ساعة مع الأخلاق
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
———————-
إذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا ٠
أ” أمير الشعراء : أحمد شوقي “٠
في هذه السطور قليلة المبنى كثيرة المعنى نتعرف على منظومة الأخلاق بين البناء القويم للفرد و المجتمع في إطار السلوك الحسن من منظور الكتاب و السنة و الشعر و المأثور و العادات و التقاليد ٠٠
نعم إن المجتمع بحاجة ماسة الآن إلى عودة الأخلاق الحسنة ٠٠ !!
فلسنا بحاجة إلى عرض الدنيا من مال و منصب و تقدم في ظل هذا الانفلات السلوكي و غياب معيار الأخلاق الفاضلة ٠
بل نحن في أزمة حقيقية عندما تبلد الوازع الإيماني و ما نسميه ( الضمير ) وسط مراقبة الله عز وجل في القول و الفعل معا ٠
حتى يرحل الفساد بكل مظاهره المادية و المعنوية هكذا ٠٠
و كل هذا يتثنى لنا من خلال واقع منظومة الأخلاق و القيم التي هى ركيزة الدين و الدنيا و الآخرة قاسم مشترك للفوز الكبير و الفلاح ٠
و القرآن الكريم هو دستور الأخلاق ٠
و لذا نبحث عن جملة الأخلاق في الآداب و التعامل من خلال الحياة اليومية و لا سيما أرباب المهن و الحرف و البيع و الشراء في ظل الرحمة وهكذا ٠
تعريف الأخلاق:
مجموعة القيم والسجايا و الطبائع الكريمة والسلوك القويم الحسن و البعد عن القبح والرذائل والسلوك الجميل الذي يميز الإنسان الطيب عن غير في أدب التعامل ٠٠
والخلاصة :
الأخلاق صفات نفسية وأعمال الإنسان التي توصف بالحُسْن أو القُبْح سمو كرم الأخلاق ٠
علم الأخلاق :
(الفلسفة والتصوُّف) أحد أقسام الفلسفة وهو علم نظريّ يحدِّد مبادئ عمل الإنسان في العالم، وغرضه تحديد الغاية العليا للإنسان، أو هو علم بالفضائل وكيفية التحلِّي بها، والرذائل وكيفيّة تجنّبها ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وقد مدح الله عز وجل في كتابه العزيز خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ٠
قال تعالى :
( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ٠
و كانت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصف النبي صلى الله عليه وسلم بأن خلقه كان قرآنا يمشي على الأرض تطبيقا عمليا ٠
و من ثم يقول الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم :
(ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسَنٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال:
تقوى الله وحسن الخلق ٠
و قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( إنَّ من أحبِّكم إليّ، وأقربِكم مني مجلساً يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقا ) ٠
رواه الترمذي .
و يقول أمير الشعراء أحمد شوقي عن الأخلاق معيار الأمم :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا ٠
و قيل :
الخلوق من إذا مدحته خجل و إذا هجوته سكت.
فما أجمل التحلي بالإخلاص و تقوى الله عز وجل و الصدق و الحياء و العمل الصالح منهج حياة ٠
و نكتفي بهذا القدر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ٠
فيا رب ارزقنا حسن الخٌلق قولا وعملا آمين ٠