سأغادر غصباً
رجب ابو الحسن
سأغادر غصبا
فالوطن الباقي لم يعد باقيا
و إن تشدق
و أقسم
و بنت أني أصدق
لم يزل سكينه في ظهري طعنات
ما عاد الوطن وطني
و ما بقي منه سوى تلك الأحرف الجوفاء
ما هذه التربة كما عهدنا
أصاب الجفاف حتى هذه السموات
كل شيء فوق هذي الأرض
أصابه الشتات
هيهات هيهات أن تعود
هيهات هيهات أن أعود
هيهات هيهات
إن وطنا يخنق فينا آمالا
بل يئد في مهدها الثمرات
لن يمنح هواءه ثانية
و ها قد غصب ماؤه
و أكلت ثماره
و جرفت أضلعه
كيف نبقى و لم يبق
كبف نحن و قد خان
كيف أكتب فيه شعري
و قد صرت فيه أنعت بمهان
بل أنعت بجبان
بل خسيس استبدل بالعزة
كل الهوان
هذه الأبخرة المتصاعدة فتطال السماء
ما هي إلا زفرات لضغط عصبي
قام بتفجير الأوردة
فتطاير الدخان
بل انطلق
ما كل هذا الأرق
إلا من آثر الطعنات المذكورة آنفا
أ و تعلمون ؟
لم أعد كما ظننت خائفا
لم أعد نفس المرتجف
فإنهاء علاقات مع دراكولا
هو الضرورة
بل المهرب
أيها الوطن الخرب
فلتهنأ بساكنيك الجدد
و ليهنأوا
فالطيور على شكيلتها هاهي محلقة
و يا أيها القلب الأحمق
الذي ما زال عالقا
فلتبق لتهلك
أو امض لتملك
فلم يعد يأبه لشأنك
فمصر قد سرقت
و ذاك بديل
بل ذاك الدخيل
فلتبق أيها القلب إن شئت
أما أنا
فقد آثرت الرحيل
إلى حين إلتقاء
سلاما يليق بأمس أحب
و يوم الإباء
و باكر رغم الضباب أراه
أمام الصفاء