أخبار عاجلة

سعة الرزق وضيقه من أقدار الله لعباده

سعة الرزق وضيقه من أقدار الله لعباده
بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف
الحمد لله وكفى وصلاة وسلامآ على البشير الهادي المصطفى أما بعد أحبائي في الله فسعة الرزق وضيقه من أقدار الله تعالى التي يجريها على عباده لحكم لا يعلم حقيقتها إلا الله قال تعالى( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
وليس في سعة الرزق أو ضيقه دليل على رضا الله عن العبد أو عدم رضاه عنه كما ورد في صورة الفجر في قول الله تعالى( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) * (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) .
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما ورد في صورة المؤمنون في قوله تعالى (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ). وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له قال الله: كلا- أي: ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا، فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب وإنما المراد في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيرا بأن يحمد الله وشكره ويصبر لقول الله تعالى ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ ) .
وأما عن سبيل سعة الرزق فقد بينه الله عز وجل فقال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) .
ومن أسباب زيادة الرزق الصلاة قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )
ومنها الاستغفار كما ورد في صورة نوح في قول الله تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )
ومنها صلة الرحم فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ما نقص مالٌ من صدقة أي الصدقة آلتي تخفيها حتى لاتعلم شمالك ماتنفق يمينك وأن تنفق على راحة قلبك بالذهاب إلى بيت الله
والإكثارُ من الحجِ والعمرة والمتابعةُ بينهما فقد قال صلى الله عليه وسلم( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد فسعة الرزق وضيقه من أقدار الله لعباده .

شاهد أيضاً

كما تزرع تحصد وكما تدين تدان

كما تزرع تحصد وكما تدين تدان بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف – فكما تدين تدان …