارج ذهنك ) ، مثل السماء والأرض والجبال والاشجار والبحار والحيوانات والبنايات والسيارات والبشر وغيرها .
هذه الأشياء تدركها من خلال حواسك الخمسة
هذه الحواس الخمس مبعثرة ومشتتة
واجب العقل ترتيب هذه الاشياء حسب قالب المكان
مثلا تكون السياره في الشارع أو السماء فوق أو الارض تحت السماء … الخ

قالب الزمان
بنفس الحواس والعقل يرتب الاشياء مثلا السبت قبل الاحد الصباح قبل المساء الساعه الواحده قبل الساعه الرابعه

( أن الزمان والمكان هما وسيلتا إدراك وليسا موضوعا إدراك)

*
أبستمولوجيا ( 11 )

مصدر المعرفة عند المتصوفة

((مصدر المعرفة عند التجريبيين هو الحواس)) .

(( مصدر المعرفه عند العقليين هو العقل))

((مصدر المعرفه عند النقديين هو الحواس والعقل معا ))

أما المتصوفة فيعتقدون إن الطريق لمعرفة الحق المطلق (الله) هو (الحدس) أو (العيان المباشر ) أو ( البصيرة ) بحيث يمتزج الشخص العارف بالشيء المعروف

مثال
الانسان كيف يعرف وجوده
النفس الانسانيه وجودها لايرتبط بالحواس الخمسه
لايمكن أن يذوق أو يبصر أو يسمع أو يلمس أو يشم ….نفسه

إنما وجوده من خلال الإدراك المباشر لذلك
مثلما يدرك العطش والجوع والتعب …الخ

وهذا الإدراك يسمونه المتصوفة (الحدس ) أو (العيان المباشر )أو (البصيرة)

رأي المتصوفة :

إن الطريق الصحيح والسليم والامين لمعرفة الحق المطلق (الله) هو (الحدس) أو (العيان المباشر) أو (البصيرة )، وليس الحواس أو العقل .

*
ابستمولوجيا ( 12 )

المعرفة عند المتصوفة

خصائص التصوف باعتباره مصدرا للمعرفة

يتميز التصوف من ناحية كونه طريقا ومصدرا للمعرفة بعدة مميزات منها :

اولا :
وسيلة إدراك ومعرفة الحق المطلق ( الله ) هي (الحدس ) أو (العيان المباشر ) أو (البصيرة )، كما أشرنا إلى ذلك سابقا .

ثانيا :
إن الحقيقة التي تدرك وتعرف من خلال الحدس أو العيان المباشر أو البصيرة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات
لايمكن شرحها للآخرين

السبب
لأنك عندما تعرف الحق المطلق من خلال الحدس أو العيان المباشر أو البصيرة تندمج أنت والشيء المعروف ويكون شيء واحد

اذن الأمر بالنسبة لمعرفة الحق المطلق ( الله ) من خلال الحدس أو العيان المباشر أو البصيرة ، لايمكن التعبير عن هذه المعرفة بالكلمات والشرح ، مالم يعش الإنسان بنفسه هذه التجربة والمعرفة .

ثالثا :
الكون ظواهر (سماء ومجرات وكواكب وبحار وأنهار وأشجار وإنسان وحيوان وجماد وووالخ ) وهي حقيقة .

هذه الظواهر تدرك بالحواس أو بالعقل
ولكن حقيقة الكون لا تدرك إلا بالحدس أو العيان المباشر أو البصيرة .

رابعا :
الحقيقة الكامنة وراء ظواهر الكون هي واحدة وليست متعددة ولكن هذه الحقيقة الواحدة تعبر عن نفسها بهذه الظواهر المتعددة .

خامسا :
معرفة الحق المطلق ( الله ) تكون من خلال معرفة النفس ( من عرف نفسه ، عرف ربه ) .

سادسا :
الحواس والعقل والحدس عند المتصوفة ثلاث مراتب في المعرفة :

الحواس أدنى مراتب المعرفة

العقل مرتبة متوسطة من مراتب المعرفة وهي ارقى من مرتبة الحواس

واما الحدس فهو أعلى مراتب المعرفة

سابعا :
المعرفة عن طريق الحواس هي معرفة عوام الناس .

المعرفة عن طريق العقل هي معرفة الفلاسفة .

وأما المعرفة عن طريق الحدس فهي معرفة العرفاء والمتصوفة .

*
ابستمولوجيا ( 13)

الإعتقاديون والشكاكون وإمكان المعرفة وحدودها .

سؤال بين الفلاسفة وهو :

هل المعرفة ممكنة بحد ذاتها ؟

إذا أردنا أن نعرف شيء معين مثل علم الفيزياء ، هل لنا قدرة أن نعرف هذا الشيء أو غير ممكن .

إذا كان الجواب نعم

سؤال آخر :
المعرفة لها حدود ؟

رأيين اساسيين عن التساؤلات :

رأي الاعتقاديين
رأي الشكاكين

الإعتقاديون هم مجموعة من الفلاسفة (أصحاب المنهج العقلي والتجريبي) يعتقدون بإن الإنسان عنده قدرة غير محدودة على معرفة كل شيء يمكن أن يعرف .

العقليون قالوا إن العقل هو مصدر المعرفة ، ومن خلاله نعرف كل شيء .

التجريبيون قالوا الحواس هي مصدر المعرفة ، ومن خلالها نعرف كل شيء ، إذا توفرت للحواس الظروف المناسبة .

صفة الإعتقاديون وتسميتهم

لأنهم يعتقدون بموقف معين ويضعونه أساس لنظريتهم فيما بعد ، ويبنون عليه مايشاؤون من النظريات والأفكار .

الشكاكون
هم مجموعة من الفلاسفة الذين يشكون في إمكان المعرفة
رايهم المعرفة الموضوعية مستحيلة على البشر وإن الكلمات شيء ، والمعرفة شيء آخر .

الفيلسوف ديكارت كان من الفلاسفة الشكاكون كان صاحب منهج شكي للوصول إلى اليقين .

إذن فالشكاكون يذهبون إلى أن المعرفة غير ممكنة للبشر .

النقديين والوضعين رايهم في إمكان المعرفة

ان المعرفة ممكنة للبشر لكن ليس بصورة مطلقة .

*****
الخلاصه
الاعتقاديون المعرفة ممكنة

الشكاكون المعرفة غير ممكنة

النقديين والوضعيين الأشياء الحسية نستطيع معرفتها
وأما الاشياء غير الحسية لايمكن معرفتها .

انتهى

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …