سعادة العربي محض وهم وسراب :
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__ العربي لا تسأله فحاله وملامح وجهه تخبرك بالنبأ اليقين:
أشكال السعادة الحقيقية المغيبة من حياتنا المزيفة هاته أصبح معها نتيجة لعوامل متعددة ومتداخلة منها ماهو ذاتي ومنها ماهو موضوعي ومنها ماهو دات بعد ديني كذالك قلت أصبح الشخص والمرء يخادعك ويمثل عليك في أكدوبة كبري فيقول لك أنه سعيد وهو ليس بسعيد فأنت عندما تتجول وتتنقل بين أزقة وفي شوارع الوطن العربي تضهر لك هاته الحقيقة ضاهرة مجسدة وواضحة للعيان فأنت من دون أن تتحدث ومن دون أن تسأل أي أحد فإن الجواب تجده ويضهر لك في سحنات وقسمات ووجوه وفي أحوال وحركات ومعاملات وأخلاق الناس فالكل تضهر فيه مضاهر العبوس والتجهم ولسان حاله ينطق بسخطه وعدم رضاه عن حاله وأحواله وأحوال المجتمع والناس والوضع والأوضاع التي وصلت إلي غاية وحد التأزم وإلي غاية الباب الموصد والمسدود فصرت تجد صعوبة فى التكلم والتحدث بأريحية وطلاقة مع أي أحد كما كان العهد والوضع من قبل في أيام الزمن الجميل فالكل صار مصابا بالإحباط والإكتئاب ضرب الأرقام القياسية في المجتمع أما الأعصاب وكل الأمراض النفسية والاجتماعية التي أصيب بها المجتمع فحدث ولاحرج والتي صعب معها العلاج وبدالك صعب وعسر وتعدر تقديم الدواء والشفاء ففي الدول والمجتمعات الحرة والنزيهة والتي تحترم نفسها ومواطنيها وتلتزم بأخلاقها ومبادئها وتحرص وتعتني بإنسانيتها تم تأسيس وإنشاء وزارة في تلك الدول خاصة بالسعادة رصدت لها الميزانيات والوسائل الضخمة هدفها هو خدمة المجتمع والإنسان والحرص علي كل مامن شأنه أن يقوم ويقود ويؤدي إلي إسعاده وفرحه وسروره ونحن هنا في هاته البلدان العربية المهينة لأبنائها والحاطة من كرامتهم السعادة هنا إختصرناها في مهرجانات وفي تفاهات لاتغني المواطن من جوع ونسينا أو تناسينا عمدا الأساسيات التي تقوم عليها حضارة السعادة فالسعادة موجودة في مجتمعاتنا العربية في تلك القصور والفلل والمنتجعات والرياضات المسورة المحاطة بأبراج وأبواب عالية تناطح السماء كأننا في مدن روما القديمة والتي تشبه إلي حد بعيد تلك المدن التي تم إنشاؤها في الإمبراطورية الرومانية أفسد وأقبح إمبراطورية في التاريخ علي الإطلاق إمبراطورية الفساد والإستبداد والإستعباد بإمتياز والدل والمهانة للإنسان هناك عندما تم تقسيم البلاد والمدن إلي مدن عبيد وسادة في أبشع فصل طبقي وعنصري عرف علي مر التاريخ فكل مدينة في وطننا العربي لها قصورها ومنتجعاتها وفللها السعيدة المخملية البهية فالسعادة هناك موطنها وهناك مكانها ومادونها فلا يستحق أن يكون سعيدا ولاالسعادة يجب أن تطرقه فالسعادة في بلداننا العربية ليست للجميع فهي كدالك محتكرة ومحفضة فلايستحق السعادة في بلداننا الورقية سوى من هو موجود داخل القصور والفلل والمنتجعات السعيدة المسورة ففي بلداننا المتخلفة هناك إحتكار وخوصصة للسعادة كماهي حال كثير من الأمور والمزايا والمنافع والتي عمها وأحاط بها الإحتكار والحكر مند زمان وأزمنة طويلة ومتطاولة ففي بلداننا من دخل وولج إلي تلك الأماكن المحصنة وتجاوز أسوارها الشبيهة بالقلاع المتترسة للعصور الوسطى فإنه سيعيش السعادة السعادة بكل ممكناتها وبكل تجلياتها وتمضهراتها ألا يسمونها ويدعونها جزافا بأماكن أصحاب معالي السعادة البهية وكأنهم بقولهم وبفعلهم وصنيعهم هدا يوصلون ويبعثون لنا نحن الفقراء بإشارات وبرسائل مشفرة أن تلك الأماكن هي نبع ومنبع وموطن السعادة والسعداء ومادونها فلايستحقها وليست له بنصيب وليس لها بأهل ولن تصل له ولن ينالها ولن يحصل عليها ماحيا فمن أين تأتيك السعادة ياأيها المواطن البسيط الفقير المقهور وأنت من حين تستيقض وتنهض وتفتح عينك لاتجد أمامك سوى الإكراهات والمنغصات وأنت يحيط بك ويحاصرك ويطوقك كل شيء وكل أمر طارد ومبعد عن السعادة بل هناك من تطارده تلك الهواجس والكوابيس والمنغصة المزعجة والمبعدة عن السعادة في النوم وفي الأحلام فالدين في بلداننا العربية المتخلفة عبث به والإقتصاد طاحن وغير راحم والصحة مريضة والتعليم مشلول والعدل ميت والشباب شاخ والجهل ساد وأطبق وكل المكتسبات التاريخية لبلداننا العربية ذهبت وراحة أدراج الرياح والساسة رويبضات تافهون منافقون منحطون يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لايؤمرون والوطن العربي في سيبة وتسيب إداري وفي إختناق تشريعي وتنضيمي وهو تحت رحمة بيروقراطية لعينة مقنعة لكل هدا فإن هدا الوطن العربي يحيا ويعيش على المشارف وعلى شفا جرف هار وإقترب من حدود السكتتين إما أنها ستكون قلبية أو ذماغية تقضي علي الجسم برمته وتصيبه في مقتل والله سبحانه وتعالى عز شأنه ومقداره قال في بيانه وفي محكم قرأنه(إدا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) فالبدخ والإسراف والتبدير وسوء التسيير هي عناوين بارزة لسخط الرب ومقثه لعباده والتبدير بكل أشكاله ومضاهره والعبث بثروات ومقدرات وخيرات البلدان العربية غير خفية علي القاصي قبل الذاني فهي واضحة وضاهرة للعيان وضوحا بينا وضوح وبزوغ الشمس في جوف وكبد السماء ورائحتها الفاسدة والعفنة فاحة حتي صارت تزكم وتخنق الأنوف والمواطن البسيط مقهور مخنوق مطحون يعيش ويحيا علي الفثات والبعض حتي الفثات لم يعد يجده ، يحيا ويعيش هدا المواطن وسط دوامة قاهرة فاتكة وفتاكة لاترأف به ولاترحمه بسبب حاجياته الملحة والمتصاعدة والمتزايدة بسبب الغلاء المعيشي الفاحش وإرتفاع الأسعار القياسي وأحزمة ودائرة اليأس والبؤس والفقر في إزدياد وإتساع وتوسع والفجوة التي تفصل الأغنياء عن الفقراء والفروق الطبقية أصبح يدق بشأنها ناقوس الخطر فأين هي البرامج والمشاريع العربية الأنية والمستعجلة لمحاربة الفقر والعسر والهدر
أم هي محض وهم وسراب أم ليس إلا لغاية في نفس يعقوب قضاها
السؤال مني والجواب لكم.