جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
سؤال الهوية يعود من جديد هل تقف مصر أمام إعادة إنتاج أخطاء الماضى وسط تضخم الوجود الأجنبى
بقلم/ أيمن بحر
تعود قضية الهوية الوطنية إلى الواجهة من جديد بعدما تحولت أزمة تضخم الوجود الأجنبي فى مصر من مجرد نقاش اجتماعي عابر إلى إنذار حقيقى يعيد إلى الذاكرة تاريخًا طويلا من موجات الاستيطان التى اخترقت الدولة وأضعفت سيادتها وجعلت المصرى في مراحل كثيرة مجرد ضيف فوق أرضه. ومع تصاعد الضغوط التى تأتي تحت لافتات إنسانية واقتصادية مثل مساندة اللاجئين وتشجيع الاندماج وجذب الاستثمار يجد المصرى نفسه أمام سؤال جوهرى هل نعيد اليوم أخطاء الماضي التي فتحت أبواب البلاد للاستعمار فى أزمنة سابقة.
المسألة لم تعد مرتبطة باللاجئين وحدهم لكنها أصبحت قضية مجتمع كامل وهوية وطن وذاكرة أمة دفعت ثمنًا باهظًا عندما تجاهلت إشارات الخطر. ويتصور البعض أن الاعتراض على تضخم الوجود الأجنبي مجرد انفعال اقتصادى أو حالة عنصرية كما يروج البعض رغم أن مصر كانت على مدار أكثر من أربعة عشر عامًا من أكثر دول العالم استقبالًا للاجئين واحتضنت ملايين فروا من انهيارات دول الجوار حتى أصبحت فى نظر بعض القوى الأوروبية ساحة خلفية للهجرات غير الشرعية بالمفهوم السياسي.
وعند الحديث عن اعتراض المصريين على تضخم الوجود الأجنبي يتكشف أن الاتهامات بالعنصرية لا تعكس واقع المصرى الذ تحمل فوق طاقته مقارنة بدول كبرى لم تتحمل جزء مما تحمله. ومع ذلك لا يمكن تجاهل حجم الضغوط التي تواجهها دولة تعاني من تضخم سكاني واقتصاد مقيد وموارد محدودة وأزمات بطالة وسكن ومع ذلك يقال إنها قادرة على دمج ملايين الضيوف وربما منح بعضهم الجنسية.
وهنا يظهر السؤال الأعمق ما هو مصدر الأزمة ولماذا يتصاعد الغضب الشعبي من استمرار سياسات تستقبل هجرات جديدة وتسمح بتوطين أعداد كبيرة. الإجابة تعود إلى جذور تاريخية عانى خلالها المصريون من نفوذ جيتوهات أجنبية داخل البلاد قبل انتهاء الاحتلال البريطاني وقيام الجمهورية حيث تحولت تلك الطبقات الوافدة إلى قوة اقتصادية واجتماعية جعلت المصري في مرتبة أدنى بينما سيطرت مجموع
