سطوة البلاء
بقلم : سمية شرحبيل
حينما يسكن الليل
و تخلد الأجساد إلى مهاجعها
و تصفو الأنفس من أكدارها
و تنسلخ الأرواح من أعبية الوعي
و تتوشح بأردية الأحلام
تستفيق الأسقام
و تتباهى الآلام
بنغزاتها الكثيرة
و وخزاتها المثيرة
تتهادى على نغمات الأنين
تتبارى و مثيلاتها
أيهن أجدر بالاستلاب
و أقدر على الإرعاب
و أولى بالاكتساح و الاجتياح
تتختل على إيقاعات
متفاوتة في جموح
تتحايل لتسلب الحنايا
منحة السكون
تنتأ في جنوح
تحيل الجوارح
الى الركون و الأفون
تغيبها في متاهات الأفول
و سراديب الذبول
تنتصب في انشراح
تركن للارتياح
تعلن النصر تفوز بالظفر
تحدث جلبة في كافة الأنحاء
تثير صخبا في شتى الأرجاء
يصحو الجرم
من غفوة الإنتشاء
و غمرة الإنتهاء
يقاوم لجج الإغفاء و الإغماء
يهيم سويعات
في نسمات الإلتهاء
يقيم صروحا واهنة
في مسالك الإنتهاء
يركن إلى الإنكفاء
يتأهب للرحيل
عن مدارات الإلتواء
إلى ممالك الإستواء ..
تلهبه لفحات
من تنانير السأم و السقم
يتجرع مرارة الندم
يرتشف رحيق الألم
يهوي ثم يذوي ثم يهفو ثم يطفو
ثم يصحو ثم يصفو ثم ينحو
نحو سبل الرجاء و منارات النقاء
يقاوم في خفاء
يستنفض فيستنهض قواه
في عزم و إباء
يتحرر من قبضة الإبتلاء
ينسلخ من وطأة الوباء
و درك العناء
و سطوة البلاء ..
# وراء كل ألم خبيئة نحن لا نعلمها … الله يعلمها ..
# فوض أمرك لله و ثق في قدراتك على الصمود و على قوة الشفاء الذاتي ..