أخبار عاجلة

زَمنُ الغِياب

زَمنُ الغِياب

إني معتكفة
بمحرابكَ
ياوطن الأمنيات
فانسجْ لي
غطاء ً
من أكمام
النخيلِ
وفراشاً
من دفء
الشمس.ِ..
واحْتويني
فغُربتي تَنْحَتُني
ثلجاً وغماما ً
وسحاباً عقيما…
مزدحم هذا العراء
ولا أحد يحملُ
سراجاً ليُعيد َ
لقمركَ بريقهُ
ولنجومِكَ سناها…
إني
مستعدة للعزفِ
حتى الأرق
وللرقص حتى
الوجع
لتنعم بالسلام…
كَمْ خَشِيتُ
أنْ
تُسْلَبَ قُدْسِيَّتُكَ
بَياتاً
فتصيرُ العورات ُ
رصاصاً
يَقْتلُ حياء
َ الذاكرة …
وَوراء صخبِ
الحانات
تختفي لبَّيْك َ
اللَّهمَّ لبَّيْكْ
كم خشيت ُعليكَ
يا أرضي ياسمائي
يا بحري يا بري
ياظلي ياحَرِّي
يامن يحتويني
بلا احتواء …
صرتُ أكتب…
على ناصيةِ
الملامةِ أكتُب ..
عن وجعِ الانسانِ
أكتب…
عن مهزلة
الغيابِ أكتب…
أكتبُ دُون أن
أحُطّ إسما ً
مستعاراً
مللتُ الأقنعةَ
مللت ُ العيشَ
بالكواليسِ
مللتُ
غُربةَ الهوامش
فنسجتُ خطاباً
من خيوط غضبي
و ألياف تمردي
هذا قلمي يشد
على أنفاسي
ليكتب
تَمَرُّداً على
تضاريسِ
الصمتِ وهضابِ
الكتمانِ
فمن قال أنَّ
القلمَ لا يكفي
للسمو بمعاني
الإنسانِ
ومن قال أنَّ
الحبَّ
لا يكفي
لبناءِ الأوطان
ومن قال أنَّ
الغيابَ
لا يكفي لهدمِ
الأمم…
في زمنِ
الغيابِ
الكلابُ لا تنبحْ
والنسيانُ لا يكفي
لإخمادِ الوجع
الغياب قاتل
مأجور
لا صوتَ لزنادهِ
ولا صوتَ للباطلِ
كيْ نُخْرِسَه…
بطوابيرِ الانتظارِ
لُعْبَةُ الغُمِّيضَةِ
صارتْ لُعبةَ
الكبار

غَضَضْنا السَّمْعَ
وغَضَضْنا البَصَرَ
وأخْرَسْنا الجَوَارحَ
فصِرنا بلا كيانٍ
وعروق بلادم …
حلَّ الطاعونُ
والموتُ كشَّرَ
أنْيَابَهُ
ولم يتوقف
نزيفُ
الغياب

‎بقلمي

خديجة بلغنامي

شاهد أيضاً

الذكريات

الذكريات بقلم صالح منصور بالأمس قهرتنى الذكريات وجذبنى حنينى لحب مات عذرا حبيبتى انت من …